Al Jazirah NewsPaper Tuesday  02/12/2008 G Issue 13214
الثلاثاء 04 ذو الحجة 1429   العدد  13214
حرب على الأبواب ؟!

العمليات الإرهابية التي جرت في مومباي كانت خطيرة للغاية بسبب نوعيتها، وتوزع أماكنها، وعدد ضحاياها. والأخطر من ذلك وذاك تسببها في إشعال توتر سياسي وعسكري شديدين بين الهند وباكستان، قد يصل إلى حد الحرب!. وعندما نتحدث عن حرب بين الهند وباكستان فإننا نتحدث عن حرب بين دولتين نوويتين وفي منطقة مضطربة أصلاً بسبب الحرب الأمريكية في أفغانستان.

وسيناريو الأحداث الدراماتيكية يفيدنا بأنه، وفقاً للتحقيقات التي تجريها السلطات الهندية، فإن الإرهابيين الذين قاموا بإطلاق النار العشوائي على الأبرياء في مومباي وأصابوا المدينة بالرعب والشلل قدِموا من باكستان، وتلقوا تدريباتهم في معسكرات (عسكر طيبة) الباكستانية. وبدورها اتهمت الهند باكستان، ورفعت مستوى إجراءاتها الأمنية إلى مستوى الحرب! وراجت شائعات قوية تفيد بأن الهند تقوم بتحريك قواتها البرية بالقرب من الحدود الباكستانية. وباكستان من جهتها ترد على ذلك بإعلان نيتها لنقل كل آلاتها العسكرية من حدودها الغربية مع أفغانستان إلى حدودها الشرقية مع الهند. وعلى كل، فإن الساعات القليلة القادمة ستحدد إلى أي مدى سيصل إليه هذا التوتر الأمني الخطير.

هذه الأحداث تتشابه، إلى حد بعيد، مع أحداث وقعت في عام 2002م عندما شنت مجموعة مسلحة - يزعم أنها مرتبطة بباكستان - هجمات على البرلمان الهندي، مما دفع الهند إلى تحريك أعداد كبيرة من قواتها البرية تجاه الحدود الباكستانية.

المسألة إذن خطيرة، وتداعيات هذه العمليات الإرهابية كبيرة ومتتالية، وخاصة وأن السلطات الهندية استطاعت أن تعتقل أحد المسلحين الذين نجوا من الموت، وربما أدت اعترافاته إلى كشف كثير من الحقائق الخطيرة.. من يدري؟!.

وفي خضم هذه الأحداث يجب التأكيد على ضرورة عدم تداخل السياسي بالأمني. فاستباق التحقيق، وعدم انتظار النتائج قد يؤثر على مسار التحقيق نفسه، ويجعل الاتهامات مصوبة في الاتجاه الخطأ، وذلك بسبب الخلافات السياسية التي لا تغني عن التحقيق الأمني المستقل. ومهما يكن فإن كون الإرهابيين قدموا من باكستان لا يعني بالضرورة أن الحكومة الباكستانية متورطة وإلا لتسببت كل عملية إرهابية دولية في العالم بحروب لا تنتهي بين الدول. وهذا يسعد الإرهابيين بلا أدنى شك لأن هدفهم هو إحداث أكبر قدر ممكن من الدمار!










 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد