Al Jazirah NewsPaper Saturday  06/12/2008 G Issue 13218
السبت 08 ذو الحجة 1429   العدد  13218
مجداف
منشأة الجمرات
فضل بن سعد البوعينين

استقرت وفود الحجاج في أطهر بقاع الأرض في سكينة وخشوع، وتشرف الأمير خالد الفيصل، أمير منطقة مكة المكرمة، بتدشين الدور الثالث من جسر الجمرات الضخم، أو ما يمكن أن نطلق عليه منشأة الجمرات، الذي بلغت تكلفته حتى اليوم 4.2 مليار ريال. الأمير خالد الفيصل أعلن عن حزمة مشروعات تطويرية لخدمة ضيوف الرحمن أبرزها مشروع تصريف السيول، زيادة حجم الاستيعاب في مشعر منى، ربط جسر الجمرات بمنى وصولا إلى حي العزيزية، وربط الدور الثالث بنفق المعيصم، ومشروعات أخرى بمليارات الريالات. هذا خلاف توسعة ساحات الحرم وتطوير المنطقة المحيطة به.

عشرات المليارات تنفقها الحكومة السعودية للعناية بالحجاج، وجهود جبارة يقوم بها الملك عبدالله بن عبدالعزيز، وسمو ولي عهده الأمير سلطان والأمراء والوزراء، وقوى الأمن، والإدارات الحكومية والمواطنين لخدمة الحجاج والزائرين، ولتمكينهم من أداء نسكهم بكل يسر وسهولة، ابتغاء مرضاة الله. أعمال الخير التي تقوم بها الحكومة السعودية لا يراها إلا المؤمن الصادق المحتسب.

{فَلَا رَفَثَ وَلَا فُسُوقَ وَلَا جِدَالَ فِي الْحَجِّ}

قال تعالى:{الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَعْلُومَاتٌ فَمَنْ فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ فَلَا رَفَثَ وَلَا فُسُوقَ وَلَا جِدَالَ فِي الْحَجِّ} روي عن اِبْن عُمَر قوله: {الْجِدَال فِي الْحَجّ السِّبَاب وَالْمُنَازَعَة}. وقال إبن مسعود: {أَنْ تُمَارِي صَاحِبك حَتَّى تُغْضِبهُ}. ومتى كان الجدال والكذب المتعمد بداية رحلة الحج فعندها تنقلب العبادة إلى منازعة دعائية لإغراض سياسية صرفة.

بعض زعماء (حماس) وأعوانهم غلبتهم السياسة على العبادة، فتناسوا التشريعات الربانية، وجحدوا ما تقدمه المملكة للحجاج الفلسطينيين على وجه الخصوص. روي عن الرسول صلى الله عليه وسلم قوله (لا يشكر الله من لا يشكر الناس)، ومن أنكر وصول النعمة المسجاة فهو كافر بها؛ والكفر ضد الشكر، قال تعالى:

{وَمَا يَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ فَلَنْ يُكْفَرُوهُ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِالْمُتَّقِينَ} أَيْ لَا يَضِيع عِنْد اللَّه بَلْ يَجْزِيهِمْ بِهِ.

حماس تريد أن تستغل ركن من أركان الإسلام للقدح في السعودية، و لتحقيق مكاسب سياسية متصلة بالوضع الداخلي الفلسطيني إعتمادا على الكذب والتضليل. وزير الأوقاف الفلسطيني، جمال بواطنة، قال للشرق الأوسط إن (السعودية أعطتنا أكثر من حقنا) وأنها أضافت للحصة الرسمية 3500 حاج.

الأمير نايف بن عبدالعزيز، وزير الداخلية، قال في مؤتمر صحفي عن تعامل المملكة مع الحجاج الفلسطينيين : (أولا نتمنى أن يمكن جميع حجاج فلسطين من أداء هذه الفريضة والامر يعود للسلطات الفلسطينية ومن ناحيتنا نحن نرحب بهم في أي وقت حتى ولو لم يأتوا إلا في اليوم الثامن من ذي الحجة فسنستقبلهم فالزيادة حسب ما طلبوا أمَّنت لهم وفق التوجيهات السامية من خادم الحرمين الشريفين). ما تفعله حماس أشبه بما فعله صدام حسين عندما حشد العراقيين ممن لا يحملون تأشيرات الحج على الحدود السعودية مدعيا منعهم أداء فريضة الحج، فتعاملت معهم السعودية بإنسانية وأخلاق الإسلام وسمحت لهم بالدخول، وفعلها ايضا عندما أراد أن يحرج السعودية فأرسل طائرة الحجاج العراقيين التي اخترقت الحظر الدولي وسمحت لها السعودية بالهبوط ومن ثم الإقلاع مخالفة بذلك القرارات الدولية ومجنبة الحجاج العراقيين تبعات اللعبة السياسية القذرة.

السعودية أنقى وأطهر من أن تستغل موسم الحج لتصفية حسابات، أو لوضع العقبات في طريق حجاج العالم، وأرقى من أن تجر إلى مهاترات الأعراب، وأكثر منعة من أن تتأثر بأبواق المغرضين وألسنتهم؛ والله المستعان على ما يصفون.

أختم بقول الحق عز وجل: {الأَعْرَابُ أَشَدُّ كُفْرًا وَنِفَاقًا وَأَجْدَرُ أَلا يَعْلَمُوا حُدُودَ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ عَلَى رَسُولِهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ}.



f.albuainain@hotmail.com

 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد