Al Jazirah NewsPaper Thursday  25/12/2008 G Issue 13237
الخميس 27 ذو الحجة 1429   العدد  13237
أكدوا أن إقرار تدريس المادة جاء بعد دراسة وافية.. تربويون لـ«الجزيرة»:
مخرجات تدريس المادة لا تتناسب مع أهداف المنهج

رأى عدد من التربويين أن إقرار تدريس مادة اللغة الإنجليزية في الصف السادس يعد بداية جيدة، مضيفين إلى أن ذلك جاء بعد دراسة وافية من قبل لجان متخصصة في الوزارة.. في البداية قال مشرف مادة اللغة الإنجليزية بغرب الرياض الأستاذ عوض بن حجران الشهري إن إقرار تدريس اللغة الإنجليزية ابتداءً بالصف السادس أتى بعد دراسة واعية من قبل لجان متخصصة في الوزارة رأت أن التدرج في إقرار تدريس اللغة الإنجليزية هو الأنسب للتأكد من نجاح التجربة أولاً، كما أن إقرارها في الصف السادس يسهل في البداية تسديد احتياج المدارس، وهذا يدل على سلامة قرار البدء بالصف السادس حيث إن إقرار تدريس اللغة الإنجليزية في بقية الصفوف يتطلب توفير عدد كبير من المعلمين لا يمكن توفيرهم في وقت قصير. وأضاف أن المنهج جيد ومزود بالتسجيلات الصوتية والمصورات والبطاقات التي يحتاجها المعلم في تنمية المهارات اللغوية لدى طلابه والكتاب يحتوي على 52 درسا يتعلم الطالب فيها الأساسيات مثل الحروف والأرقام والكلمات والتراكيب اللغوية البسيطة التي تهيئه للمراحل اللاحقة. وحول أهم المقترحات للتطوير قال الأستاذ عوض تحقيق أهداف أي مادة يحتاج إلى معلم مخلص متحمس يعي رسالته ويسعى إلى تحقيقها بكل الوسائل الممكنة بالإضافة إلى طالب لديه دافعية للتعلم وبيئة تعليمية ذات إمكانات مناسبة، ومادة اللغة الإنجليزية يجب ألا ينظر إليها كمادة فقط بل هي لغة حية تطبيقية لا يتم تعلمها من أجل الاختبار بل من أجل أن يمارسها الطالب في الفصل والمدرسة والمجتمع إن أمكن، والمعلم الناجح هو من يهيئ البيئة الصفية لمثل هذا التطبيق العملي للغة الإنجليزية. والآن وبعد استقرار الوضع في الصف السادس فإنني أرى إقرار منهج جديد للصفوف الرابع والخامس والسادس بعد توفير العدد الكافي من المعلمين بمعدل معلم لكل مدرسة ابتدائية واختيار سلسلة تعليمية مناسبة وتوفير الوسائل التعليمية الصوتية والمرئية وتزويد المدارس بأجهزة عرض وسبورات تفاعلية وتدريب المعلمين عليها، علماً بأن هناك تجربة لتدريس اللغة الإنجليزية في الصفين الرابع والخامس بدأت السنة الماضية في ست مدارس بنين والتجربة ما زالت قائمة. وفيما يتعلق بتناسب حجم الوقت المتاح لتدريس مادة اللغة الإنجليزية في التعليم العام مع نوعية المخرجات أشار المشرف التربوي إلى أنه يدرس الطالب في التعليم العام سبعة مناهج لمدة سبع سنوات يتدرب خلالها على المهارات الأربع الأساسية في اللغة الإنجليزية ويدرس العديد من الكلمات والمصطلحات والتراكيب اللغوية والتي يفترض أن تمكن الطالب من استخدام اللغة الإنجليزية شفهيا وكتابياً بارتياح كما أن حجم الوقت المتاح لتدريس المادة مناسب جداً لتحقيق أهدافها، ولكن أقولها بكل أسف إن مخرجات تدريس المادة لا تتناسب مع أهداف المنهج، بل إن هناك بونا شاسعا بين الأهداف والمخرجات والقليل فقط من الطلاب يستطيع استخدام اللغة الإنجليزية وتكوين جمل صحيحة بعد التخرج من المرحلة الثانوية!!! والأسباب متعددة ومتداخلة ولا يمكن إلقاء اللوم على جهة معينة فالجميع مسؤول عن ضعف المخرجات والمسؤولية تبدأ بالطالب والمعلم وتنتهي بالوزارة وملاك القرار، وهذا الموضوع يحتاج إلى إخلاص ومصارحة وموضوعية في الطرح. ومن جانبه أيد منصور بن محمد العتيق مشرف مادة اللغة الإنجليزية زميله بأن التجربة كبداية تعتبر جيدة ولكن تحتاج إلى تطوير وكذلك إلى توافر عوامل أخرى ليكتمل نجاح هذه التجربة، مشيرا إلى أن البداية بالصف السادس لم تكن صحيحة لأن النمو اللغوي عند الأطفال يكون في سن مبكر وكذلك لعدم وجود البيئة المناسبة لتعلم لغة أجنبية فيفضل أن يكون في سن قبل هذا السن وأشار العتيق إلى أن المقرر غير واف نتيجة لذلك لن تكون المخرجات جيدة وكذلك يوجد فارق كبير بين منهج المرحلة المتوسطة والسادس الابتدائي وأضاف أن من المقترحات للتطوير تطبيق تدريس للغة في الصف الرابع على أقل تقدير وكذلك تطوير المناهج بشكل مستمر على حسب رؤية العاملين في الميدان واختيار أفضل المعلمين لتدريس المرحلة الابتدائية وتهيئة البيئة المناسبة في المدارس لتعلم اللغة مثل المعامل وأقراص الكمبيوتر والوسائل المناسبة وكذلك ربط منهج الابتدائي مع المرحلة المتوسطة من حيث تدرج المعلومة والمهارات اللغوية، مؤكدا أن تدريس اللغة الإنجليزية ضرورة ملحة لطلابنا وضرورة لا بد منها وهذا نابع من أهمية هذا اللغة في العالم اليوم والخطوة التي قامت بها الوزارة عظيمة ونحتاج إليها مع التطوير والمتابعة. ومن جهته أكد معلم اللغة الإنجليزية سمير الصبياني أن التجربة كانت جديدة على الأسرة والوزارة وحتى المدرسة وتحتاج فترة لتقيمها من قبل المسئولين في الوزارة ومن أولياء الأمور كلغة أجنبية جديدة تبدأ في سن مبكر للطلاب. وحول تجربته في تدريس المادة قال الصبياني بعد سنوات من تدريس المقرر وجدت أن محتوى المقرر مناسب فقط لسن الطلاب ولكنه يفتقد أشياء كثيرة مثل فقرات للقراءة وللمحادثات وللأناشيد وللألعاب داخل الدروس مما تسبب في فقدان التشويق والمتعة لدى الطلاب مستدركا أنه يتوافر في المقرر محتوى يضمن مخرجات أعلى من جيدة عند تكامل عناصر العملية التعليمية وتابع الصبياني أن نجاح المادة يعتمد على المعلم في الأساس في خلق بيئة صفية ببذل مزيد من الجهد واعتماد عدة أفكار تسهم في زيادة الدافعية لدى الطلاب نحو تعلم اللغة وخلق جو من الحماسة بين الطلاب، ولا بد أن يدرك المعلم والطالب والمسئول وولي الأمر أن اللغة الإنجليزية ليست مجرد مادة تدرس داخل الفصل فقط بل إنها لغة العالم الأولى ودعا سمير إلى تعديل الكتاب بحيث تكون الدروس الأولى تهيئة للطلاب من خلال بعض البيئات والنماذج الحياتية المحيطة بهم مثل العائلة والمدرسة وغيرها وبعد ذلك تدرج بقية الدروس وأن تكون مرتبطة بالحروف حيث يكون كل درس جديد معه حرفين أو أكثر متعلق بالدرس وكذلك توفير وسائل تعليمية خاصة بالمادة وتجديدها بشكل سنوي.

وأيد الصبياني تعميم التجربة على بقية الصفوف قائلا: إنني من المعلمين الذين يدرسون تجربة تدريس اللغة الإنجليزية في الصف الرابع والخامس حيث وجدت تفاعلاً كبيراً جداً من الطلاب وأولياء الأمور وتقبلاً لهذه التجربة.

ووافق سمير زميليه في نوع المخرجات للمادة في التعليم العام قائلا أعتقد أنها لا تتناسب مع الوقت المتاح من اليوم الدراسي رغم أن مدة تدريس اللغة الإنجليزية تمر من خلال سبع سنوات دراسية بسبعة مناهج مختلفة ويفترض بعد ذلك أن يتعلم الطالب المهارات الأساسية الأربع (الاستماع، القراءة، الكتابة، المحادثة) ويدركها ولكن في النهاية تجد أن المخرجات الجيدة والمتقنة عددها قليل جداً، مشيرا إلى أن أسباب هذا القصور كثيرة ولكنني أعتقد أن من أهمها هو المقررات ذات أساليب العرض والمحتوى غير المواكب لما حصل في التعليم والمقررات من تطوير وأساليب علمية وطرق عرض مبتكرة.






 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد