Al Jazirah NewsPaper Thursday  18/12/2008 G Issue 13230
الخميس 20 ذو الحجة 1429   العدد  13230
هذرلوجيا
(القندرة) العراقية
سليمان الفليح

ليس غريباً أن يوجه صحفي عراقي (قندرته) للرئيس الأمريكي (الراحل عن الرئاسة) بوش بدلاً من يوجه إليه سؤاله، وذلك لأن الإنسان العراقي رغم أدبه الجمّ وثقافته العالية فإنه إذا (حَمقَ) أو (اُستثير) فإن أول شتيمة يقولها لخصمه هي (أين القندرة) والقندرة أو الحذاء أجلكم الله لدى العراقي ليست مفردة سوقية يتداولها السوقة وأبناء الشارع فقط بل إنها أصبحت مفردة سياسية بل ومصطلحا يخاطب به الشعب السياسيين الذين يخذلونهم ولعنا نذكر هنا أن الشاعر المرحوم (محمد الحبوبي) كان يهتف في مظاهرة ضد نوري السعيد بقوله (نوري السعيد القندرة وصالح جبر قيطانها) ولما اعتقلت المباحث الشاعر طلبه نوري السعيد واستقبله في حديقة قصره ودعاه إلى العشاء على سمكة مسقوف كبيرة وقال له افحص هذه السمكة يا الحبوبي) فأخذ الحبوبي يقلب السمكة من ذيلها وهنا استغرب السعيد هذه الطريقة وقال له السمكة يُعرف خياسها من رأسها لا من ذيلها يا محمد وهنا قال الشاعر ساخراً نحن نعرف (خياس الرأس جيداً ولا غبار عليه ولكننا نريد أن نتأكد من الذيل!! وهنا ضحك نوري السعيد كثيراً وقال يا محمد لن أحبسك ولكنني أقول لك وللشعب العراقي إن نوري السعيد ليس قندرة فحسب بل هو (غطاء بالوعه) تحجب عنكم الكثير من الأوبئة والروائح القذرة فإذا ما أزيل هذا الغطاء ستخرج عليكم الكثير من (البلاوي) لذا فإنني أقول لك يا محمد إذا جاءكم زعيم أفضل مني فـ(بول) على قبري!!

وبالفعل يبدو أنه لم يأت للعراق زعيم أفضل من نوري السعيد بل ظهرت عليه الكثير من البلاوي السياسية التي لم يزل يعاني منها حتى اليوم.

وفي الحديث عن القندرة كمفردة سياسية لدى العراقيين فإنني أذكر أن أحد المفكرين القوميين العراقيين استهل محاضرته عن الوحدة العربية في رابطة الأدباء بأن تناول قندرته ووضعها فوق الطاولة وقال هذه في العراق تُسمى قندرة وفي الكويت (جوتي) وفي بلاد الشام (زبّاط) وفي مصر (جزمه) لذا دعونا أولاً نتفق على توحيد اسم القندرة لكي نتفق على توحيد الأمة العربية.

يبقى القول أخيراً إن التعبير بالقندرة الذي وجهه الصحفي العراقي منتظر الزيدي إلى الرئيس الأمريكي بوش سيكشف عن حقيقة الديمقراطية التي وعد بها شعب العراق وإنا لمنتظرون مثلما ينتظر منتظر حكمه!!



لإبداء الرأي حول هذا المقال أرسل رسالة قصيرة SMS  تبدأ برقم الكاتب 7555 ثم إلى الكود 82244

 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد