Al Jazirah NewsPaper Tuesday  02/12/2008 G Issue 13214
الثلاثاء 04 ذو الحجة 1429   العدد  13214
رحل راشد المطير.. القامة
د. علي دخيل الغريبي

عن دنيانا الفانية إلى الدار الباقية.. رحل الصديق والزميل والأخ الحبيب راشد حمود المطير.

تعارفنا صغاراً.. اجتمعنا وتفرقنا في أحياء: المطير.. النعام.. لبدة.. كبرنا وكبرت معنا علاقاتنا.. وتأصلت فيما بيننا ذكرياتنا.. درسنا وتخرجنا ثم تزاملنا في التربية والتعليم.. اقتربنا من بعضنا أكثر.. كان مربياً فاضلاً.. ومسؤولاً مخلصاً.. وقيادياً بارعاً قديراً.. ومتخصصاً متمكناً فهيماً.

راشد السهل الممتنع.. المثقف المتنوع.. المتحدث البارع.. الخطيب المفوه.. الجريء في القول والعمل.. الكريم السخي.. صاحب النخوة والرجولة.

راشد صاحب القدرة العجيبة في الإقناع والإمتاع.. حواره مقنع.. ونقاشه ممتع.. حباه الله قلماً سيالاً سلساً.. لا يصر على رأي.. ولا يتعصب لموقف.. إلا إذا لزم الأمر واقتضت المصلحة.

راشد كما نجح تربوياً نجح رياضياً.. لاعباً.. إدارياً.. رئيساً.. فكان عصره العصر الذهبي لناديه الشمالي الطائي. أحب الطائي ومن أجله ضحى بوقته وجهده وصحته.. أصبح الطائي كبيراً بين الكبار.. بل القاهر والصائد لهم.. ومنبعاً للعديد من اللاعبين الأفذاذ.

راشد قامة.. أدعو الطائيين أهل المكارم والوفاء بتخليد ذكراه باطلاق اسمه على منشأة من منشآت ناديهم.. مع الجزم بأنه خالد في قلوبهم.

راشد فاكهة المجلس.. لا يحلو لمحبيه مجلس لم يكن موجوداً فيه.. فإذا حضر أبو أحمد حضرت النكتة اللطيفة.. والطرفة المقبولة.. والتعليق اللاذاع.. مرح الروح لطيف المعشر.

رحلت عنا كما رحل قبلك الأحبة: سليمان السلوة وعبدالعزيز العساف وإبراهيم العيد.. رحمكم الله جميعاً وأسكنكم فسيح جناته.

ودعتنا.. أم نحن الذين ودعناك.

فإنا على فراقك يا راشد لمحزونون.. و{إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ}.

الرياض



 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد