Al Jazirah NewsPaper Monday  24/11/2008 G Issue 13206
الأثنين 26 ذو القعدة 1429   العدد  13206
عذاريب
كي لا نخسر المزيد
عبدالله العجلان

خسرنا من كوريا الجنوبية 0-2 والإشكالية هنا ليست فقط في خسارتنا لثلاث نقاط مهمة على أرضنا وبين جماهيرنا وأمام منتخب منافس على إحدى بطاقات التأهل للمونديال، وإنما الأسوأ والأخطر من هذا هو أننا لا نجيد إدارياً وفنياً وجماهيرياً وإعلامياً التعامل مع إيقاع وأسباب وإفرازات الهزيمة، نندفع بقوة وبانفعالات زائدة حد التهور والفلتان، فتكون الخسارة مضاعفة وأكثر إيلاماً وتأثيراً سلبياً من فقدان النقاط الثلاث.

في مثل هذه التصفيات من المفترض أن لا نبالغ في انفعالاتنا وفي قراءة وفهم واقعنا، كي لا ندخل أنفسنا في متاهات يصعب علينا الخروج منها بسلام، وبترتيبات وإجراءات قد تقضي على حظوظ الأخضر فيما تبقى من جولات مصيرية وحاسمة لا تحتمل أدنى الأخطاء، الهزيمة من كوريا صارت وانتهت فهل نستمر نشتم ونندم على ما حدث أم ننجح في معالجة مشاكلنا تحسباً للقادم الأصعب..؟!

المباريات الخمس المتبقية سوف تُقام على مدى شهور عديدة، وبالتالي فإن الوقت يسمح والفرصة متاحة للبدء في اتخاذ خطوات تصحيحية شاملة، وتحضيرات فنية وإدارية مختلفة، خاصة فيما يتعلّق باختيارات اللاعبين، وتوقيت وعدد ونوعية المباريات التجريبية التي من الممكن ومن الأفضل أن تُقام بدون معسكرات كما تفعل الكثير من المنتخبات العالمية.

بعد فوات الأوان

قبل سنوات وعندما كانت الاتحادات القارية تعلن في مطلع الألفية الثالثة وبداية القرن الواحد والعشرين عن أسماء الأندية الفائزة بلقب نادي القرن كان الاتحاد الآسيوي الوحيد الذي حجب اللقب، وصاغ لنفسه مبررات واهية وسخيفة لتحاشي التسمية لسبب بسيط هو أنه يدرك سلفاً ويعلم يقيناً بالحقائق والأرقام والإنجازات أن اللقب في حالة إقراره سيكون من نصيب نادي الهلال السعودي وبدون أية منافسة من أي ناد آسيوي.

وقتها كتبنا عن هذا الإجحاف وعن مصادرة حق مشروع لناد سعودي كان وما زال زعيم آسيا وسيِّدها وتاج رأسها، وكانت الردود وأقلام المحامين والمدافعين عن ظلم الاتحاد الآسيوي لا تأتي من بلدان خليجية أو آسيوية وإنما من هنا ومن أسماء تنتمي للأسف الشديد لهذه الأرض، وكنا آنذاك لا نلوم تلك الأقلام والأسماء التافهة المتأزمة والفارغة فكراً وثقافة، بل كنا نوجهه مباشرة لاتحاد الكرة واللجان التابعة له ولمندوبيه في الاتحاد الآسيوي وهم يصمتون وربما يباركون الموقف التعسفي لاتحاد القارة، الأمر الذي منح له الضوء الأخضر للاستمرار في ظلمه والتمادي في أخطائه وفوضويته في كثير من القرارات والتصرفات والتي اتسعت وشملت فيما بعد المنتخبات السعودية ونجومها في مباريات ومواقف مكشوفة ومعروفة لا تُنسى.

الآن وبعد أن اتضحت أمامكم مؤامرة وتخبطات الاتحاد الآسيوي علينا أولاً أن نبدأ بفهم ما نحن عليه هنا في أمانة ولجان اتحاد الكرة، ونعيد النظر في أسلوب وآلية تعاملنا وعلاقتنا بالاتحاد الآسيوي والاتحاد الدولي، وفي نوعية وتأهيل وجدارة الأسماء السعودية المرشحة لتولي مناصب في لجان وهيئات هذين الاتحادين، أسماء تليق بمكانة وحجم وسمعة وتاريخ المملكة وتختلف عن الحالية وتلك التي أساءت لنا وشوَّهت صورتنا واستخدمت مناصبها لأهداف شخصية ولتكريس ميولها حتى وهي تمثِّل الوطن كل الوطن وليس نادياً على حساب منتخباتنا وأنديتنا التي ضاعت حقوقها بأيد سعودية قبل أن تتلاعب بها الآسيوية..!

فرق الغرب عن الشرق

في يوم اكتساح شرق القارة لمنتخبات غربها، لم تكن الانتصارات المتزامنة هنا في الخليج لكوريا الجنوبية واليابان وأستراليا من باب الحظ أو المصادفة أو لظروف طارئة أو تدخلات خارجية ساهمت في تفوق شرق آسيا على غربها، وإنما جاءت لتثبت مجدداً حقيقة الفرق الشاسع والواضح بين تنظيم ورقي وعلمية ومنهجية وتطور الشرق مقابل فوضى وتخبط ومحسوبيات ومجاملات الغرب في الكرة والرياضة والإدارة وسائر المجالات الأخرى.

المسألة لا تقف عند حدود نجاح أو فشل مدرب أو حكم أو نجم، ولا تقتصر على عقل وفكر ونبوغ وإسهامات رجل أو رجال بعينهم، هي نتاج حضارة دول وثقافة شعوب، يديرون الكرة تماماً مثلما تُدار وتتطور لديهم الصناعة والتجارة والسياسة والصحة والتربية والتعليم، يفكرون ويخطّطون باحترافية وعبر مؤسسات مستقلة ومتخصصة قادرة على أداء واجباتها وتحمّل مسؤولياتها بانضباطية إدارية وقوانين واضحة وحازمة تسري على الجميع.

أمام غرب القارة مشوار طويل وشاق للوصول إلى قمة الشرق.

راشد المطير كما عرفته

راشد حمود المطير.. الأخ والصديق والزميل والجار والقريب.. الأستاذ والمعلّم والمدير والمشرف التربوي.. الإداري والرئيس الذهبي.. عضو الشرف المحب والعاشق لناديه الطائي.. المثقف والأديب والشاعر والصحفي والكاتب والمتحدث الرائع والخطيب البارع.. هذه المسميات والصفات والسمات كلها مجتمعة تمثِّل شخصية أبي أحمد.. وهكذا عرفته قوياً ومتميِّزاً واثقاً ومتفائلاً منذ سنوات وحتى في مرضه وقبل أيام من سفره إلى الصين.

شكَّل بحضوره وجرأته وإثارته وطريقة إدارته مدرسة خاصة، ومرحلة سخيّة وذهبية ومدهشة لناديه الطائي.. كنت قريباً ومطلعاً على الكثير من قراراته ومتفاعلاً مع أحاديثه وتصريحاته في الفترة التي فرض فيها الطائي اسمه وشخصيته ووجوده مع الكبار في سنوات الصعود الثاني للممتاز.. وكان لأبي أحمد دور كبير في رسم وصياغة الطائي القوي والقادر على المنافسة في محطات ومواجهات مثيرة ظلت باقية وساكنة في ذاكرة الطائيين والرياضيين حتى اليوم..

قبل أن يعود للمرة الثانية لرئاسة الطائي أي في عام 1417هـ.. وللاستفادة من تجاربه وخبراته الإدارية وإمكاناته الصحافية, اقترحت على الزميل الأستاذ محمد العبدي دعوته للانضمام لكتّاب (الجزيرة) فوافق - رحمه الله - بعد إلحاح، وطرح في ذلك الوقت آراء ومقترحات تتعلّق بالاحتراف وانتقال اللاعبين كانت لها أصداء واسعة وردود أفعال رسمية وإعلامية مثيرة للاهتمام.. لكن الأمر لم يدم طويلاً، حيث ترأس الطائي وخسرنا كاتباً مرموقاً.. بيد أن الخسارة الكبرى في رحيله وفقدانه أخاً ومربياً وإدارياً مميزاً..

رحم الله أبا أحمد وغفر الله له وأسكنه فسيح جناته وألهمنا وأهله ومحبيه الكثر الصبر والسلوان.. إنا لله وإنا إليه راجعون.

***

* دعواتنا لأول رئيس للطائي الأستاذ سالم العباد بالشفاء، وأن يجمع له المولى القدير بين الأجر والعافية، إنه تعالى سميع مجيب..

* يقول المدرب ناصر الجوهر: (أنا أتحمّل الخسارة) هو نفس الكلام الذي توقّعناه وقلناه من زمان ولم تكن يا كابتن مقتنعاً به..!

* الغريب أن لدينا نجوماً كباراً تتمناهم وتحلم بهم منتخبات قوية وشهيرة، ومع هذا يصر الكابتن ناصر على خوض المنافسة الشرسة باحتياطي الأندية!!

* حتى لا تتكرر إصابة ياسر القحطاني ونخسر أهم وأبرز نجومنا يجب أن تكون المعلومات واضحة والمسببات معروفة وعودته للملاعب بعد شفائه منها 100%.

* الانتكاسة المفاجئة والخسارة المذلة للطائي على أرضه وبين جماهيره وبنصف درزن من هجر لا يجوز تجاهلها والسكوت عليها، بل من المفترض أن تضع إدارة الصادر المخلصة والمتحمسة لإعادة الطائي لسابق مجده وتألقه أمام ملفات فنية وعناصرية لا بد من مناقشتها بمنتهى الموضوعية والشفافية..

* سوء اختيارها للمباريات المنقولة في دوري الدرجة الأولى سيلحق الضرر ب(art) نفسها، فضلاً عن كونه ظالماً لجماهير الفرق المتصدرة..!



لإبداء الرأي حول هذا المقال أرسل رسالة قصيرة SMS  تبدأ برقم الكاتب 5297 ثم إلى الكود 82244

 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد