Al Jazirah NewsPaper Tuesday  25/11/2008 G Issue 13207
الثلاثاء 27 ذو القعدة 1429   العدد  13207
العراق وداء تبرير القتل

مسار القتل في العراق خير دليل على طبيعة العنف وثقافة الذبح والانتحار الجماعي، التي لا تفرق بين كبير أو صغير, مسن أو طفل, رجل أو امرأة، فبعد أن كان الرجال من الجماعات المسلحة هم من يتأزرون الأحزمة الناسفة من أجل دك الأسواق والأماكن العامة على من فيها، اصبح هناك نوع من التطور في التكتيك حيث استخدم أصحاب الاحتياجات الخاصة من المعاقين في تنفيذ إجراءات القتل الجماعي، التي أرهقت النسق المعرفي للمجتمع العراقي وأوقعته بين مطرقة التعاطف مع قتال المحتل وسندان كراهية الإنسان الطبيعية لممارسات العنف والتفجير.

أيضاً وبالإضافة للمعاقين أدرجت المرأة العراقية على قائمة الأحداث لتأخذ دورها في دوامة العنف، وبدأن الانتحاريات ينفذن العمليات ضد جماهير العامة ويحصدن الأرواح بالعشرات، في بادرة سوداء لا تمس بعلاقة مع الدور الطبيعي والإنساني للمرأة، ولعل ما حدث يوم أمس من قيام امرأة عراقية بتنفيذ عملية انتحارية راح ضحيتها أشخاص، وتزامن ذلك أيضاً مع مقتل 13 امرأة عراقية في انفجار قنبلة، يوضح لنا مدى كارثية الوضع في العراق الذي وصل إلى حد انغماس المرأة في دوامة العنف سواء كانت ضحية مستهدفة أو كقاتل ينفذ التفجير، خصوصاً إذا ما علمنا أن تلك النسوة الضحايا قد استهدفن عن قصد وان العبوة الناسفة قد زرعت في مركبتهن.

أكثر ما يخشى على العراق وبعد أن انتشر العنف في مفصلاته الاجتماعية بهذه الدرجة، أن تبقى تلك الأعمال عالقة في الذاكرة الاجتماعية للوطن ويصعب إزالتها بسهولة من مكونات العقل العراقي فيبقى القتل هو القتل من اجل القتل, الذي لن يتوانى أربابه عن إيجاد المعاذير والمبررات له كما حدث في الجزائر بالسابق وفي غيرها من أصقاع الأرض التي عندما ابتليت بهذا الداء، انتفت جميع أدوات الحصانة فيه عن الكل حتى وصل الأمر إلى انخراط النساء في مذابح القتل والتفجير سواء كن ضحايا أو مفجرات.














 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد