اليوم السبت هو يوم التروية، وفيه يبدأ الحجاج في الصعود إلى مشعر منى اتباعاً لسنة النبي محمد صلى الله عليه وسلم. وغداً بإذن الله يوم عرفة، وهو يوم عظيم سينشغل فيه الحجاج بالعبادة والدعاء حتى قبيل الغروب؛ لينفروا بعدها إلى مزدلفة للبقاء هناك حتى الفجر أو إلى نصف الليل للمضطرين، وتتوالى مناسك الحج تباعاً إلى أن يُتم الحجاج حجهم، ونسأل الله لنا ولهم القبول والعتق من النيران.

وفي المشاعر المقدسة ووسط هذه المناسك العظيمة يتضح للحجاج عظم الخدمات التي تقدمها لهم حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز لتسهيل حجهم، وليعودوا إلى أوطانهم بحج مبرور وسعي مشكور بإذن الله تعالى.

وهذه الخدمات التي تعتبر شرفاً للمملكة شرّفها الله بها، تشمل كل ما يتعلق بأمن الحجاج وسلامتهم وراحتهم، حتى أنها تشمل أدق التفاصيل، ومنها على سبيل المثال ولأول مرة تنفيذ مشروع إعداد وتجهيز حجارة رمي الجمار في حج هذا العام، وهو مشروع يستهدف توزيع 500 ألف حافظة لحجارة رمي الجمرات، وفي كل حافظة أكثر من ستين حجراً نظيفة ومعقمة وجاهزة للرمي، تكفي لثلاثة حجاج لأيام الرمي الثلاث في منى، أي أن المشروع يستهدف أكثر من مليون ونصف المليون حاج. وللمعلومية فإن هذه الخدمة الدقيقة تتطلب جهداً ليس باليسير من أجل تجهيزها وتوزيعها على الحجاج، وخاصة كبار السن منهم والضعفة والمرضى؛ إذ إن تجهيز هذه الحجارة يتضمن تأمينها وتنقيتها وغسلها سبع مرات ثم تجفيفها تحت أشعة الشمس واستبعاد الحجارة التي لا تصلح للرمي، وبعد التأكد من صلاحيتها يتم وضعها في حافظات من القطيفة تصل إلى 500 ألف قطيفة، وإيصالها إلى الحجاج في أماكن تجمعاتهم، وذلك سيوفر عليهم ولا شك عناء البحث عن هذه الحجارة، وتفريغهم بالكامل للعبادة والدعاء.

وهذا مثال فقط على مستوى الخدمات التي تقدم للحجاج، ويمكن القياس على ذلك في باقي الخدمات، ومن يهتم بالتفاصيل لا شك أنه يهتم بغيرها من الخدمات من باب أولى. ونسأل الله تعالى أن يتقبل من الجميع أعمالهم الصالحة.. اللهم آمين.

****

لإبداء الرأي حول هذا المقال، أرسل رسالة قصيرة SMS تبدأ برقم الكاتب«9999» ثم أرسلها إلى الكود 82244