Al Jazirah NewsPaper Thursday  18/12/2008 G Issue 13230
الخميس 20 ذو الحجة 1429   العدد  13230

الإنترنت والعربجة الراقية 2-2
أبوعبدالرحمن ابن عقيل الظاهري

 

ولم أتبرأ من النسب الهاشمي الكريم الذي أُقْحِمنا فيه(1) بغفْلةٍ عن عِظمِ هذا الانتماء وبركته، وإنما تبرَّأْتُ منه باكياً؛ لأن رسول الله صلى الله عليه وسلم حذرنا من الانتماء الكاذب مثل حديث: ((لعن الله من تولّْى غير مواليه))، و((لعن الله من ادَّعى إلى غير أبيه))،..

وهما حديثان صحيحان قطعيَّان (2).. وتسلَّيتُ عن الحرمان من هذه النعمة بما كتبه الله للمتفوِّق بمواهبه التي خلقها الله له، وبكسبه الذي منحه الله إياه وأعانه عليه إذا تفوَّق (على أخ له عربيِّ النسب) في هذه الفضائل، والتزمتُ الولاء العربي بكل مُقوِّماته التي أسلفتها، وتسلَّيتُ بهذا البث العظيم للإمام ابن حزم رحمه الله؛ وذلك هو المشاركة التي وعدتُ بها.. قال رحمه الله تعالى: ((وإن أُعجبتَ بنسبك فهذه أسوأ من كل ما ذكرنا؛ لأن هذا الذي أُعجبت به لا فائدة له أصلاً في دنياً ولا آخرة.. وانظر هل يدفع عنك جَوْعةً، أو يستر لك عوْرةً، أو ينفعك في آخرتك.. ثم انظر إلى من يساهمك في نسبك (وربمَّا فيما هو أعلى منه ممن نالته ولادة الأنبياء عليهم السلام، ثم ولادة الخلفاء، ثم ولادة الفضلاء من الصحابة والعلماء، ثم ولادة ملوك العجم من الأكاسرة والقياصرة، ثم ولادة التبابعة وسائر ملوك الإسلام)؛ فتأمَّلْ غُبَّراتهم (3) وبقاياهم، ومن يُدلي بمثل ما تُدْلي به من ذلك: تجد أكثرهم أمثال الكلاب خساسة، وَتُلْفِهِمْ في غاية السقوط والرذالة والتبذُّل والتحلي بالصفات المذمومة؛ فلا تغتبط بمنزلة هم فيها نظراؤك أو فوقك.. ثُمَّ لعل الآباء الذين تفخر بهم كانوا فُسَّاقاً، وشربة خمور، ولاطة، ومتعبِّثين، ونَوْكَى.. أطلقت الأيام أيديهم بالظلم والجور؛ فأنتجوا ظُلْماً وآثاراً قبيحة تُبقي عارَهم بذلك الأيام، ويعظم إثمهم، والندم عليها يوم الحساب.. فإن كان كذلك (أي أن الأمر على ما سبق بيانه) فاعلم أن الذي أعجبتَ به من ذلك (أي أنواع الفخر بالنسب التي مضى بيانها.. ولا يليق هذا الأسلوب ببلاغة أبي محمد رحمه الله تعالى) داخل في العيب والخزي والعار والشنار لا في الإعجاب.. فإن أُعجبت بولادة الفضلاء إيَّاك فما أخلى يدك من فضلهم إن لم تكن أنت فاضلاً، وما أقلَّ غناهم عنك في الدنيا والآخرة إن لم تكن محسناً.. والناس كُلّهم أولاد آدم الذي خلقه الله بيده، وأسكنه جنته، وأسجد له ملائكته.. ولكن ما أقلَّ نفعه لهم وفيهم كل معيب، وكل فاسق، وكل كافر.. وإذا فكر العاقل في أنَّ فَضْل آبائه لا يقرِّبه من ربه تعالى، ولا يكسبه وجاهة لم يَحُزها هو بسعده أو بفضله في نفسه: فأيُّ معنى للإعجاب بما لا منفعه فيه، وهل المُعْجَب بمال جاره، وبجاه غيره، وبفرس لغيره سبق أن كان على رأسه لجامه كما تقول العامة في أمثالها: (كالغبيِّ يُزهىَ بذكاء أبيه)؛ فإن تضاعف بك العجب إلى الامتداح فقد تضاعف سقوطك؛ لأنه قد عجز عقلك عن مقاومة ما فيك من العجب، هذا إن امْتُدحْتَ بحقٍّ؛ فكيف إن امُتُدِحتَ بالكذب.. وقد كان ابن نوح، وأبو إبراهيم، وأبو لهب عم النبي صلى الله عليه وسلم (وعليهما) أقربَ الناس من أفضلِ خَلْقِ الله تعالى، وممن الشرف كله في اتِّباعهم؛ فما انتفعوا بذلك.. وقد كان فيمن وُلِدَ لغير رُشْدةٍ مَن كان الغاية في رياسة الدنيا كزياد وأبي مسلم، ومن كان نهاية في الفضل على الحقيقة كبعض مَن نُجِلُّه عن ذكره في مثل هذا الفصل مِمَّنْ يُتَقَرَّب إلى الله تعالى بحبه، والاقتداء بحميد آثاره (4))) (5).

قال أبو عبدالرحمن: هذا كلام أبي محمد على الرغم من أنه جبهة كسروية فاخرة من جهة النسب، وهضبة أُموية قرشية ولاءً؛ ولهذا قال رحمه الله تعالى:

سما بيَ ساسانٌ ودارا وبعدهمْ

قريشُ العلا أعياصها والعنابسُ

فلا حربٌ أخَّرت مراتب سؤددي

ولا قعدتْ بي عن ذرى المجد فارس(6)

ولا تناقض في هذا؛ لأن من حق المسلم إذا لُمِزَ أن يتحدث بفضل الله عليه، وهو من أكابر ذوي العلم بالأنساب، وقد أصهر إلى حفدته بنو مَذْحج كما أصهر أبو عبدالرحمن إلى بني الضبع من جهينة.

والمشارِك الثاني أخي الأستاذ محمد ناصر الأسمري الأَزْدي قال: ((سلمت براجمك.. شكر الله لك أيها الشيخ النبيل، وكل البشر لآدم، وآدم (عليه السلام) من تراب.. كنا نريد أن يكون التنافس بين البشر في بلدنا من أجل الإنتاج الفكري والصناعي والزراعي بدلاً من الانشغال بفكر التوحش والتوجس والإقصاء والعنصرية.. كما أنت رجل فكر وإنتاج لك وعليك، لكنك تبقى مشعلاً للخير.

محمد ناصر الأسمري 20-11-2008 13:58))

قال أبو عبد الرحمن: شكراً لأخي الأستاذ الأسمري الذي غاظني كثيراً في زمان مضى وانقضى بسلام، وما دامت مشاركته بهذه الروح الكريمة فإنني مفيده بما سأل عنه قديماً في كلمة له نقدني فيها، وهو ((من أين جاءت ابن الحائك للهَمَداني؟)).

قال أبو عبد الرحمن:بيَّن القِفْطي رحمه الله تعالى في ترجمته للهمداني في انباه الرواة - ومن المؤكد أن مصدره في الخبر وسلسلة النسب ماقاله الهمداني عن نفسه - أن لها تأويلاً, وهو أن أباه شاعر, فهو يحوك الشِّعر بالشين المعجمة المشددة المكسورة.. وأمَّا موقفي من الهمداني (وإن كنت إن شاء الله سأسترسل عنه في التاريخ والمسؤولية الفكرية): فاعلم يا أخي أنني في السِّن التي أذكرها دائماً، وهي سن الورع، ولا أدري في أي لحظة ألقى الله سبحانه، واعلم أيضاً أنني أشهد من خلال متابعتي لكتب الهمداني أنه كذاب كذاب كذاب؛ بدافع الإغراب والتمعلم والعنصرية للقحطانية، وثلب العدنانية، وإخراج الأمة العربية - قحطانيها وعدنانيها - من أمة واحدة ذات نسب واحد إلى أبيها إسماعيل الذبيح بن إبراهيم الخليل(7) عليهما السلام، وجاء كذبه باختلاق أساطير كاملة من وضعه هو شعراً ونثراً, ومن نقله من أساطير يعلم هو كذبها، وأصلها وهب بن منبه وكعب الأحبار وابن هشام الحميري وهو غير الذهلي مهذِّب السيرة، وقبله ابن إسحاق وقد أنحى عليه باللائمة ابن سلام الجمحي في أول كتابه فحول الشعراء؛ لروايته كثيراً من الموضوع المصنوع، وبيَّن حمزة الأصفهاني رحمه الله حيل الكذابين في كلامه عن (أبجد هوز) بكتابه التنبيه وهو حول التصحيف، وقد أفاد منه الإمام ابن حجر في لسان الميزان، والسيوطي في المزهر رحمهما الله تعالى، وجاء ابن حجر بزيادة فائدة عن تواطؤ الكذابين بسرقة الأسانيد والمتون في شعر ركيك وُضِع على لسان آدم عليه السلام يرثي ابنه، وعلى قافيته ورويه شعر لإبليس لعنه الله يشْمِتُ به؛ فمن هذه البالوعة أخبار عبيد بن شرية، والتيجان، ووصايا الملوك، والكتاب الموضوع على الأصمعي رحمه الله تعالى، وجاء كذب الهمداني أيضاً من أساطير أضاف هو إليها وسوَّغ ذلك بتعدد النسخ كصنيعه مع أساطير عبيد بن شرية(8).. كما أن صناع الأساطير اخترعوا شخصيات وهمية كالنضر ابن شميل الحميري - وهو غير التميمي الإمام -، واقترف الهمداني الكذب بشعر حوَّره بإضافة وبغير إضافة لشعراء شماليين مشهورين في أغراض معينة، فحوَّلها إلى فخر بالقحطانية، وهو كذوب في رواية أخبار القبائل، وأخبار البلدان لا تحديدها، وفي زيادة أجداد القحطانيين ليوصلهم حسب أسطورة اليهود إلى قحطان بن هود عليه السلام، ولوضاعف عدد الآباء ثلاثة أضعاف ما وصل إلى عهد هود عليه السلام في قرون سحيقة مجهولة من علم الغيب إلا ما جاء به خبر معصوم.. وكذب على حسان بن ثابت رضي الله عنه بشعر كثير لايوجد في جميع نسخ ديوانه وموسوعات الأدب، ولا يليق بحسان لغةً وبلاغة وخلقاً ومعاني تتفق مع معاني بني عصره.. وأساطيره لايقبلها العقل ولا الواقع، ولا تُقبل مرسلة إلا ببرهان ولم يأت به، والشعر مهلهل فج محروم النعمة من اللغة والأسلوب والجمال البلاغي، وهو نظم ركيك محور من لغة عدنانية منسوبة إلى أمم بائدة قبل أن تتكوَّن العدنانية، وإلى حِمْير قبل تكوُّن الفصحى العدنانية, وما لسان حمير بلساننا كما قال الإمام أبو عمرو بن العلاء رحمه الله تعالى.. مع أن الشعر الصحيح للقحطانيين في يمنهم في عصر الجاهلية وصدر الإسلام كان بلغة العدنانيين، وصدَّق الهمدانيَّ أهلُ الشمال وأهل المغرب؛ لِما رأوه من غرابة، فاستهواهم الإغراب عن التدقيق، وغفلوا عن تكذيب أبناء عصره له؛ فلما جاء المعاصرون كالعلامة جواد علي حققوا ومحَّصوا، وخبروا أساطيره وكذبه في المصادر التي ادَّعاها، وهو الذي لم يتورَّع عن وضع هذا الحديث على الرسول صلى الله عليه وسلم: ((أمطرت أرض عُقَيل ذهباً)).

قال أبو عبدالرحمن: وعسى أن لا يكون أخي الأسمري على مذهب ذوي النُّسُكِ الأعجمي الذين يُطلقون القول بأن (الأعراض حفرةٌ من حُفَرِ النار)؛ فنترك فضْح الكذابين والوضاعين، ونهمل مسؤولية الشرع والتاريخ لهذا الإطلاق الباطل؛ ولهذا النسك تجرُّؤُ علَّامة أُحبِّه، وهو ابن حيان الأندلسي النحوي المفسِّر الظاهري مذهباً؛ لأنه لم يتورَّع مما فرَّ منه سامحه الله عندما هجا إمام المسلمين الصيرفيَّ في نقد الرجال الإمامَ يحيى بنَ مَعين رحمهما الله، فقال:

ويحيى وما يحيى وما ذو رواية

سوى ثَلْبِ أقوامٍ مضوا لسبيلهم

وما ليحيى ذكْرُ علمٍ به يحيا

سَيُسْأل عنها حين يُسأل عن أشيا

قال أ بو عبد الرحمن: هذا نظم بارد، وتجاهلُهُ يحيى تجاهل للشمس، وإنكار علمه وإمامته ضلال مبين، ولولا الله ثم يحيى وأمثاله ما عرفنا صحيح الحديث من سقيمه؛ ولهذا يعظم رجاؤنا أن الله إذا سأله سيعطيه أجر المجتهد مصيباً أو مخطئاً؛ لأن الاحتياط للدين والعلم أولى من احتياط أهل النسك الأعجمي؛ وإنما مسؤولية الناقد أن لا يقول إلا بعلم، وأن لا يكون صاحب هوى، بل قصده وجهُ الله سبحانه.

والمشارِك الثالث عضو في الكويت، وهذا نصه: ((لا شك بأن الشيخين أفاضل (فاضلان) ولهم (ولهما) من العلم الكبير (علم كثير).. ويظهر لنا بأن هناك لبساً واضحاً في نسب أسرة العقيل أهل نجد لدى الشيخ عبد الحميد ابن عقيل، ونعتقد بأن الشيخ عبدالحميد لم يكن لديه علم بأن الشيخ الظاهري علامة الجزيرة هو من رجالات الأسرة الكريمة (يعني التي أُقحمتْ في الكتاب)؛ فالناس مؤتمنون على أنسابهم (ولم ندِّع الشرفا)، ولو كان هذا النسب فيه بعضٌ من الصحة لانبرى لهذا الأمر منذ زمن طويل الشيخ والأستاذ أبو عبدالرحمن الظاهري، وبحث في نسب أسرته الكريمة.. لكن الحوار في بدايته الآن، وسوف نرى بالتأكيد الأخذ والرد حول هذا الأمر..على العموم لأول مرة نرى من شيخنا الفاضل وصفاً للطبقية بقوله: ((والخضيرية في نجد أنواع:

1- النوع الأول: عرب أصلاء من عرب نجد أخفوا نسبهم خوفاً من الثأر فأصهروا إلى الخضيرية؛ فضاع نسبهم.. ومنهم عرب أصلاء من غير عرب نجد لم يعترفوا بهم، بل وُجِد بين من أصهر إلى الخضيرية وبين أبناء عمه القبيليين وثائق مشتركة، وأملاك مشتركة.. وأعرف أسراً كثيرة منهم آل حُمَيِّد إخوان إحدى أخواتي من أمها جاء جدهم القحطاني من الجنوب، وأظهر لهم القحطانيون سلسلة نسب أبيهم القريب (حميِّد)؛ فاعترف بهم القحطانيون.. وأذكر رحيماً لنا اسمه (ساسي) شريف من جيزان من السليمانيين، ولا يعرف عوام نجد السليمانيين؛ فتزوج بنت خالي عمر بن محمد العقيل رحمهم الله.

2- النوع الثاني: وافدون في حج أو غيره من بلاد عربية فيهم العربي نسباً، وفيهم غيره، ولكنهم لا يُحقِّقون ذلك.

3- والنوع الثالث: وافدون من البلاد الإسلامية، وأكثرهم غير عرب.

4- والنوع الرابع: وافدون من بلاد أجنبية، وهم غير عرب كلهم على ما يظهر والعلم عند الله)).

قال أبو عبدالرحمن: هذه الأقسام الأربعة طبقة واحدة في عُرْف الناس؛ فبيَّنتُ أنواعها، وهذه الطبقية لا تحتاج إلى أول بيان مني؛ فهذا شيئ قديم جداً، والله خلق الناس متفاوتين في وضعية الحياة صلاحاً وفجوراً، وذكاء وغباء، وشقاوة وسعادة، وصحة ومرضاً، وفقراً وغنى، وأنساباً، وعلماً وجهلاً؛ ولولا هذا ما عُرف فضل الشاكر والصابر، والمصلح والمفسد.. ولو كان الناس سواسية في وضعية الحياة لاستغنى الناس عن التشريع والقانون والدولة، ولما كان للمال ولا للكرم والإيثار والصدقة تصرُّف.. وفي عام 1388هـ تقريباً كتبتُ في هذه الجريدة في عهد الشيخ عبدالله بن خميس حفظه الله رداً على كاتب كتب بعنوان: (قبيلي وخضيري)، وكان اسم ردِّى (العنصرية العربية كما ينبغي أن تكون)؛ فنُشر منه حلقتان كل حلقة في صفحة كاملة، ثم توقَّف نشر باقي الحلقات بأمر من وزير الإعلام، وشارك في الكتابة في ذلك الأستاذ سعد البواردي وعمران العمران، وأذكر أن مقال أحدهما بعنوان: (نقاش لا يَحْسُن).. وإيراد بني عمي كافة في الكتاب، ومنهم من هو أقرب الناس إليَّ من آل عمر أهل شقراء وغيرها ظُلْمٌ لنا؛ إذ لم نوافق، ولم يؤخذ رأينا، ولسنا ممن يَستخفُّه بطر الادعاء إلا قلة منا حصل لهم بطر مالي؛ فتشوَّفوا للبطر في النسب.

ومن المشارِكين بو خالد الفلاني (؟)، وهذا نص كلامه: ((أبو عبدالرحمن ابن عقيل الظاهري.. جزاك الله خيراً أخ أحمد على الموضوع الطيب)) قال أبو عبدالرحمن: كنت أظن أنه سمَّاني أحمد،؛ فاستغربت ذلك؛ لأن اسمي محمد، ولا تصلح أحمد تسمية مرادفةً لمحمد وإن اتحد المأخذ اللغوي إلا في حق عبدالله ورسوله محمد وأحمد صلى الله عليه وسلم.. ثم تبيَّن لي أنه يعني بأحمد الذي أدرج هذا الموضوع في الإنترنت.. وشارك أيضاً أبو عمر الكويتي؛ فقال: ((الله يجزاه (يجزيه) خيراً على هذه الصراحة والصدق.. يقول الله سبحانه وتعالى:{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ وَكُونُواْ مَعَ الصَّادِقِينَ}(119) سورة التوبة .. في المقابل قال الرسول صلى الله عليه وسلم (كَبُرَتْ خيانة أن تحدِّث أخاك حديثاً هو لك مصدِّق وأنت له كاذب.. رواه أحمد.. شكراً لك أخوي أحمد))..وهما اسمان رمزيان مستعاران بلا ريب، وأشكر لهما حسن الثناء.

ومن القسم الثاني مَنْ لم يفتح الله عليه في فهم كلامي، وهو مُبْهم لم يذكر غير (التميمي) وهذا نص كلامه: ((الاعتراف بالحق فضيلة، ولكن ليتك تركت إثباتَ الخزرجية؛ لأن الأمر منتهي (منتهٍ)، والخضيري والعبد والحر لا يرفعه إلا علمه وأخلاقه الإسلامية.. إن أكرمكم عند الله أتقاكم.. أخيراً ماذا تقصد بقولك: (لخشيت على نفسي بطراً) عند الحديث عن تميم.. قال صلى الله عليه وسلم: لا تقولوا في تميم إلا خيراً((.. التميمي 20-11- 2008 13:52.

قال أبو عبدالرحمن: شكراً للتميمي على مشاعره الطيبة أول كلامه، وأرجو أن يتحفني بتخريج الحديث الذي ذكره: ((لا تقولوا في تميم إلا خيراً)).. ثم إنني لا أحتاج إلى هذا التذكير؛ لأنني منذ اليفاع صَدَّاعٌ بمناقب تميم، وأنهم أثقل أمة على الدجال، وأن مشاتيهم من يبيرين جنوباً إلى كاظمة وسفوان شمالاً، ويتياسرون غرباً إلى أن يضايِفُوا بني أسد، ثم يمتدون شمالاً إلى التيسيات (حزن بني يربوع)، ومنازل مطير الحدريين منازلهم.. وأريافهم المرُّوت كلها، وجميع الوشم بالامتداد القَبلي من المرُّوت غرباً إلى سدير شرقاً، ثم يُشملون إلى لغاط وزليفات، ولهم قرى دثرت ضمن قرى عريق البلدان التي ذكر الحرمازي أنها ثمانون قرية، ويقصر امتدادهم إلى بطين ضرماء (قرماء.. أي قرَّ ماءٌ، لكثرته في البطين) بالشمس والشميسية.. وظن هذا الفاضل أن كلامي ذمٌّ؛ فذكرني بهذا الحديث الذي لا أعلم مخرجه، وكل المسلمين لا يقال في جملتهم إلا الخير؛ مع أن (هضبة الجزيرة) في قولي: ((ولو كنت من تميم هضبة الجزيرة لخشيت على نفسي من البطر))، وهذا منتهى الثناء؛ لأنني حينئذ أكون غنيّاً بنسب كريم، والغِنَى مَظِنَّة للبطر.. أفهمت بارك الله فيك ؟.. اللهم لا تجعلني (ممن يقول مالا يُفهم)، ولا تجعل التميمي (ممن لا يفهم ما يُقال).

قال أبو عبدالرحمن: وأما الخزرجية فلا أتركها ما دمتُ أملك يقيناً أو رجحاناً أو احتمالاً متكافئاً قد يُنتفع به مُستقبلاً؛ لأنه ليس من منهجي حسب نظريَّة المعرفة أن أُسقط موجوداً أو مأثوراً، ولا أن ادَّعيَ معدوماً مكذوباً.. وأما أهل العربجة في الإنترنت فلي معهم زئير الأسد لا سجع الحمام، ولا سيما من أساء الأدب؛ فأدحضه في بوله بمرافعة شرعية تقيم عليه حد القذف في براءة واضحة لا ادعاء مُخْتلق، كما تُسقط عدالته في المستقبل إلا أن يعلن تراجعه وتوبته، وذلك في تواصل قادم إن شاء الله.

(1) قال أبو عبدالرحمن: صادف هذا أنني الآن في سن الورع، وقد تجاوزت سن من أعذر الله إليه بِعِقْدٍ ونيِّف، وأخشى أن تلين قناتي لو جاءت هذه المناسبة في سن اليفاع أو الأشدِّ، والله المستعصم فيما بقي.

(2) ليسهل عليك تخريجهما فراجع موسوعة أطراف الحديث النبوي الشريف لأبي هاجر محمد السعيد بن بسيوني زغلول 6-601، وفهرس أطراف الحديث بالمجلد الخاص به من مسند الإمام أحمد رحمه الله الذي صدر أخيرا وقضى على ما قبله في خمسين مُجَلَّداً بتحقيق لجنة من جِلَّة العلماء ذوي التخصُّص جزاهم الله خيراً.

(3) غبراتهم بقاياهم (الطاهر).. قال أبو عبدالرحمن: بل المعنى من هلك ومضى منهم؛ فالتأمل فيما سمعه أو قرأه عنهم.

(4) يشير إلى حالات أخرى لأبناء غير شرعيين بلغوا شأوا كبيرا في حياتهم السياسية أو العلمية أو الدينية، وكان وضعهم معروفا للجميع على أيامه دون أن يمس ذلك مكانتهم (الطاهر).. قال أبو عبدالرحمن: أَبْعَدَ الدكتور الطاهر النجعة، بل المراد الفضلاء المكرمون عن ذكرهم في هذا السياق الرديئ.

(5) مداواة النفوس 211 - 215 .

(6) حرب هو جد يزيد بن أبي سفيان مولى جد ابن حزم (خلف) رضي الله عنهم جميعا.

(7) قال أبو عبدالرحمن: إذا جاء الوصف بعد اسم العلم، ولم يأت الوصف وحده مجردا من الاسم فاليقين عندي أن الألف تحذف، ولا وجه لعدم حذفها؛ فمن ادعى أن ذلك يلتبس بالاسم المركب مثل (محمد إبراهيم بن فلان) فالجواب: إن الاسم المركب حادث، وأما المركب من مضاف ومضاف إليه فهو اسم واحد، وليس اسمين مركبين مترادفين، ولا أمنع من مراعاة هذا اللبس في غير المشهورين، وأما وصف إسماعيل بالذبيح، وإبراهيم بالخليل عليهما السلام فلا لبس فيه عند أحد من المسلمين والعرب إلا يهود لعنهم الله الذين ادعوا أن الذبيح إسحاق عليه السلام.

(8) قال أبو عبدالرحمن: ابن شرية شخصية لا وجود لها اخترعها واخترع بعض أساطيرها ابن الكلبي؛ وذلك على سبيل الإغراب والتظرُّف والتمعلم.. ثم جاء من تعصب للقحطانيين فوجد في هذه الشخصية المنتحلة متنفسا؛ ليركب عليها أساطير جديدة بدافع العنصرية لا التظرف.


 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد