Al Jazirah NewsPaper Friday  12/12/2008 G Issue 13224
الجمعة 14 ذو الحجة 1429   العدد  13224
لما هو آت
شهادة
خيرية إبراهيم السقاف

نكون الوطن.. ننبض به.. نتمثله في مواقف التمثيل..حين غربة نتحرك فيها بهويتنا العامة.. وتمتزج بها خصوصيتنا فيعلو فينا الوطن..

وحين نشهد من يكون فوق ثراه فيدلي برأيه فيه تتحول كل جوارحنا صاغية لما يقول ونكون حينها الوطن...

خلال الأيام الماضية القريبة جدا والناس لا تزال بملابس الحج تعتمر البياض وتنبض بالخشية تكون في لحظات صدق لا يشوبها تجميل ولا تلميع.. فهي إن تيسرت أمورها راضية وإن تعثرت ساخطة، لذا يكون ما يقوله الحاج صدقا.. ونكون لحظتها الوطن كله يصغي..

هاتفتني صديقات غير سعوديات بعضهن من المغرب الشقيق ومصر وتونس والإمارات.. وهناك من تعيش في دول أوربية وجاءت للحج.. ست صديقات من دول مختلفة ولم يلتقين في الحج إلا على أداء الشعيرة.. فأنفاسهن تجوب عرفات ومنى ومزدلفة وتتمازج في الطواف والمسعى لكنهن لا يعرفن حتى أسماء بعضهن.. هن يعرفنني فأنا القاسم المشترك في صداقاتهن بي...

جميعهن يثنين على التظيم الدقيق في أداء المناسك وفي توفير أيسر السبل عند المضائق والمنافذ.. ويعجبن كيف تمكنت هذه البلاد من فض الزحام عند رمي الجمرات بتنسيق بالغ الدقة وبإشراف يقظ نبيه متفان من جميع رجال الأمن والطوارئ والمرور والصحة والعمليات بمختلف فئاتهم وصفاتهم ومراتبهم وأدوارهم...

كنت أستمع وأمتن للدعاء العريض منهن للوطن ومسؤوليه..

كنت أتباهى بنبض الوطن الذي تكوم في صدري وخرج في كلمات الامتنان ورد الدعوات بمثلها وإزجاء الشكر لهن والتعبير عن الواجب نحو حجاج بيت الله الحرام...

ربما الآن علينا أن نلتفت لنشكر بصدق كل من جعل هذا الموسم يسرا بفضل الله تعالى وعونه.. وجعلنا نبضا واحدا في تمثل الوطن.



لإبداء الرأي حول هذا المقال أرسل رسالة قصيرة SMS  تبدأ برقم الكاتب 5852 ثم إلى الكود 82244

 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد