Al Jazirah NewsPaper Thursday  25/12/2008 G Issue 13237
الخميس 27 ذو الحجة 1429   العدد  13237
الحوار العربي الإيراني

من أجل منع إيران من تصنيع أسلحة نووية حتى لا تهدِّد إسرائيل، تقدَّم لإيران إغراءات تتضمّن حزمة حوافز بمنحها دوراً إقليمياً في المنطقة العربية.

هكذا يعرض الغربيون على إيران الإغراءات لوقف برنامجها النووي!!

الكرم الغربي هذا المسحوب من رصيد الأمن القومي العربي، إنْ بقي له رصيد، يُعطى لجهة تعمل على إنتاج أسلحة لا بدّ أن تغيِّر ميزان القوى في المنطقة العربية، إنْ صحّت ادعاءات الغرب. ولم تفلح دعوات البراءة التي يتشبّث بها الإيرانيون بتأكيدهم على أنّ تمسكهم بالخيار النووي هو من أجل الاستفادة من التقنية النووية للأغراض السلمية، كالتوسع في إنشاء محطات الكهرباء وتخفيف العبء عن استعمال النفط في الحصول على الطاقة.

تشبُّث الإيرانيين بالبراءة من تهمة الغربيين لهم بالسعي لإنتاج الأسلحة النووية، وإصرار الغربيين على اتهامهم للإيرانيين، جعل الطرفين يدخلان في مساجلات كلامية وتفاوضية في آن واحد، وإذا كان هدف الإيرانيين كما يصرِّون على أنهم يسعون للاستفادة السلمية للطاقة النووية، فإنّ الغربيين لا يخفون أنهم لا يريدون لإيران امتلاك سلاح نووي حتى لا تهدِّد إسرائيل ... رغم أنّ الأخيرة لديها ترسانة أسلحة نووية يعرفها القاصي والداني..!! ورغم هذه المعرفة وهذا الدفاع الغربي بالوكالة عن إسرائيل، تستمر المفاوضات والمباحثات بين الإيرانيين والغربيين، الذين يحاولون حشد جبهة تحريضية ومعادية لإيران، لإجبارها على التخلِّي عن برنامجها النووي، سواء بفرض عقوبات جديدة أو التلويح لها بإغراءات إضافية، من خلال توسيع حزمة الحوافز التي في مجملها تأتي على حساب المصالح العربية والأمن العربي، وخاصة في منطقة الخليج العربي، وكلُّ هذا مردّه غياب الحضور العربي الذي لا يزال بعيداً عن (الجعجعة النووية في الخليج)، والتي تعمل إيران على تسريعها من خلال زيادة تحدِّيها للغربيين وغيرهم، والإعلان عن نواياهم في التوسع في إقامة المنشآت النووية.

فالدول العربية التي تشتكي من التغلغل الإيراني في الدول العربية، وتتخوّف من البرنامج النووي الذي أصبح حقيقة لا يمكن تجاهلها، لم تتعامل مع القضيتين التعامل الذي يكفل لهذه الدول الحفاظ على مصالحها المشروعة، وتحصين أمنها، ففي الوقت الذي تتباحث فيه الدول الغربية وتتفاوض مع إيران تحصيناً لأمن إسرائيل، يبقى العرب متفرجين رغم أنّ الغربيين يحفّزون الإيرانيين من خلال منحهم حوافز في المنطقة العربية، مع العلم أنّ الدول العربية لها من الصلات وقنوات الاتصال الدبلوماسي وعلاقات الجوار والروابط الدينية مع إيران، ما يجعل التفاهم معها والوصول إلى نتيجة تحفظ مصالح العرب والإيرانيين معاً أسهل من تفاهم الإيرانيين والغربيين، بدلاً من أن يستعدي العرب على إيران ويطمع الإيرانيون بالمصالح العربية من خلال إغراءات الغرب بإعطائهم حوافز في الأرض العربية.

إذن المطلوب، ودون تأخير، أن يبادر العرب وإيران على حدٍ، سواء في الإسراع بإجراء حوار جاد وصادق، قبل أن تتجه العلاقات إلى تطورات سلبية بدأت تظهر بوادرها في الأفق.










 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد