Al Jazirah NewsPaper Monday  24/11/2008 G Issue 13206
الأثنين 26 ذو القعدة 1429   العدد  13206
حتى نحتويهم نؤسس لهم كياناً
عبدالرحمن السلمي

يعاني المفرج عنهم من السجون والتائبون من المخدرات رفضاً اجتماعياً سواء على مستوى الأسرة أو على مستوى المجتمع أو المحلي. وقد تضيق بهم الحالة ليفكروا في الانتكاسة والعودة إلى ما نهوا عنه. ومعظمهم يجد صعوبة بالغة في انخراطه مع الأسرة أو المجتمع بعد الخروج والتعافي ذلك لأن علاقتهم بأسرهم أصبحت ضعيفة بسبب غيابهم عن دورهم الاجتماعي داخل الأسرة وتحمل الزوجة أدوارهم الذكورية في التربية وجلب المعيشة فأصبحت علاقتهم مع ذويهم متدهورة وكذلك لا يوجد لهم صداقات صحية لأن معظم صداقاتهم خلال غيابهم من أرباب السوابق ولم يجدوا من يرعاهم ويستوعب مشاعرهم المأزومة يضل تفكيرهم الرافض للمجتمع ينمو يوماً بعد يوم حتى يصبح لديهم ميول عدوانية نحو نفسهم ونحو المجتمع وقد لا يرون في الآخرين مطالب للتآخي معهم لأن المخدرات سوف تحل في استطبابها لأنفسهم وتعوض كثيرا مما يفقدونه من خلال تباطؤ المجتمع في قبولهم وإعطائهم أدوارهم الاجتماعية الطبيعية داخل الأسرة.

فالأسرة تمثل لهم رحماً يستطيعون أن يعيدوا كيانهم المأزوم بفعل الغربة المفروضة عليهم نعم إن روح الإيمان الذي بداخلهم سيبقى الرصيد والمبدع الذي ينمو داخلهم بخاصة إذا ما وجدوا من يوادهم ويواسيهم ويفهمهم على الحياة وتجاوز صدمة الإفراج والتعافي.

ورغم ما تعمله مؤسسات المجتمع المدنية والرسمية للعب الدور نيابة عن أسرهم كلجنة رعاية السجناء أو مراكز الرعاية اللاحقة الملحقة بمستشفيات الأمل أو جماعات التعافي للمدمن المجهول وبما يوفره مرشدي التعافي لهم من مواساة في المساعدة على تخطي أزمتهم.

كل هذه الصعوبات التي تمر بالمفرج عنه والمتعافي إلى أن يتخطى أزمته يبقى تطوير آليات دمجهم بالمجتمع وبما ينتابها من عوائق لسن القوانين والتشريعات لإيجاد آلية لاحتوائهم مثل برنامج السعودة باعتبار المفرج عنه يعادل نسبة تشغيل سعوديين والإعانات التي يقدمها الضمان الاجتماعي لتحمل أعباء الحياة ومصاريفها وما تقوم به الجمعيات الخيرية لمساعدتهم وأسرهم لرفع شكل الحدث ويبقى تحقيق الذات هو هاجسهم من خلال تحقيق هويتهم الإنسانية والمجتمعية بعودته للعمل والإنتاج وممارسة أداء الدور فأنني أقترح إنشاء شركة استثمارية تهتم بتشغيل هذه الفئة بعد الإفراج عنهم، لاحتواء قدراتهم المهنية والمعرفية حتى تتمكن هذه الشركة توظيفهم ومن خلال الغرفة التجارية يمكن إعداد الدراسات الاقتصادية والهيكلية ونوعية العمل التي تصلح لهذه الفئة مثل إنشاء وحدة للحراسات الأمنية وتعدهم لتخرج كوادر لديها القدرة على ممارسة العمل. وكذلك إعطائهم مسوغ وظيفي للعمل داخل المؤسسات الأمنية باعتباره كادر مدرب على هذه المهنة.

إنشاء مجمع لصناعة المواد الحرفية والمتمثل من إنتاج النخل (الخوصيات) والأدوات الأخرى والمنتجات المنزلية ويمكن الاستفادة مع التطوير لما تقوم به وزارة الشؤون الاجتماعية لبرامج الأسر المنتجة بحيث تطور لاستيعاب هذه الفئة وكذلك تستوعب الفتيات المرفوضات من أسرهن وذوي الفئات الخاصة لأن الشركة وبما تملكه من إمكانيات مادية لتعظيم رأس مالها سوف تطور هذه الأفكار وستجلب خبراء لتدريبهم بدلاً من تركهم (برنامج الخطأ والصواب والصبر على نمو الأفكار).

ومن أعمال هذه الشركة:

- تأسيس مركز تدريب وإعادة تأهيل فكري ومهني.

- توسعة مشاريع تتوافق مع قدراتهم.

- احتواء الكشكات المنتشرة على الأرصفة والمنتزهات المصرحة من البلديات ليديرها سعوديون.

إن هذه الشركة سوف تحقق بعداً اقتصاديا وإنسانيا تمثل قمة الرعاية اللاحقة لهذه الفئة وهي جسر لتخطي أزمة الإفراج نعم يمكن أن تتضامن اللجنة الوطنية لمكافحة المخدرات واللجنة الوطنية لرعاية السجناء على إنشائها بالتضامن مع الغرف التجارية لاحتواء هذه الفئات.

مساعد مدير مركز التأهيل النفسي - نائب رئيس لجنة رعاية السجناء بالقصيم


Sam-0774@hotmail.com

 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد