Al Jazirah NewsPaper Tuesday  02/12/2008 G Issue 13214
الثلاثاء 04 ذو الحجة 1429   العدد  13214
أضواء
العراق بعد الاحتلال 10- يتامى قوات التحالف
جاسر عبدالعزيز الجاسر

بتوقيع الاتفاقية الأمنية الأمريكية العراقية يكون ما يسمى بالتحالف الدولي في العراق قد انتهى دوره، وأصبح وجوده منحلا تلقائيا، وبالتالي فإن الدول التي تحالفت مع أمريكا وأرسلت قوات إلى العراق استجابة لنداء الرئيس الأمريكي جورج دبليو بوش بعد احتلال القوات الأمريكية للعراق وأطلق على القوات التي قدمت للعراق لمساعدة القوات الأمريكية والبريطانية (تحالف الإرادة) عليها سحب قواتها.

والاتفاقية الأمنية التي وقعها العراق مع أمريكا تنظم وجود القوات الأمريكية كما أن بريطانيا ستوقع اتفاقية مماثلة لكيفية وجود قواتها في العراق، بالرغم من الوجود العسكري البريطاني سيكون بسيطا مقارنة بالوجود الأمريكي. أما باقي القوات فقد أعلنت الدول التابعة لها بأنها ستعمل على سحبها قبل نهاية العام الحالي فاليابان التي نشرت 600 جندي في محافظة المثنى (السماوة) والتي قامت بأعمال إنسانية وتنموية وتجاوزت المهمة التي قدمت من أجلها والتي كانت تتلخص بالدعم اللوجستي الجوي والأمني، ولهذا فقد حظيت القوات اليابانية بمحبة وتقدير واحترام أهل السماوة لتركيز تلك القوات على العمل الإنساني والتنموي، ولم تتورط في أي إشكال أمني مع المواطنين العراقيين، ولهذا فقد أنجزت مهامها منذ نهاية عام 2006م ولهذا فقد كانت من أوائل القوات التي سحبت من العراق وسوف تغادر نهائيا قبل نهاية هذا العام.

أيضاً القوات الكورية الجنوبية ومولدوفا وتونجا تستعد هي الأخرى لإنهاء وجودها في العراق، وهي من ضمن قوات ثلاث عشرة دولة بدأت تغادر العراق، ويقول البريغاديير جنرال نيكولاس مائيرن نائب القائد العام للقوات متعددة الجنسيات التي كانت تشكل ما يسمى (تحالف الإرادة): (إننا بدأنا مع 35 بلدا، إلا أن قوات هذه البلدان أخذت في التقلص فبعد وداع القوات اليابانية سيتم وداع يوم الأربعاء المقبل 76 جنديا مقدونيا و86 جنديا من البوسنة والهرسك، وستتبعها قوات كوريا الجنوبية فألبانيا وأذربيجان وجمهوريات التشيك والدنمارك وليتوانيا وأوكرانيا وبلغاريا التي لم تشارك سوى بـ150 عسكريا فقط.

وقد ذكرت صحيفة التايمز The Times كما أوردت صحيفة العراق الإلكترونية أن بريطانيا وأستراليا ورومانيا وأستونيا والسلفادور هي البلدان الوحيدة التي تخطط للبقاء في العراق إلى جانب القوات الأمريكية، وهو ما يتطلب إجراء مباحثات مع الحكومة العراقية لعقد اتفاقيات تجيز لها البقاء في العراق، وطبعا لن تصاحب المباحثات مع هذه الدول نفس حجم اللغط والإثارة التي ظهرت مع مباحثات الاتفاقية الأمنية مع أمريكا، وإن ظهرت أحاديث عن وجوب مغادرة القوات البريطانية 4.100 عسكري تتمركز في البصرة وجنوب العراق والتي تحتاج إلى غطاء قانوني للبقاء في العراق وإلا عليها المغادرة خاصة وأن الصدريين وحتى أنصار حزب الحكيم لا يحبذون وجود هذه القوات في مناطق حدودية مع إيران..!!

وتذكر صحيفة The Times أن الأمريكيين أثناء مباحثاتهم مع موفق الربيعي لإعداد الاتفاقية الأمنية قد طلبوا النظر في إبقاء قوات غير قتالية في بلدان قليلة غير بريطانية لتقديم خدمات وتخصصات من خلال قوات متخصصة وقد وافق نوري المالكي على دعوة بعض البلدان للبقاء للمساعدة، وعلى حد قول الصحيفة ستوقع اتفاقيات رسمية مع السلفادور وأستراليا ورومانيا وأستونيا، كما أن حلف (الناتو) سيوقع اتفاقية (تشرع) لبقاء 200 عسكري من 15 بلدا للقيام بمهام تدريبية، هذا إضافة إلى المتعاقدين الخاصين من العسكريين القدامى في بلدان نامية مثل بيرو وأوغندا والفلبين وبنغلادش وهؤلاء العسكريون (المرتزقة) متواجدون بعقود خاصة، إما أن تنهي عقودهم، وإما تحول تلك العقود إلى الحكومة العراقية للاستفادة من خدماتهم في توفير الأمن لأماكن خطرة، والمهام التي لا تستطيع القوات العراقية القيام بها.



jaser@al-jazirah.com.sa
لإبداء الرأي حول هذا المقال أرسل رسالة قصيرة SMS  تبدأ برقم الكاتب 11 ثم إلى الكود 82244

 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد