Al Jazirah NewsPaper Thursday  18/12/2008 G Issue 13230
الخميس 20 ذو الحجة 1429   العدد  13230
المنشود
فستان زفاف ابنة الرئيس!!
رقية سليمان الهويريني

جاء زواج ابنة الرئيس التركي عبدالله غول مخالفا للتوقعات حيث كان حفل عقد قرانها بحضور رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان وعقيلته وعدد من المدعوين، وقام رئيس بلدية اسطنبول قادر طابتاش بعقد القران، وإجراء المراسيم الرسمية، بحكم أنها ابنة الرئيس.

ومن اللافت أن العروس كانت ترتدي ثوب زفاف أبيض جميل طويل ضافٍ يغطي كافة أجزاء الجسد والرأس، ومستوفيا لشروط الحجاب الشرعي. كما قامت العروس اللطيفة المهذبة بتقبيل يد أبيها أمام عدسات المصورين شعورا منها بالبر والجميل على حسن تربيته لها. وكانت إلى جانبها والدتها ووالدة العريس وهما ترتديان حجابا وملابس ساترة.

ولفت حفل الزفاف النظر واسترعى استغراب الجميع، حيث كان مظهر العروس وزيها المحتشم مخالفا لما كان متوقعا من فتاة تركية، وبعكس الصور لكل ما شاهده الناس عن المجتمع التركي المسلم التي نقلتها المسلسلات التركية في الآونة الأخيرة وكأنه إظهار للثقافة التركية، وأحدثت ضجة في الأوساط الاجتماعية العربية، حيث جاءت هذه المسلسلات لتناقش - بصورة إباحية - قضايا الحب وقيم الأسرة والمجتمع ومشكلات البطالة والفقر والطمع، وتقدم للناس صورة وهمية عن الحياة الرومانسية والشاعرية والعاطفية التي تفتقدها العديد من بيوتنا لدرجة أن تعرضت بعض البيوت للانهيار أثناء عرضها، وأصبحت تهدد الأسر المستقرة ولاسيما الهشة منها، وتقوض أركانها أخلاقيا وسلوكيا، وأوشكت أن تخرم المروءة، وتفسد الفطرة حين تحول أبطالها قدوة، وأصبح لباسهم موضة لشبابنا وبناتنا على حد سواء. وصارت تصرفاتهم غير الأخلاقية أنموذجا قد يحتذى به فسلب عقول كثير من الشباب، وبات يشكِّل خطورة كبيرة على المجتمع. وكاد يقضي على ما تبقى من الأخلاق والقيم الإسلامية! لدرجة أن تغيرت نغمات الجوال إلى الموسيقى الخاصة بالمسلسل. وتم تنسيق لقاءات وحفلات عشاء مع أبطال هذه المسلسلات الذين دعتهم بعض القنوات العربية للالتقاء بالجمهور العربي. ونظمت رحلات إلى تركيا لزيارة القصر الذي تم تصوير المسلسل فيه!!

والحق أن المرء ليسعد بالثبات على المبدأ ويرسل تحية إعجاب وتقدير للعروس ابنة الرئيس عبد الله غول التي يمكن أن تكون فعلا مثالا حيا على رفض السفور، والتخلق بخلق الحياء المأمور به شرعا وعرفا الذي قال عنه الرسول صلى- الله عليه وسلم- (الحياء لا يأتي إلا بخير) بل وعدَّه من الإيمان وشعبة من شعبه، وهو تاج المرأة وأساس عفتها، والحائل دون الوقوع في الإثم والمعصية. وهذا التصرف الجريء يعد شجاعة من الفتاة وثقة في النفس بالتزامها الاحتشام في بلد علماني يحارب الحجاب، ويشجع على التخلص منه. ويواجه والدها الرئيس تحديات كبيرة في هذا الخصوص!!

مبروك يا (سيدة كبرا) وعليك سعيد ومبارك!! وبالرفاه والبنين الصالحين، والعقبى للفتيات المسلمات، ودعوة صادقة للاعتزاز بهذا الدين الشامخ!!

حكمة المنشود

يزداد شعورك بالأهمية والثقة بالنفس إذا عرفت أنك تحدث تغييرا في العالم!

rogaia143@hotmail.Com
ص. ب260564 الرياض




لإبداء الرأي حول هذا المقال أرسل رسالة قصيرة SMS  تبدأ برقم الكاتب 6840 ثم إلى الكود 82244

 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد