Al Jazirah NewsPaper Monday  24/11/2008 G Issue 13206
الأثنين 26 ذو القعدة 1429   العدد  13206
هل المعلم ليس كل الزوايا؟!
شاكر بن صالح السليم

يردد البعض، المعلم حجر الزاوية، وحينما تسمع أو تقرأ، ما بعدها وما قبلها من الكلمات، تشعر بأن المعلم ليس حجر الزاوية فقط، بل إنه يشكل كل الزوايا، وهنا تبدأ الحيرة، كيف يكون (حجر الزاوية) وبنفس الوقت يكون كل (الزوايا) وإذا كان الكادر التربوي كالبنيان المرصوص، ويشكل بناء متكاملا، من أبواب ونوافذ وجدران وزينة، وديكور ثابت ومنقول وخلافه، فإن الزوايا متعددة وبأشكال متنوعة، والمعلم جزء من هذا البناء، بل إنه حجر واحد من أحجار الزوايا، بحسب مفهوم ومنطوق الكلمة المشهورة، وعليه فلا بد من إعادة النظر في هذه الكلمة، وفهمها بشكل صحيح، وبنفس سياقها أو محوها من الوجود والعقول، طالما أنها أعيت العقول، واستبدالها بما هو أكثر دقة في الوصف والتدليل، ومهما كان البدل والمبدل، إلا أنه لا يجوز القفز إلى ما هو أبعد من دور المعلم، ولا يجوز أيضا تحميل المعلم المسكين الفقير إلى ربه، الكثير من المتطلبات في مسيرته العلمية والعملية بطريقة عشوائية، أو إعلام وإشعار المجتمع بأن فشل الميدان من فشل المعلم، بل الفشل فشل جميع العاملين في التربية، والنجاح نجاح الجميع، والكل مسؤول.

مشروع تطوير التعليم العام، لم يعد يلقي بالاً لهذه الكلمة، بدليل أنه بنيان متكامل، لتأهيل ليس الزوايا فقط، بل كل شيء، وتعويل المطور على البرامج الأربعة، جاء ليمثل كل الكيان التربوي والتعليمي المراد تطويره، بكلمات مختصرة، تحمل في ثناياها هموما كبيرة، لرجال كبار وأبطال، من سلك الانترنت إلى البرامج الخادمة في الحاسب الآلي، ومن تهيئة البيئة التعليمية والتربوية إلى تدريب المعلمين وتأهليهم، ومن نشاط الطلاب إلى مقرراتهم ومناهجهم، ومن تأهيل المعلمين في الفصول إلى تأهيل كل شاغلي الوظائف التعليمية (مدير/ة المدرسة وكيل المدير، ومساعدة المديرة ورائدة النشاط والمرشد/ة) وزاد على المعتاد (فريق الاتصال). وإدارة المشروع تعمل للجميع، وليس للمعلمين في الفصول فحسب، وبالتالي أنتهي إلى كلمة سواء في تطوير ليس المعلم حجر الزاوية فحسب، بل الجميع في بنيان متكامل ومرصوص أيضاً وتمثل هذا التشبيه (البنيان المرصوص) في مسيرة تطوير، أفضل من التعويل على دور المعلم وسلخ الأدوار الأخرى. وأعتقد أن توصيف البرامج بصياغة واحدة، وبأخبار غير متكاملة سيؤثر في المشروع أو على سمعة المشروع، وبات من الضروري أن نقرأ عن المشروع الكثير من الانطباعات والكلمات، لنحلق سويا مع المشروع، ليس للبناء، بل لإكمال مسيرة العطاء (تأهيل تطوير تحسين) فالبناء بدأ منذ تأسيس هذه الدولة المباركة، على يدي الملك عبد العزيز آل سعود، أحسن الله مثواه، ونحن جميعا نقوم بدور الحفاظ على البناء وتزيينه، فوجود أكثر من ثلاثمائة ألف معلم ومعلمة، وأكثر من خمسة وعشرين ألف مدرسة، يعد من البنيان المرصوص، الذي تعاهد اكتماله ملوك الدولة (سعود وفيصل وخالد وفهد رحمهم الله) و(عبد الله بن عبد العزيز آل سعود)، من بعدهم يواصل البناء، ومشروع تطوير، يؤكد ذلك.

المطور طبيب ماهر، والمراد تطويره جسد التربية، والجسد قلب وجوارح، والترميم في العقول ليس كالترميم في غيره، بل هو ألطف وأكبر، ولذا أقول (التدريب والتأهيل) دم القلب النابض والقلب هم (شاغلي الوظائف التعليمية) بلا استثناء، والبقية جوارح إن اشتكت اشتكى القلب، وإن اشتكى القلب اشتكت الجوارح.

الحجر الأساس (المعلم) ليس هو كل البناء بأي حال من الأحوال، ولكن إذا ثلم أو تزعزعت أرضه وتربته، أو أعمل الفأس بجسمه (هضم حقوقه) (عدم تدريبه) تشويه سمعته أتى البنيان على من فيه (التربية والتعليم) و(الوطن بأكمله) وبقدر ما نحافظ عليه، سنحافظ على بقية البناء، وبقدر ما نكمل البناء نحافظ على الجميع، وها هو الملك عبد الله بن عبد العزيز، يساند التأهيل والتدريب في مشروع تطوير، في توجيه المستويات الأقل، وبقي علينا أن نعمل معا، والسؤال يتردد في أذهان الجميع، ما عدد الأحجار في الزاوية الواحدة ومن هو أساسها؟!




 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد