انتهى يوم أمس موسم الحج لهذا العام بعد أن أتم جميع الحجاج حجهم. وكان موسم هذا العام ناجحا بكل المقاييس. إذ خلا الموسم من الأمراض الوبائية والمحجرية كما أوضح ذلك وزير الصحة. كذلك خلا الموسم من الحوادث الأمنية وحوادث الزحام وغيرها مما يعكر صفو الحج ولله الحمد والمنة. وهذا النجاح هو بفضل الله تعالى أولا وآخرا ثم بفضل الجهود الجبارة التي قامت بها حكومة خادم الحرمين الشريفين في جميع القطاعات الأمنية والصحية والمرورية والدعوية والإعلامية وغيرها من القطاعات الحكومية والأهلية.

وعلى الرغم من هذا النجاح منقطع النظير، فإن الدراسات حول سبل تطوير المشاعر المقدسة ما تزال مستمرة لتقديم أفضل الخدمات للحجاج في المواسم القادمة. فالرغبة السعودية الجامحة في تقديم أفضل الخدمات للحجاج وزوار الحرمين الشريفين لا تحدها حدود، بل هي رغبة متجددة، ونابعة من إيمان عميق بعظم المسؤولية الملقاة على المملكة تجاه خدمة ضيوف الرحمن وخدمة الإسلام والمسلمين بشكل عام.

فبعد العيد مباشرة ستقوم لجنة الحج المركزية برصد جميع التقارير والملاحظات الإيجابية والسلبية لتحسين خطط الحج في المواسم القادمة. كما أن المشاريع التطويرية للمشاعر لم تتوقف، إذ تجري الاستعدادات حاليا لافتتاح مدينة الملك عبدالله الطبية في مكة المكرمة لتصبح واحدة من أكبر الصروح الطبية في الشرق الأوسط. وقد تم استكمال المرحلة الأولى من المدينة الطبية على مساحة تقدر بثلاثة أرباع مليون متر مربع. وتشتمل المدينة على ثلاثة مستشفيات تستوعب ألفاً وخمسمائة سرير. كما ان هناك صرحا طبيا مماثلا في المدينة المنورة تتسع لألف ومائتي سرير. كذلك ستشهد المشاعر المقدسة مشروع قطار السكة الحديدية وستفتح ظروف مناقصته بعد العيد. وستظل المشاريع التطويرية مستمرة لأن يد العطاء مستمرة في عطائها.

ولذلك، لم يكن غريبا أن يعبر كثير من الحجاج الذين التقت بهم مختلف وسائل الإعلام عن شكرهم لله تعالى ثم لقادة المملكة على ما حظوا به من اهتمام منقطع النظير خفف عنهم كثيراً من أعباء الحج، حتى غدا الحج رحلة إيمانية ميسرة وممتعة، فلله الحمد والمنة.

****

لإبداء الرأي حول هذا المقال، أرسل رسالة قصيرة SMS تبدأ برقم الكاتب«9999» ثم أرسلها إلى الكود 82244