Al Jazirah NewsPaper Saturday  03/01/2009 G Issue 13246
السبت 06 محرم 1430   العدد  13246
أحرجتني ابنتي يا معالي الوزير؟
محمد عبدالله الحميضي

 

كلنا نعلم أن المناهج الدراسية يجب أن تتغيّر وتتجدّد بعد كل فترة من الزمن حسب تغيّر الظروف والأحوال التي يعيشها المجتمع وحسب متطلباته وحاجته لهذه المناهج لكي تواكب التطورات الاجتماعية وتخدم المجتمع بكافة طبقاته. كما أنها يجب أن تكون بمستوى فهم الطالب لا أن تكون رموزاً يُبحث عن من يقوم بفك طلاسمها كل يوم. ومع تصفحي لبعض المناهج ومعاناتي مع أبنائي وجدت أنها لم تكن في مستوى فهم وإدراك الطالب، حيث إن خريجي الجامعات وحتى معلّم المادة يواجه حرجاً في حلّ بعض مسائل المرحلة الابتدائية وحتى الدنيا منها مثل الصف الثالث والرابع وغيرهما من بقية الصفوف التي يجب أن تكون سهلة ميسّرة. أتذكر أننا في الماضي كنا مع معلمين درّسونا في سنوات مضت وهم يحملون مؤهلات الصف السادس فما دون ومع ذلك أبدعوا في تدريس المناهج القديمة التي رغم أنها ليست في المستوى المطلوب لتحقيق طموحات الطلبة إلا أنها على الأقل لم تكن عائقاً أمام الطلبة في سبيل استيعابها وحل مسائلها مع استطاعة الطالب متابعة المعلم في زمن يندر فيه المتعلّم من أولياء الأمور الذين من المفترض منهم متابعة أبنائهم ومع ذلك كافحوا وتعلّموا وساهموا في بناء مجتمعهم، ففي معظم المناهج الحالية حولت مواضيعها إلى ما يشبه الألغاز وطلب من الطالب البحث في البيت لحلّها في غياب المعلّم والمعلّمة اللذين يقومان بشرح ما خفي على الطالب، بل يكتفي البعض منهم بإعطائه واجباً مدرسياً للطالب لحلّه في المنزل دون أدنى توضيح مما يجعل البيت يعلن حالة استنفار للبحث عن الإجابة. وغالباً لا يستطيع أحد الإجابة من الإخوة وحتى الوالدين ثم تبدأ عملية الاستنجاد بمعلّم أو معلّمة المادة ليعلن هو الآخر عجزه المبدئي لأنه أعطاه الطلبة واجباً منزلياً لعله يجد إجابة مقنعة من أحد من أولياء الأمور ليبني عليها إجابته في الغد للطلبة وفي حالة خلو الدفاتر من الإجابة فإن المعلم يجتهد بما يراه مناسباً لحلّها دون تدقيق من أولياء الأمور أو الطلبة فيما كتب، حيث يقولون المعلم هو الأدرى بذلك وتتكرّر هذه العملية مع معظم المسائل والدروس في مناهجنا في المرحلة الابتدائية التي من المفترض أن تكون سهلة تنمي في الطلبة والطالبات حب البحث والاطلاع تحت إشراف المعلمين داخل المدرسة مع حمل معلوماتهم للتطبيق عليها في منازلهم خارج المدرسة. وعلى سبيل المثال فقط وليس حصراً على هذه المعلومة ما ورد في كتاب التوحيد الصف الرابع الابتدائي في صفحة 18 (مكان العبادة: المسجد، المنزل، غرفتي الخاصة، مجلس الضيوف، الشارع، السوق) والمطلوب من الطالب تحديد (ما هي العبادة قولاً وعملاً في هذه الأماكن؟).

كيف لطالب لا يتجاوز العاشرة أن يعرف العبادة في السوق قولاً وعملاً والشارع ومجلس الضيوف. هل نقول له غض البصر وهو لا يعرف معنى علاقة الرجل بالمرأة الأجنبية أو نقول له الصدق في البيع والشراء وهو لم يصل إلى هذه المراحل التي يجب أن تكون في المرحلة المتوسطة أو الثانوية. وبذلك تبقى هذه المعلومات أكبر من إدراك الطالب وتكون عائقاً أمامه للتفكير والإبداع ويتعوّد على أخذ المعلومة من الآخرين لعجزه عن التفكير والاستنتاج في معلومات هي أكبر من سنه. مع اعتماد معظمها على التلقين والحفظ مع إعطاء المعلّم والمعلّمة واجبات للطالب لم تكن موضحة له أو ربما كانت هي في الأصل وضعت لحلّها معاً في الفصل من قِبل المعلّم ومشاركة مع الطلبة، حيث سيبقى أولياء الأمور عاجزين عن تقديم المساعدة لابنهم الذي يرتجف في صباح كل يوم لعجزه عن أداء الواجب مع خوفه من المعلّم والمعلّمة لعدم أداء واجبه بالشكل الصحيح لعدم استطاعته فك رموز لم يعرفها جميع من في البيت وربما كانت سبباً في تدني مستواه وكرهه للمدرسة.

شقراء



 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد