Al Jazirah NewsPaper Saturday  06/12/2008 G Issue 13218
السبت 08 ذو الحجة 1429   العدد  13218
أوباما والتغيير
د. طلال علي زارع

غمرت الفرحة والتفاؤل جميع أرجاء العالم عندما فاز أوباما في الانتخابات الأمريكية، وتنفس الصعداء الساسة والعامة وقلوبهم مليئة بالآمال والأحلام، ويدعو الكل بأن تتمكن الإدارة الجديدة من صنع التغيير الذي طال انتظاره بعد ثماني سنوات بغيضة من الحروب والطغيان.. ويتطلع العالم باهتمام بالغ إلى الرئيس الأمريكي القادم، وهل سيتمكن من وقف مسلسل الكوارث المتلاحقة التي برع بوش في خلقها، فهل سيتمكن أوباما من تحقيق ذلك ويصلح ما أفسدته سياسة بوش؟

إن ما تملكه أمريكا من ثروات وقوة وتقدم وتقنية في مختلف المجالات يجعل قراراتها تؤثر على جميع دول العالم، لذلك فإن أمريكا بل العالم بأسره في حاجة ماسة إلى رئيس أمريكي منصف يراعي العدل، هدفه إجراء تغييرات جذرية خاصة في السياسة الأمريكية..

وعند تحليل شخصية أوباما نجد أنها ثمرة لجذوره المختلطة وثقافته المتنوعة التي أخذت من إفريقيا وأمريكا، والإسلام والمسيحية، والأسود والأبيض مما يعيد للبشرية بعض أحلامها وآمالها في العدالة والإنصاف والرخاء والحرية، وأن يشعر كل إنسان بأنه ما زال هناك مكان في العالم أساس الاختيار فيه هو الكفاءة مهما كانت الأسباب والاعتراضات..

وكما نعلم بأن الأماني شيء وتحقيقها على أرض الواقع شيء آخر، وليس من الممكن أن يحقق شخص واحد ما عجز عن تحقيقه العالم حتى لو جمع حوله أفضل المستشارين، ولا يمكن لرئيس واحد أن يرضى عنه جميع شعوب العالم، فمن الضروري له أولويات، وأن يقدم مصالح أمريكا وقضاياها على غيرها من الدول..

وهنا تبرز أهمية التعاون الدولي وتوزيع الأدوار بين الدول، حتى لا تتكرر مأساة انفراد أمريكا باتخاذ القرارات المصيرية كحروب العراق وأفغانستان، ونشر قواعد الصواريخ في التشيك وبولندا دون التشاور مع الآخرين وما نتج عن ذلك من تفشي الإرهاب وانهيار الاقتصاد العالمي وتفاقم مشاكل البيئة..

ينبغي للعالم العربي أن يدرك بأن الأساس لحل مشاكله يرتكز على التعاون والاتفاق والتنسيق بين دوله واتخاذ القرار المناسب في الوقت المناسب.. ونتمنى أن يعتبر العالم العربي بعد ثماني سنوات من الفشل الشنيع مع إدارة بوش المتغطرسة التي خسرت فيها القضايا العربية كثيراً..

فهل تتحقق الأحلام والأماني في عهد الإدارة الأمريكية الجديدة؟ أم سيبقى الوضع على ما هو عليه في انتظار رئيس أمريكي آخر؟!!



talzari@yahoo.com

 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد