Al Jazirah NewsPaper Monday  24/11/2008 G Issue 13206
الأثنين 26 ذو القعدة 1429   العدد  13206
(شلل) يصيب جميع القطاعات في أوروبا

برلين - أ.ف.ب

بعد صناعة السيارات طالت الأزمة الاقتصادية في أوروبا قطاعات أخرى مثل الكيمياء والنقل وبناء المساكن، فيما يبعث كل شيء على الاعتقاد بأن تداعياتها السلبية ستذهب أبعد من ذلك. فالصعوبات التي تواجهها صناعة السيارات، القطاع الأول الذي تأثر بالأزمة المالية وندرة الاقتراض، امتدت إلى قطاع التجهيزات والعقود من الباطن، لتشمل أيضاً قطاعات الكيمياء والتعدين التي تزود قطاع البناء.

وهذا الأسبوع أعلنت الشركة الألمانية الكيميائية العملاقة (بي إيه إس إف) توقيف ثمانين مصنعاً عن العمل بصورة مؤقتة؛ ما يشمل عشرين ألف عامل، فيما قررت شركة روديا الفرنسية تقليص إنتاجها بنسبة 40% في ثلاثة مواقع فرنسية.

وكذلك منافساتها لن تبقى في منأى؛ فالمجلس الأوروبي للصناعيين في هذا المجال يتوقع تراجع الإنتاج الكيميائي (خارج الصيدلة) بنسبة 1.3% في العام 2009م. كما يتوقع أن تسجل المجموعات في قطاع التعدين نتائج منخفضة (بنسبة 43% في 2009) في أوروبا بحسب مصرف الأعمال الأمريكي جب بي مورغان.

ومطلع تشرين الثاني - نوفمبر أعلنت مجموعة (اسيلورميتال) الأولى في العالم خفضاً بنسبة 35% لمجمل إنتاجها في الفصل الرابع من العام 2008م. ولاحظ يورغ كرامر الخبير الاقتصادي في كومرتسبنك أن (كل فرع يشعر بالتباطؤ؛ لأن كل ميادين الاقتصاد مرتبطة بعضها بعضاً). وحذرت آخر دراسة لشركة التأمين - الاعتماد يولر هرمس التي تعتبر الأولى في العالم وتنتمي إلى المجموعة الألمانية (اليانتس) من أنه (بمعزل عن تأجيل مشاريع الاستثمارات فإن صعوبات الخزينة ستتزايد؛ ما سيجر إلى إفلاسات عديدة).

ودخلت منطقة اليورو مرحلة انكماش للمرة الأولى منذ إنشائها في 1999م.، ومنظمة التعاون والتنمية في أوروبا لا تتوقع انتعاشاً للنمو في أوروبا قبل 2010، لكنها تتوقع ارتفاع معدل البطالة في السنتين المقبلتين. وأضافت أولر هرمس أن قطاع بناء المساكن الذي تأثر سلباً أيضاً بارتفاع فوائد القروض تراجع في كل مكان في أوروبا (ومن المجازفة توقع تحسن ملموس قبل نهاية العقد).

أما في قطاع الخدمات فإن وقع الأزمة يبدو أيضاً خطيراً؛ فالإعلانات تعاني مباشرة من الصعوبات في صناعة السيارات التي تشكل تقليدياً ثروة في هذا المجال. ففي ألمانيا التي دخلت مرحلة الركود في الفصل الثالث للمرة الأولى منذ خمس سنوات، خفضت شركات صناعة السيارات بنسبة نحو 10% من نفقاتها الإعلانية في 2008 بحسب الاتحاد الألماني للإعلانات. كما خفضت مجموعة الإعلانات والعقارات المدنية (جي سي ديكو) التي تعد الأولى في العالم في هذا المجال توقعاتها لنمو رقم أعمالها في العام 2008 بسبب تدهور سوق الإعلانات. فعندما يكون إنتاج البضائع المعدة للتصدير في تدهور فإن الشحن يتبع.

إلى ذلك شهد مرفأ هامبورج الأكبر في ألمانيا والثاني في أوروبا تباطؤاً سريعاً في حجم الشحن في الفصل الثالث. وقالت دراسة جديدة لمحللين في البنك السويسري (يو بي إس) إنه (إذا استمر هذا الاتجاه فإن الحجم التجاري سيتدهور في 2009 للمرة الأولى منذ 1982). وأمام تراجع عام للطلب سجل النقل الجوي في أيلول - سبتمبر للمرة الأولى منذ خمس سنوات تراجعاً لحركة المسافرين الدولية وتدهوراً في حركة الشحن يعد الأسوأ منذ سبع سنوات كما أعلنت اياتا.

وتبدي (أير فرانس - كي إل إم) التي تعد الأولى في قطاع النقل الجوي الأوروبي وكذلك منافستها (لوفتهانزا) حذراً كبيراً بخصوص توقعات العام 2009م. كذلك فإن السوق العالمي للكماليات سيشهد في 2009 (أول انكماش له في خلال ست سنوات) بحسب مكتب باين أند كومباني في مجال الاستشارات الذي توقع أيضاً أن تسجل أوروبا التي تعتبر السوق الأولى للمنتجات الكمالية تباطؤاً بنسبة النصف في نموها في 2008 قياساً بـ2007 ليبلغ 55%.




 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد