Al Jazirah NewsPaper Thursday  18/12/2008 G Issue 13230
الخميس 20 ذو الحجة 1429   العدد  13230
النصر بعد بطولة الخليج.. يغلي

كنت أعرف مسبقاً بأن بطولة الخليج للأندية ستحمل معها احتمالين لا ثالث لهم إما تفوق النصر وعودته إلى البطولات الخارجية أو خسارته وعودته إلى دوامة التخبطات الفنية والإدارية وهذا فعلاً حدث.

لن نحتاج إلى محلل فني يصف لنا الحال ولماذا عاد النصر إلى سكة الضياع فالعلل واضحة أمام الجميع.

خسارة بطولة الخليج كان لها أسباب كثيرة إدارية وفنية ولعل الإدارية هي الأبرز فمنذ لقاء الذهاب الذي أقيم في جدة والمؤشرات تؤكد بأن الأهلي هو البطل سيتوج، وتأكد الأمر عندما ظهر بعض إداريي النصر بعد المباراة ووصفوا الخسارة بأنها نتيجة ممتازة ومنهم من تهكم بالنادي الأهلي عندما صرح وقال لا أعتقد أن الأهلي كان يفكر في أكثر من هدف، بعد كل تلك التصاريح أصبح أكثر المتابعين يتوقعون ويجزمون بأن الأهلي سيكون هو البطل الذي سيتوج بكأس البطولة وهذا ما حدث فعلاً.

اجتمعت عوامل كثيرة ساهمت في خسارة بطولة الخليج التي كان يعقد عليها المسؤولون في نادي النصر كل الآمال حتى يضمنوا بأن النصر لن يخرج هذا الموسم خالي الوفاض بلا بطولات ليقينهم بأن فريقهم من الصعب أن ينافس على أي بطولة قادمة في ظل جهازية الأندية المنافسة كالهلال والاتحاد والشباب.

هناك أمر غريب وقد أشار له رئيس النادي الأمير فيصل بن عبدالرحمن في مداخلة تلفزيونية عبر إحدى القنوات الرياضية المتخصصة عندما قال مشكلاتنا سنحلها داخل البيت النصراوي هذه الكلمة عكس ما يحدث على أرض الواقع تماماً فهناك أشخاص من إدارة النادي يتحدثون عن مشكلات النصر في كل قناة تستضيفهم، إما أن سموه لا يستطيع أن يمنع أولائك الأشخاص من الظهور ونشر مشكلات النادي عبر القنوات الفضائية والإعلام أو أنها أمنية كان يتمناها سموه، بهذه الوضعية يجب أن نصدق مقولة إن النادي مخترق طالما مشكلاته تتناقلها وسائل الإعلام المختلفة.

النصر دائماً هو حديث الشارع الرياضي وأنصاره هم من يعانون الويلات بسببه، وما تلتقطه كاميرات القنوات الفضائية والصحف لبعض جماهيره خير دليل وشاهد على حال المشجع النصراوي أحدهم يقول لنائب الرئيس الأمير الوليد بن بدر أنا نصراوي منذ كان النصر يلعب في ملعب الصايغ لم أتخلف عن حضور أي مباراة له في الرياض وأحياناً أذهب خلفه عندما تكون مبارياته في مكان قريب من الرياض عندي أربعة أولاد أتناقش معهم بشكل يومي، أنا أطلب منهم تشجيع النصر وهم يقولون (نصرك يا يبه ما يجيب بطولات ما مليت ما تعبت ارحم نفسك يا يبه)، في تصوري لم يمر على الوليد بن بدر أصعب من موقف كهذا الرجل يصرخ أمامه يا جماعة الحل واضح اشتروا عقوداً للاعبين ممتازين محليين وأجانب فقط وسيتغير حال النصر، عندما تربط كلام هذا المشجع البسيط مع ما يقوله المحللون والنقاد الرياضيون تجده متطابقاً تماماً فهل يعقل أن هذا المشجع البسيط اكتشف الخلل ومن هم قائمون على شؤون النادي لا يعلمون بمواطن الخلل في فريقهم.

عندما ننظر للهلال مثلاً أول سؤال يتبادر إلى ذهنك ما سر تسجيل العنبر والصويلح لأهداف الهلال على الرغم من غياب ياسر! والإجابة ببساطة شديدة أي مهاجم يقف خلفه مثل الداهية التائب والفريدي والسويدي ويلي وخط احتياط يضم مثل الشلهوب وعبدالعزيز الدوسري والقائمة مليئة بأمثالهم لن يحتاج إلى أن ينتظر وقتاً طويلاً حتى تتوفر أمامه فرص التسجيل فالمهاجم مهمته الأساسية تسجيل الأهداف فقط، لكن في النصر الوضع يختلف تماماً فالمهاجم مثل الشهراني أو النجم الواعد ريان بلال قبل أن يفكر في التسجيل مطلوب منه تجهيز فرص التسجيل لنفسه أولاً في ظل غياب لاعب اسمه صانع لعب ثم البحث عن أسلوب أو طريقة التسجيل.

بأمانة شديدة النصر يمر بفترة حساسة جداً إدارة النادي تجهز نفسها للرحيل وترك موقعها لإدارة جديدة بمعنى أن الفترة القادمة ستكون تأدية واجب فقط وستعمل الإدارة بلا طموح فقد قدموا كل ما يستطيعون تقديمه ولم يعد جديد بينما الفريق يحتاج في الفترة القادمة لعمل كبير جداً فما زال في ساحة المنافسة أكثر من بطولة يمكن للنصر خوض غمارها بأسلوب مناسب يضمن له المنافسة القوية ففترة التسجيل الشتوية قادمة ويجب استغلالها في ترميم الفريق ودعمه ببعض النجوم.

في تصوري الفترة المتبقية لإدارة الأمير فيصل بن عبدالرحمن يجب أن يستغلها الرئيس القادم الأمير فيصل بن تركي إن صحت الأنباء في تجهيز فريق كرة القدم للمتبقي من بطولات هذا الموسم ليصبح نواة حقيقية للموسم القادم.

تواصل العمل مطلوب ووضع إستراتيجية واضحة لاستقطاب بعض النجوم مطلب جماهيري بعد فشل الكثير من الصفقات التي كبدت النادي مبالغ كبيرة خلال الموسمين الماضيين والاعتماد في اختيار اللاعبين على أشخاص فنيين لهم خبرتهم في هذا المجال.

خسارة بطولة لا يمكن أن تكون نهاية المطاف والكبار فقط من يستطيعون تجاوز الأزمات والعودة مجدداً للانتصارات.

سلطان الزايدي


zaidi161@hotmail.com

 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد