Al Jazirah NewsPaper Tuesday  02/12/2008 G Issue 13214
الثلاثاء 04 ذو الحجة 1429   العدد  13214
دفق قلم
دولة التوحيد والتقرير التلفازي
عبدالرحمن بن صالح العشماوي

عرضت قناة اقرأ تقريراً مصوراً عن الحج في عهد الملك عبد العزيز - يرحمه الله - لم أستطع أن أنشغل عنه؛ فقد كان رائعاً بما حمل من صور حية لمسيرة عشرات الآلاف من الحجاج المصريين، منذ أن ركبوا السفينة الضخمة، إلى أن وصلوا إلى البلد الحرام، يا لها من صور يتضح من خلالها الفرق الهائل بين الحج في تلك الأيام، والحج في أيامنا هذه. في ذلك التقرير القديم لا ترى إلا عدداً ضئيلاً من السيارات لا يتجاوز أصابع اليد الواحدة، أما الحجاج فهم يسيرون على الأقدام، وبعضهم يركب الجِمال، والحمير، في صورة بديعة تدل على المعاناة الكبيرة التي كان يجدها الحاج في تلك المرحلة، وحينما عرض التقرير صوراً من منى والجمرات، ووقفة عرفة، ومبيت مزدلفة، شعرت أن عدد الحجاج جميعاً قد لا يصل إلى عدد حجاج مصر وحدها هذه الأيام.

تقرير بديع ماتع مؤثر، كان مما استوقفني فيه بعمق لقاء الملك عبد العزيز بجموع الحجيج في منى في الحفل السنوي، ومعه أمير البحرين وعدد من أبنائه ورجال دولته، وتلك الكلمة الضافية التي ألقاها أمام جموع الحجيج.

كلمة تستحق أن تُذاع وتُنشر مراراً وتكراراً، خاصة في هذا الموسم المبارك. ولقد خطر بذهني سؤال حينما رأيت ذلك التقرير: يا تُرى لماذا لا يعنى التلفاز السعودي به وبنظائره من التقارير التي تحمل قيمة إعلامية كبيرة؟ وشعرت برغبة قوية في أن أدخل إلى مكتبة التلفاز السعودي لأستخرج منها كنوزاً كثيرة ما زالت حبيسة الأشرطة والملفات والأوراق مع أنها ذات قيمة ثقافية ووطنية وإعلامية كبيرة. وقد أشرت في مقال سابق في هذه الزاوية إلى حبس كثير من المحاضرات والندوات والملتقيات الثقافية في مواقعها المعتمة من مكتبة البرامج في التلفاز السعودي، وعدم استفادة الناس منها، ودعوتُ وزارة الثقافة والإعلام إلى إعادة النظر في هذا الحجب لمادة غنية نافعة للوطن والمواطن، مع أن هنالك مواد إعلامية كثيرة تعرض كثيراً دون تحقيق فائدة كبيرة للمشاهدين.

أعود إلى أجمل ما رأيتُ في ذلك التقرير ألا وهو (كلمة الملك عبد العزيز)؛ فقد تحدّث فيها - يرحمه الله - بوضوح عن الإسلام، والتوحيد، وشريعة الله عز وجل، وكرّر فيها الأمر بوجوب العناية بالتوحيد، والقيم الإسلامية والأخلاق الفاضلة، كما كرّر فيها أكثر من مرة البراءة من كل عمل يناقض شرع الله، ويعارض كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، وقال إن التوحيد هو أساس الحياة السليمة المستقرة، وأنه لا خير في الدنيا وأهلها إذا فرطوا في دينهم وتوحيد ربهم، وانساقوا وراء المذاهب والأفكار والعقائد التي ما أنزل الله بها من سلطان.

وضوح يستهوي من يستمع إليه، ويؤكد أن تلك الراية التي تخفق وفيها كلمة التوحيد إنما خفقت بتوفيق الله سبحانه وتعالى للملك عبد العزيز وهدايته إلى هذا الوضوح المشرق الذي لا يدع مجالاً للشك في الأسس الثابتة التي قامت عليها دولة التوحيد.

إشارة:

الحق شمس لا يواريها الظلام



لإبداء الرأي حول هذا المقال أرسل رسالة قصيرة SMS  تبدأ برقم الكاتب 5886 ثم إلى الكود 82244

 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد