Al Jazirah NewsPaper Thursday  25/12/2008 G Issue 13237
الخميس 27 ذو الحجة 1429   العدد  13237
النجاح
خالد عبدالعزيز الحمادا

كلنا نسعى للنجاح أفراداً وشعوباً ودولاً. وقد نحقق جزءاً من النجاح أو قد نحصل على بعض النجاحات والانتصارات البسيطة في حياتنا، لكنها تحدث تغييراً بسيطاً على حياتنا ولا تدخلنا معنى النجاح الواسع، ولن تذيقنا طعم النجاح الحقيقي بمفهومه الشامل ومضمونه الواسع، لأن هذه النجاحات جاءت عرضاً أو غطت جزءاً ضئيلاً من حياتنا دون قاعدة أو أساس أو أسلوب أو خريطة تغيير واضحة الخطوط. بينما النجاح الذي عرَّفته بأل التعريف وأعنيه في مقالي ويستحق هذه الكلمة (النجاح) بجدارة، هو نجاح حج هذا العام الذي جاء سهلاً يسيراً، لا تدافع ولا تزاحم ولا ارتباك في التفويج والتنظيم. بل بشهادة الحجاج أنفسهم ومن أشرف وسهر على تنظيمهم أن الحج في هذه السنة ناجح بكل المقاييس. وهذا النجاح جاء تالياً لنجاحات سابقة، وهو نتيجة قراءة واعية وبصيرة لواقع الحج وتنقلات المشاعر، وأيضاً نتيجة جلسات ومناقشات وقواعد وأسس وخطط وجهد وعرق هي التي صنعت أرضية النجاح وأطلقت إستراتيجية فاعلة للمزيد من النجاحات في الأعوام القادمة، لأن الحج موسم عظيم وتجمع إسلامي كبير وعبادة مقدسة تهم المسلمين جميعاً. والعمل في خدمة الحجيج والنجاح في تنظيمهم وتسييرهم واستضافتهم هو من أعظم العبادات. وكل النجاحات تسجل باسم هذه الحكومة المباركة التي سخرت كل إمكانياتها وبذلت أقصى ما تملك من أجل إنجاح الحج وإكرام حجاج بيت الله، ونفذت مشروعات عملاقة، وما برحت في دراسة وتنفيذ مشروعات جديدة ستزيد من راحة الحجيج وستساهم في زيادة النجاح. وبعد أن احتفلنا بهذا النجاح فلابد من عقد الجلسات واللقاءات لقراءة هذا النجاح والبحث في أسباب نجاحه، وتعزيز الإيجابيات ومناقشة السلبيات وبذل الجهد في تلافيها، وابتكار طرق وأساليب جديدة تدعم هذا النجاح وتزيد من التفوق. فمدينة خادم الحرمين - حفظه الله - الطبية ومشروع القطار الكهربائي وغيرها من المشروعات القادمة كلها ستساهم في نجاح الحج وتيسيره وإدخال السرور على المسلمين جميعاً. وبما أننا عددنا الحجيج وعرفنا كم حجاج هذه السنة، فنحن بحاجة إلى دقة أكثر ومعرفة حسابهم وعددهم في أماكن تجمعهم في المشاعر حتى تكون دراستنا وخططنا المستقبلية نتائجها أفضل وأكبر. كذلك الهدف السامي من الحج هو إقامة ذكر الله، كما قال عليه الصلاة والسلام (إنما جعل الطواف بالبيت والسعي بين الصفا والمروة ورمي الجمار لإقامة ذكر الله).

وربنا سبحانه وتعالى شرع لنا هذه العبادة حتى نصل إلى التقوى ونحقق المقصد والمعنى الشرعي الكبير للحج. والتيسير الشرعي في فتوى الحج مطلب أساسي لأن أمامنا بشر وزحام كبير، وأي إغلاق لأبواب الاجتهاد في نصوص الحج القابلة للاجتهاد قد يتسبب بوفاة أو أذى حاج. وتيسير المصطفى صلى الله عليه وسلم على الرعاة في الحج وسماحه للنساء والأطفال بالرمي قبل الفجر وقوله (افعل ولا حرج) لمن قدم وأخر في بعض المناسك التي ليست من أركان الحج وغيرها، كل هذه الأمور تعتبر أصولاً للتيسير على الحجاج في الحج الذين أصبحوا كلهم ضعفاء أمام هذه الحشود الكبيرة من الحجيج.. أسأل الله العلي القدير أن يتقبل حج الحاجين وأن يعيدهم إلى أوطانهم سالمين.



alhamada1427@hotmail.com

 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد