Al Jazirah NewsPaper Monday  24/11/2008 G Issue 13206
الأثنين 26 ذو القعدة 1429   العدد  13206
بين قولين
التبوكيون
عبدالحفيظ الشمري

يحقّ لرواد ملتقى تبوك الثقافي الأول الذي عقد قبل أيام أن يستفيضوا بالثناء ويغرقوا بالدهشة عطفاً على ما قدم من جهد رائع من قبل المنظمين بلجانهم العاملة بدأب، والمتحفزة لتقديم ما يرضي بروح جمالية تصطبغ بلون الحب، وتتذوقها بنكهة ودهم الشمالي النبيل.. ساعين أن تكون تبوك هنا في القلب رغم أنها هناك على التخوم.

قرأ البعض من سيرة تبوك في رواية (البلدة الأخرى) للكاتب المصري إبراهيم عبدالمجيد، فكانت هي الفكرة العالقة في وعينا عنها، فمنذ أن تلمسنا تفاصيلها في تلك الرواية لم تشأ لنا الظروف زيارتها، فكان في القلب حسرة لأننا قرأناها، ولم تهيأ الظروف لنزورها، أو نلامس حدود الوطن هناك، حتى جاء هذا الملتقى فكان محمد العطوي.. الشاعر الجميل ابن تبوك هو مصافحنا الأول في لحظة الدخول الأولى.

لم يلبث إلا ويطل وجه الأديب الناقد الدكتور مسعد العطوي بين دهاليز الملتقى في نُزُل (صحاري تبوك) الذي جاء مؤثثاً بحب وحبور، وسعادة بأهل الملتقى الذين جاؤوا من أماكن مختلفة من الوطن، فقد عاضدت فرحة (مسعد) أمارات البشر على وجوه من يحفل بالضيوف، ويقدمهم ويرتب لهم محطات تحركهم، ومساحات البوح بما لديهم من أوراق ومطارحات وأسئلة.

ضيوف الملتقى إضمامة من جيل خدم التجربة، وأثرى المشهد الثقافي والمعرفي على نحو الدكتور عبدالرحمن الشبيلي، والدكتور بدر كريم، والدكتور عائض الردادي، ومرزوق بن تنباك، وحمد الحقيل، وصالح السالم، وجيل جديد منهم الدكتور عبدالله المعيقل ومعجب العدواني، ومحمد الحمد، وفاطمة القاسم، وسعاد المانع، وفواز اللعبون، وعبدالله الحيدري، وصالح المحمود ومن تم ذكرهم هو من قبيل المثال وليس الحصر، مع حفظ حق الألقاب لهم.

التبوكيون ومن خلال ملتقاهم الثقافي الذي يقام لأول مرة خلا من الأخطاء والتجاوزات والمحسوبيات التي قد تراها في بعض الملتقيات، فلم يقصَ أحد عن ما تم الترتيب له، كما انتظم الوقت وسجلت ظاهرة جديدة تحسب لأدبي تبوك حقوق اختراعها وهي تلك المراقبة الصارمة للوقت من خلال الساعة الإلكترونية التي ترصد حصص المحاضرين والمداخلين، فكان التصرف عادلاً رغم قصره.

الملتقى بأوراقه الثلاثين ظل محافظاً على زخمه حتى آخر جلسة من جلساته، فكان الحديث لا ينقطع عن ذكر محاسن هذا التنظيم، والإعداد الجيد، فما كان من تبوك إلا أن تفضي لضيوفها: لم نعد نحن أهل (البلدة الأخرى) -كما يقول- إبراهيم عبدالمجيد، إنما هنا رواية (الحدود) للدكتور نايف الجهني، و (لا أحد في تبوك) للروائي مطلق البلوي، كما أن للشعر صهيلاً، وللتراث حضوراً، وللفلكلور نكهة خاصة ومميزة، وللتبوكيين أن يفاخروا بمجد مدينتهم، وعطائها رغم أنها لا تكل، أو تمل من انتظار قافلة الخدمات والمشاريع التي تسير نحوها ببطء.

للحديث صلة عن أيام الملتقى الثلاثة، ورحلات الشعر، فصيحه، وعاميه، ومشاهدات الفنون والتراث، والآثار، وجلسات الود حتى حدود الفجر في ردهة (نُزُل الصحراء).



hrbda2000@hotmail.com
لإبداء الرأي حول هذا المقال أرسل رسالة قصيرة SMS  تبدأ برقم الكاتب 5217 ثم إلى الكود 82244

 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد