Al Jazirah NewsPaper Saturday  03/01/2009 G Issue 13246
السبت 06 محرم 1430   العدد  13246
التصحيح يستهدف 22 دولاراً
النفط يترقب الارتداد في المدى المتوسط والطويل نحو السعر العادل

 

عانت سلعة النفط خلال العام 2008م تذبذباً عنيفاً عانت جراءه السوق العالمية والمحلية في كل المناحي، فخلاله سجل أعلى سعر في تاريخه كما انه سجل أدنى سعر له خلال الخمس سنوات الماضية!! انطلق النفط بداية العام الماضي من مستويات الـ90 دولاراً في حمى مضاربية عالية دفعته إلى تسجيل ارقاماً قياسية وصلت إلى 147 دولاراً للبرميل ومن عنده يبدأ بمسار هابط ابتدأ من شهر 7 - 2008م ليكسر القاع ويعود ويستقر عند اسعار 2004م في مستويات الـ30 دولاراً مع إغلاق العام 2008م!! وبالنظر إلى هذه الارتدادات العنيفة، يلاحظ ان انطلاقة النفط جاءت بعد مضاربات أفقدت قوى العرض والطلب سيطرتها على الأسعار مما دعا إلى عقد مؤتمر جدة للطاقة لحل مشكلة الأسعار التي كانت في ذلك الوقت ترتفع ثم لا تلبث ان ترتفع مرة أخرى إضافة إلى تقارير تعطي إشارات إلى ان العرض لن يسد بالطلب، وانطلقت آراء وتحليلات إلى ان الأسعار ستقفز إلى ما فوق الـ 200 دولار واتهامات بأن الصين والهند هما المتسببين بالارتفاع لارتفاع طلب هاتين الدولتين من النفط ومع نفي أوبك لاتهامها بتقنين الطلب والتلاعب بالأسعار ليجد، المتابع لملف النفط ان دول المنظمة زادت إنتاجها لكبح ارتفاع الأسعار لتفاجأ بتوقف العمليات المضاربية تلاه هبوط مظلي هوى بالسعر إلى ما يقارب ربع القيمة ليستقر بين 35 دولاراً والـ 40 دولاراً متزامنا مع أزمة الرهن العالمية التي عصفت بجميع القطاعات الاقتصادية، ومع هذا الهبوط السريع المتزامن مع ازمة الرهن العقاري الأمريكي (المشكلة الرئيسية) تكبدت كبريات رؤوس المال الأمريكية خسائر باهظة، مما أدى إلى انعكاس هذه الأزمة إلى حالات افلاس مثل ما حدث لبنك ليمان برذرز واختفاء كيانات، مما انعكس على الاقتصاد الدولي وخاصة الأوروبي الذي انعكس صدى الأزمة بتهديد شديد لقطاع المصارف، حتى ان هناك دولاً وصلت إلى مرحلة الإفلاس مثل ايسلنده، وهذا ما أربك الاقتصاد العالمي مما انعكس على اسواق الأسهم بالدمار، فأصبحت سندات الرهن مثل (سلاح دمار شامل) كما ان الأوراق الرخيصة كبدت الجميع خسائر غير متوقعة، فالأسواق الأمريكية يجدها المتابع هبطت بمتوسط 44%.

والمشاهد للرسوم البيانية يجد تزامن الهبوط مع ظهور أزمة الرهن العقاري واستفحاله في هبوط أسعار النفط , والمتابع لمسرة أسعار النفط يجدها حققت هدفاً عند 123 دولاراً وامتدت الموجة إلى منطقة الـ 147 دولاراً وهي ما تمثل القمة السعرية التي انتهت معها الموجة الدافعة ليعود في موجة تصحيحية تكسر جميع دعومها ويصل إلى ما يقارب ربع القيمة، مما يوحي بأن الأسعار في حالة الهبوط قد تستهدف منطقة 22 دولاراً للبرميل كأسوأ الاحتمالات الظاهرة حاليا أما في حالة الارتداد وهذا ما تميل له اغلب التوقعات على المدى المتوسط والطويل فالمتوقع ان يواجه مقاومة عند (64.22) دولار كمقاومة 23% فيبوناتشي التي باختراقها يستهدف منطقة (80.07) دولار للبرميل وهي المنطقة التي أعلن المنتجون والمستهلكون الاتفاق عليها كسعر عادل للنفط، حيث سبق ان صرح خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز بأن السعر العادل عند 75 دولاراً وهذا ما نقله وزير البترول السعودي عند إلقاء خطابه خلال مؤتمر لندن للطاقة.




 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد