Al Jazirah NewsPaper Saturday  03/01/2009 G Issue 13246
السبت 06 محرم 1430   العدد  13246
فك الارتباط النفسي بين الأسواق المحلية والأمريكية مفتاح العودة إلى التوازن
البورصات الخليجية تتحول من التفاؤل في بداية العام إلى خسائر تاريخية

 

«الجزيرة» نواف الفقير

أنهت أسواق المال الخليجية عامها الماضي بخسائر كبيرة مسجلة أرقاماً قياسية في الانخفاض لم تشهدها منذ سنوات متأثرة بالأزمة المالية العالمية.

وكانت سوق دبي أكثر الأسواق تأثراً حيث سجلت انخفاضاً وصل 72% وقد كان السبب الرئيس في ارتفاع نسبة الانخفاض ما طرأ على سوق عقارات القطاع الرئيس في الإمارة من تأثر سلبي.

وأتت السوق السعودي في المرتبة الثانية حيث وصلت فيها نسبة الانخفاض 57% والتي إن أضيفت إليها خسائر عام 2006 تكون قد وصلت إلى مستويات قياسية من المستويات السعرية الدنيا من الانخفاض.. في الوقت نفسه كانت خسائر السوق عام 2008 أشد وطأة من عام 2006م.

وأتت سوق أبوظبي في المرتبة الثالثة بنسبة انخفاض 48% ثم الكويت بنسبة 38% متأثرة بأنباء البنوك التي خسرت في الأسواق المالية العالمية.

ثم الدوحة بانخفاض 28% وعمان 40% والبحرين بنسبة 35%. وتودع أسواق الخليج عام 2008م مثقلة بما حققته من خسائر لم تكن متوقعة متأثرة مباشرة بأسواق المال العالمية أو كأثر معنوي تقتفي فيه أسواق العالم.

وإلى ذلك قسم خبير اقتصادي أداء سوق المال الخليجي خلال العام المنصرم إلى قسمين، أحدهما شهد تفاؤلاً بينما خيّم على الآخر التشاؤم والانحدار المستمر في مساره، بينما يشير محلل مالي إلى تشابه الأداء في سوق المال الخليجي خلال العام المنصرم..

وفي استقراء (الجزيرة) لآراء المختصين والخبراء الذين التقتهم، تشابهت الآراء بينهم في تقييمهم لأداء أسواق المال الخليجي للعام 2008 حيث أشار المحلل الاقتصادي محمد العمران إلى أن أداء السوق السعودي في 2008 يقسم إلى قسمين فالأول وهو من بداية العام 2008 حتى الشهر السادس من العام شهد نوعاً من التفاؤل بعد عملية الإدراجات الضخمة مثل (الإنماء) و(زين) التي تعتبر الأكبر في تاريخ السوق السعودي من ناحية القيمة السوقية. والقسم الآخر وهو النصف الثاني من 2008 شهد مساراً هابطاً وتحديداً منتصف النصف الثاني حيث شهد خسائر حاول أن يقاومها السوق ويتماسك خاصة في الشهر الأخير من 2008م. ويضيف العمران أن 2008 يعتبر أسوأ عام في تاريخ سوق الأسهم السعودي من بدء إنشائه من حيث الأداء حيث شهد نسبة خسائر تاريخية.. من ناحيته يشير الخبير المالي محمد العمران إلى أن جميع أسواق المال الخليجية شهدت أداء متشابهاً في 2008 باختلاف نسب الخسائر حيث تعتبر الخسائر الأكبر والأعنف حدثت في سوق دبي والأقل عنفاً في سوق الدوحة

من جهته - عبر اتصال هاتفي مع (الجزيرة) - أكد المحلل المالي البحريني طارق الطارق أن أداء الأسواق تأثر بسبب القطاع المصرفي في هذه الأسواق، ويضيف ل(الجزيرة) أن الانهيارات التي حدثت في هذه الأسواق أتت على الرغم من أن بعض المصارف الخليجية لم تعلن خسائرها الحقيقية حتى اليوم، ويشير الطارق من أن الأداء لهذه الأسواق في 2008 سيستمر في حالة عدم اتخاذ إجراءات فعالة من السياسات المالية لمواجهة الأزمة.

وكان عدد من المحللين قد تحدثوا في وقت سابق لبعض وسائل الإعلام عن أداء أسواق المال الخليجي حيث أوضح مدير قسم الأبحاث والدراسات في شركة الفجر للأوراق المالية د. محمد عفيفي أن الأزمة قد أثرت على الأداء العام للأسواق، وأضاف أن فك الارتباط النفسي الحادث الآن بين الأسواق المحلية والأمريكية مفتاح عودة الأسواق إلى توازنها وعودة أسعار الأسهم إلى حقيقتها وتضييق الفجوة التي اتسعت بين الأسعار العادلة لتلك الأسهم وما يتم التداول عليها.

كما أكد الرئيس التنفيذي لشركة شعاع كابيتال للأوراق المالية المحلل المالي محمد علي ياسين مرحلة تخوف المستثمرين ما زالت قائمة نتيجة لمتابعتهم الأسواق المالية العالمية واعتقادهم بأن أسواقنا ستتحرك بالاتجاه نفسه وهو أمر غير منطقي. وأضاف ياسين (يجب على المستثمرين أن تكون لهم نظرة استثمارية متوسطة المدى على الأقل عند استثمارهم في أسواق المال المحلية، والابتعاد عن المضاربات المالية كونها ستؤدي بهم إلى خسائر مستمرة تقضي على ما تبقى من رؤوس أموالهم).

ويعاود الخبير المالي محمد العمران حديثه ل(الجزيرة) عن الأداء المتوقع للعام 2009 بقوله من أن الربع الأول سيكون صعباً على هذه الأسواق ولكن الثلاث الأرباع المتبقية من المنتظر أن تشهد ارتفاعاً وأداء أفضل يعيد لهذه الأسواق توازنها واستقرارها.




 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد