Al Jazirah NewsPaper Monday  24/11/2008 G Issue 13206
الأثنين 26 ذو القعدة 1429   العدد  13206
أيها المسؤولون أطفئوا النار
جواهر عبدالله الكنعان

اشتعلت النار وأكلت الأخضر واليابس وتضرر منها فئة من المجتمع الطبقة المتوسطة والفقيرة، وآخرون لا يعلمون عن اشتعال هذه النار شيئاً! أتدرون ما هذه النار!! إنها نار ارتفاع الأسعار المستمر والمضطرد فكل شيء ارتفع سعره فنجد استقدام العاملات والعمال وأجورهم وارتفاع نقل الطلاب للذين ليس لديهم سائق وارتفاع إيجارات المنازل والشقق والعقار!! وهذه الطبقة التي ذكرت هي المتضررة ويزداد ضررها من هذا الارتفاع يوماً بعد يوم بمعنى أن راتب الموظف المتوسط أصبح لا يفي باحتياجاته المعيشية فالغلاء عم جميع أصناف المواد الاستهلاكية باستثناء الملح!! فليس الغلاء مقصوراً على نوع معين لقلنا هناك بديل!! ولكن الغلاء عم جميع الأصناف حتى البقوليات لم تسلم من هذا الارتفاع فمنها الذي تضاعف سعرها مرتين ومنها الذي تضاعف سعرها أكثر من ثلاث وأربع مرات!! فمن يوقف موجة التلاعب بالأسعار التي أصبحت مستمرة وفي ازدياد وألحقت الضرر براتب فئة من المجتمع! وتشكل هذه الفئة أكثر من ثلاثة أرباع المجتمع من نساء ورجال ذوي الدخل المتوسط والفقراء فذوي الدخل المتوسط لا نجد أحداً من الموظفين أو الموظفات على حد سواء سلم راتبه من قروض بنكية لتأمين احتياجاته التي لا يقدر عليها إلا بالاستعانة بهذه القروض التي زادت من أعبائه المادية إذ الراتب دائماً يذهب جزء منه تسديد قرض وجزء تسديد إيجار وجزء منه كهرباء وماء وهاتف، إذا ما يتبقى من الراتب في ظل هذا الغلاء فلا يفي بالاحتياجات المعيشية الضرورية، فأين المسؤولون من ذلك؟ أين الرقابة على الأسعار التي لا زالت في ازدياد والضرر يتزايد أيضاً. إن الزيادة التي تحصل سنويا في الرواتب مع هذا الارتفاع هي قطرة في بحر هائل من الارتفاع فما كنا نراه بـ35 أصبح 85 وما كان سعره 55 ريالاً أصبح فوق 100 ريال وما كان سعره 95 أصبح فوق 300 ريال ...الخ، فالزيادة في السلع ليس ريالا أو ريالين الزيدة هي أضعاف السعر مرتين وثلاث وأربع مرات.. إذا لابد من الرقابة الشديدة على أسعار السلع وعلى المتلاعبين الذين انتهزوا فرصة سماع ارتفاع الأسعار فأشعلوا النار وأصبح حجتهم أن هذا الغلاء دولي فأصبح التلاعب لدى الجميع لابد من الرقابة الصارمة حتى نوقف تضرر المواطنين.. فالأسعار أخذت حقها من الارتفاع وزيادة إذا لابد أن يوقف سيل هذا الارتفاع، ولا ينظر له نظرة المتفرج بل ينظر له من المسؤولون نظرة المتفهم والدارس والمعالج لهذا الموضع لأن وضع المواطن لو استمر يعاني من هذه الضغوط المعيشية فسوف يخلف على المدى الطويل آثاراً جانبية على سلوكيات بعض أو أكثر هذه الطبقة فسوف يسبب لكثير من المواطنين مع وجود ضغوط الحياة المستمرة اضطرابات نفسية لا حصر لها وانحرافات سلوكية كأن يتحول البعض لتكوين عصابات اجرامية تختص بالسرقة والاختلاسات وعمليات النصب وذلك لتوفير المال فيصبح توفير المال هاجس لكل فرد يفكر في الحصول عليه حتى ولو بطريقة غير شرعية طالما لم يجد ما يفي بحاجاته الضرورية والمعيشية.

فنتمنى أنه حينما تراقب الأسعار وتستقر أن ينظر في رفع راتب الموظف بما يتناسب مع الوضع المعيشي الآن بحيث يكون راتب الموظف يفي بالتزاماته الضرورية واحتياجاته المعيشية أي بمعنى آخر أن ينظر في سلم رواتب الموظفين الذي عفى عليه الدهر فبدل النقل 400 ريال هذا من خلقت الدنيا، والأسعار ترتفع وهذا ثابت نقول لابد من النظر في رواتب الموظفين وإعادة هيكلتها من جديد بحيث لا يتضرر المواطن من سراء سلعة إلا ضرراً معقولاً أما ما هو حاصل الآن سبب لشريحة كبيرة في المجتمع أضراراً كبيرة وبالغلة.

نحن نعلم أن موجة الغلاء هذه دولية ولكن لابد من إيجاد الحلول لابد من النظر في ذلك بنظرة ثاقبة عاجلة ومعالجة للوضع الحاصل وذلك لعدة أسباب أوجزها في أهم سببين هما:

1 - حتى يستطع ابن هذا البلد أن يكفيه راتبه شهر فقط ولا يستلف قبل طلوع الشهر لشراء مواد استهلاكية وضرورية.

2 - وحتى يتحول جزء من مجتمعنا المسلم المحافظ الذي يتحلى بالأخلاق الحميدة إلى مجتمع يضم فئة كبيرة من المجرمين واللصوص المنحرفين عن جادة الصواب.

هذا وللجميع شكري وتقديري.

- الرياض



 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد