Al Jazirah NewsPaper Thursday  18/12/2008 G Issue 13230
الخميس 20 ذو الحجة 1429   العدد  13230
نوافذ
هدايا... النساء
أميمة الخميس

أحياناً نحن بحاجة إلى أن نرصف المشاهد بشكل متجاور كي يتسنى لنا الحصول على قراءة متكاملة للأحداث، أو ما يختبئ وراءها، إلى هنا سنجد أن (اليوم العالمي للعنف ضد المرأة) قد حل على المرأة السعودية وقد وجدت في حقيبتها بعض من الهدايا الثمينة أهمها:

- القرار الذي صدر عن مجلس الوزراء بتاريخ 24-2-2008 والذي يخول وزارة العمل المساواة بين المرأة والرجل وظيفياً، ويندرج في هذا أيضاً العلاقة بين العامل وصاحب العمل وبحسب ما نصت عليه العهود والمواثيق الدولية في منظمة العمل. هذا القرار الكبير من الرجل الكبير وقائد مسيرة الإصلاح، يرفع عن المرأة السعودية جزءا كبيرا من الظلم الذي يجعلها بعيدة عن المشاركة في المسيرة الحضارية بشكل جدى وفاعل، أيضاً يرفع عن كاهلها ظلم استئثار بعض دوائر القرار الرجالية بالفرص الوظيفية من ترقيات وانتدابات وبعثات، بينما هي تبقى أسيرة باب الحريم الخلفي، وأدوار السكرتاريا التنفيذية.

هذا القرار التاريخي يرجعنا إلى المبدأ العادل القائم على تساوي الفرص بين الجميع ذكورا وإناثا، ومن ثم يفوز أصحاب المواهب والقدرات والذكاء والقادرين على إحداث فرقا حضاريا لمجتمعاتهم بعيدا عن نوعهم، وهذا القرار بالتأكيد يمنع عن المرأة نوعا من أنواع العنف الوظيفي القائم على حرمانها من المشاركة والعطاء والإبداع في حقلها.

- الهدية الثانية قادمة هذه المرة من مجلس الشورى، حيث سيناقش المجلس قريبا (سن قوانين لتغريم المتحرشين بالنساء) تتراوح بين السجن والتغريم المالي، هذا الاتجاه السامي النبيل الذي يسعى له مجلس الشورى يؤكد على أحقية النساء في الفضاء المدني العام، وليس هذا فقط، بل لها الحق في التحرك وقضاء حوائجها والقيام على شؤونها، دون أن تتعرض لأذى ومضايقات الرعاع وضعاف النفوس، وأولئك الذين يظنون أن المرأة حمالة للخطيئة دوما أينما اتجهت، وبما أن النقاش لم يشرع أبوابه بعد في مجلس الشورى أتمنى أن يدرج في النقاش (العنف اللفظي الذي تتعرض له المرأة الزعيق أو الإهانة) أيضا ذلك العنف الموارب الذي يبرز في رفض التعامل معها أو قضاء حوائجها من قبل بعض الشخصيات أو الدوائر الرسمية بحجة أنها امرأة ليس لديها.. ولي أمر!!

هذه الهدايا الثمينة التي امتلأت بها حقائب النساء في ذكرى اليوم العالمي للعنف ضد المرأة تجعلهن يطمعن العام القادم أن يحل عليهن وقد تفعلت محاكم الأحوال الشخصية، وقد (تقننت) الأحكام الشرعية في قوانين خاصة بالأحوال الشخصية معالجة بهذا العديد من القضايا والإشكاليات المعلقة والخاصة بحقوق النساء من أرامل ومطلقات ونفقة وحضانة.. وركام هائل من الهموم التي لم تعد تحتمل التأجيل.



لإبداء الرأي حول هذا المقال أرسل رسالة قصيرة SMS  تبدأ برقم الكاتب 6287 ثم إلى الكود 82244

 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد