Al Jazirah NewsPaper Saturday  03/01/2009 G Issue 13246
السبت 06 محرم 1430   العدد  13246
يومٌ للغضب والوحدة الفلسطينية

 

وجهت إسرائيل في مطلع العام الميلادي الجديد للضمير العالمي وللإنسانية جمعاء, لطمة ووصمة عار جديدة ضربت بها جباه ووجوه كل مفاهيم حقوق الإنسان ومعاهدات الحروب ومواثيق المجتمع الدولي وتشريعات القانون العالمي، حينما واصلت قصف الأبرياء الفلسطينيين متذرعة بحربها ضد حماس التي أكلت في طريقها الأخضر واليابس، وداست بأدوات قتلها المدنيين والعزل، وكان آخرها مذبحة قصف أحد المنازل وقتل سكانها من نساء وأطفال ذهبوا كضريبة مزايدات الحقد وبورصة نشر الكراهية المتنامية التي يتفنن ساسة تل أبيب في تفعيلها من حين لآخر.

ويوم أمس أطلق الفلسطينيون (يوم الغضب) بعيد صلاة الجمعة؛ حيث انطلقت المظاهرات في الضفة ضد مذابح قراصنة العصر في غزة وهبَّ فلسطينيو الضفة إلى نجدة إخوانهم بتلك المظاهرات التي قد تكون مقدمة إلى انتفاضة جديدة، سوف ترهق العدو وتعيد ترتيب الأوراق من جديد على أسس وحسابات أخرى ومختلفة، سواء في نظرة إسرائيل إلى واقع الأحداث أو على مستوى الداخل الفلسطيني الذي، وكما فرقته أطماع السياسة والاقتسام في السيطرة بما سبق، فإن حمامات الدم يبدو أنها سوف تعيد إليه نوعا من اللحمة والاجتماع في وجه آلة القتل الإسرائيلية المستمرة، ولعل ذلك ما يتضح في شعارات تلك المظاهرات التي تصدر عناوينها شعار(يا فتح يا حماس وحدتنا هي الأساس) بالإضافة إلى رمزية رفع العلم الفلسطيني وحدة في تلك المسيرات بدون أعلام الفصائل الأخرى سواء كانت فتحاوية أو حمساوية أو غيرها.

تحدثنا بالأيام الماضية، وبشكل متواصل، من خلال هذه الافتتاحية عن كينونة وطبيعة هجمة الإبادة الإسرائيلية، وما يهمنا اليوم هو القول: أن واقع الأشقاء الفلسطينيين يحتم عليهم بذل المزيد من الجهد لأجل ترقيع ما أصاب رداء الوحدة من ثقوب، وذلك ما يتم من خلال الابتعاد ولو في الوقت الحالي على الأقل عن اتهامات التخوين سواء من بين الفصائل وبين بعضها أو ضد الدول الأخرى، خصوصاً إذا ما أرشدنا استشرافنا للأحداث أن الأرض الفلسطينية مقبلة على نوع من الغليان الذي قد يترجم باندلاع انتفاضة جديدة أو عودة العمليات الفدائية التفجيرية,التي تحتم توحيد الخطاب والعمل سواء كان تفاوضياً أو على صعيد المقاومة، وهذا ما يقودنا أيضا إلى الحديث عن مسار الجهد الدبلوماسي العربي الموجه إلى الفضاء الدولي، والذي يحتاج إلى دعم فلسطيني وموازاة تكون بما سبق الحديث عنه من تكاتف داخلي وعقلانية خطاب وتحرك، بالإضافة إلى الابتعاد عن بعض المواقف الارتجالية المربكة التي لا تزيد الموقف العربي إلا ضعفاً وتشتتا، كمطالبات البعض بسحب مبادرة السلام العربية التي تعتبر اللقمة الغليظة في حلق إسرائيل صعبة الابتلاع، والمساهمة بشكل كبير في تعرية إسرائيل وكشف مغالطاتها ومناوراتها ورغبتها الزائفة بالسلام.

****




 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد