إعداد - تركي إبراهيم الماضي:
الناشر: مجلة (CTC Sentinel)
مركز مكافحة الإرهاب في (كلية ويست بوينت العسكرية) في نيويورك
إعداد الدراسة: مايكل نايتس تاريخ النشر: سبتمبر 2008
يقدم مايكل نايتس دراسة عن حالة السعودية بعد خمس سنوات من تفجيرات مايو 2003، وهي التفجيرات التي أذنت ببدء المواجهات بين تنظيم (القاعدة) والسلطات السعودية. ويستند نايتس إلى مصادر من وزارة الداخلية السعودية. والكاتب هو الباحث المسؤول عن دراسات الخليج، في (معهد واشنطن لدراسات الشرق الأدنى).
يقول الكاتب في دراسته إن حالة تنظيم (القاعدة) في المملكة العربية السعودية، أو الخطر الذي تشكله، يتمثل بمناصرين ل (القاعدة)، وبدعاة الحملات الإعلامية على (الإنترنت)، وجامعي التبرعات المالية، والذين يركزون دعم (الجهاد) في الخارج. كما يرى السيد مايكل نايتس أن معظم أنصار (القاعدة) هم حالياً من غير المقاتلين، بل أنصار ينشطون في الدعاية عبر المواقع الأصولية في الشبكة العنكبوتية (إنترنت) وجمع التبرعات، وليسوا مقاتلين على درجة الشبكات التي أسسها يوسف العييري ما بعد عام 2002، وترى الدراسة أن نوع الأسلحة التي كشفتها السلطات السعودية ما بعد عام 2005، تعد أسلحة بسيطة مقارنة بالأسلحة التي كانت تستخدمها قبل ذلك خلال المواجهات مع السلطات السعودية. وترى الدراسة أن هؤلاء يسهمون في إضافة تلك المواد على (الإنترنت)، وتوزيعها بين الأقارب والأصدقاء، أما القسم الأخطر منهم فهم أولئك الذين يشاركون في إنتاج المرئيات والسمعيات، أو في تقديم الغطاء للمقاتلين (الإرهابيين)، وأهمية هؤلاء تتمثل بأقراص حواسيبهم الصلبة CD، والأرقام الموجودة على هواتفهم، باعتبارهم خلايا غير مدربة على القتال.
تقول الدراسة إن وزارة الداخلية السعودية تولي أهمية كبرى للخطر التي تمثله (القاعدة)، الذي قد يأتي من الخارج ويتمثل بثلاثة مصادر: العراق، واليمن، والحجاج الآسيويين. أما في ما يتعلق بالعراق، فإن السعوديين وباعتبارهم يمثلون النسبة الكبرى من المتطوعين العرب في العراق، وفق بعض التقارير، ومعظمهم في عمليات قتالية غير العمليات الانتحارية، وبالتالي فهم مرشحون للعودة وتشكيل حالة أمنية للسعودية، خاصة أن السعودية، وبعد انهيار (طالبان) عام 2002، عانت من العائدين من أفغانستان آنذاك، وبالتالي من الممكن أن يتكرر ذلك مع تراجع (القاعدة) في العراق. أما الخطر أو التحدي الأكبر، فهو من اليمن، حيث إن المسلحين الإسلاميين في اليمن يرون اليمن منطقة أساسية لشن هجمات ضد السعودية، وهناك حالة من التوازي في الهجمات في اليمن والسعودية (استهداف النفط، أو استهداف الأجانب). أما الخطر الثالث، فإن وزارة الداخلية السعودية، تخشى، وفقا للدراسة، من الحجاج القادمين من أفغانستان، ووزيرستان، خاصة أن أعدادا كبيرة من الحجاج يزورون السعودية سنويا.
هذه الدراسة تعتبر شهادة بأن المملكة العربية السعودية استطاعت من خلال جهازها الأمني المتمثل في وزارة الداخلية، والاهتمام التي يلقاه هذا الملف - الإرهاب - من لدن سمو وزير الداخلية وسمو مساعده بتجفيف منابع الإرهاب والوصول إلى جذوره. حفظ الله بلادنا من كل شر، وأدام علينا نعمة الأمن وكما قال - صلى الله عليه وسلم - بأن الأمن والأمان نعمة على العبد.
والله الموفق ،،،
تركي بن ناصر الموح
عضو جمعية الإعلام والاتصال السعودي
عضو الهيئة العالمية الإسلامية للاقتصاد والتمويل
turki.mouh@gmail.com