سنتناول اليوم الحديث عن الروأكيوتان Roaccutane. ذلك الدّواء الذائع الصيت والذي شَغل الناس وغيّر من مفاهيم طب الجلد، وبشكل خاص استعماله في المرض الأكثر شيوعاً ألا وهو حب الشباب.

سيكون الحديث بجزئين، وعلى مدى أسبوعين متتاليين، ويشاركنا اللقاء الأطباء الآتون من عيادات ديرما: (الدكتور عبد الله العيسى، الدكتور أحمد العيسى، الدكتور عبد الله السماري، والدكتور محمد غياث التركماني).

وسنحاول في هذا اللقاء الردّ على جميع الاستفسارات والأسئلة التي تخطر ببال الأشخاص المؤهلين لإستخدام هذا النوع من العلاج وأهلهم وذويهم أيضاً.

لقد تمّ استعمال الروأكيوتان منذ بداية الثمانينات وهو عبارة عن مشتق من الفيتامين A، كما يوجد هذا المشتق بصورة طبيعية وبكميات ضئيلة في الجسم.

يتوفر الروأكيوتان على هيئة كبسولات بتركيز 10 ملغ و20 ملغ تعطى عن طريق الفم.

* كيف يعمل هذا الدواء؟

- من المعلوم أنّ حبّ الشّباب بشكل عام يتكون نتيجة أربع عوامل أساسية وهي زيادة الإفراز الدهني، وسوء تقرّن في فوهة الشعرة إضافة لوجود التهاب جرثومي مرافق وعملية التهابية مساعدة. وبالتالي فإن دواء الروأكيوتان يقوم بالسيطرة على تلك العوامل السابقة الذكر الأربعة. فهو يقلل من إنتاج الدهون من الغدد الدهنية، ويحسّن من سوء التقرن الحاصل في فوهة الأجربة الشعرية، كما أن له تأثير مقاوم للالتهاب الجرثومي المرافق والعملية الالتهابية الحاصلة.

* هل هذا الدواء مخصص لحبوب الشباب الشديدة فقط؟

- الحقيقة أنّ استعمال هذا الدواء في حب الشباب لم يعد مقتصراً على الحالات الشديدة منه. في البداية كان يوصف الدواء للأشخاص الذين لديهم حب شباب من النوع الكيسي والعقيدي الشديد، أو في أنواع حب الشباب التي لا تستجيب على العلاجات التقليدية المعروفة.

لكن حالياً يوصف الروأكيوتان حتى في الحالات المتوسطة إلى الخفيفة من حب الشباب، ولم يعد مقتصرا على الحالات الشديدة. وخاصة في الحالات التي نتوقع فيها ظهور ندبات لحب الشباب. فلماذا الانتظار حتى ظهور الندبات ثم نأخذ القرار بتناول هذا الدواء.

* هل هناك مدة زمنية محددة لإعطاء الدواء؟.

- إن إعطاء الدواء لا يعتمد مطلقاً على زمن معيّن كما هو معروف عند البعض (6 أشهر) والجرعة تتعلق دوماً بوزن المريض، فالأشخاص البدينين يتطلبون جرعة أعلى من الأشخاص ذوي الوزن السوي أو القليل. كما أنه هناك عوامل أخرى تلعب دوراً في المدة الزمنية ومنها درجة الاستجابة للعلاج أو الترافق مع بعض الآثار الجانبية التي ممكن أن تحصل.

ويتساءل كثيرون ما هي الجرعة اللازمة؟.. الحقيقة أننا نقوم بوزن الجسم ثم نضرب هذا الوزن بـ120 ملغ. فالشخص الذي وزنه 50 كلغ مثلاً يحتاج إلى (50 ? 120 = 6000 ملغ). وهذا يعني لو تناول الشخص 20 ملغ في اليوم فهو يحتاج إلى 10 أشهر من العلاج.

* هل هناك من أوقات معينة يجب تناول الدواء فيها؟

- من الضروري جداً تناول الدواء بعد الطعام أو أثناءه لأن امتصاص الدواء يتطلب وجود الدهون في الدم. وبالتالي من الضروري التركيز على تلك النقطة بضرورة أخذ الدواء مع الأكل أو بعده مباشرة. ووجد أن استعمال الدواء بعد 1 ساعة من الطعام يقلل من نسبة امتصاصه بنسبة 50%. وتجدر الإشارة هنا أنه ليس من الضروري مضاعفة الجرعة في اليوم التالي في حالة نسيان الدواء اليوم مثلاً، لأن ذلك لن يُحدث فرقاً كبيراً في العلاج.

* وماذا عن الآثار الجانبية يا دكتور؟.

- أعتقد أن هنا بيت القصيد وهنا يكمن أيضاً عديد من الأسئلة التي تدور ببال الأخوة والأخوات.

إن المحظور الرئيس والهام جداً هو في عدم حصول الحمل إلا بعد توقف العلاج بفترة زمنية وهي شهر واحد على الأقل. وبالتالي لا يُنصح للنساء بحدوث الحمل إلا بعد انقضاء 1 شهر على الأقل من وقف تناول الروأكيوتان. وللأسف الشديد أن هناك كثير من الأطباء والعاملين في المجال الطبي أيضاً يقولون لمرضاهم بعدم حصول الحمل إلا بعد 6 أشهر أو 1 سنة من توقف العلاج. وهذا خطأٌ شائع. وتُنصح النساء المتزوجات باستعمال موانع الحمل واحد شهر قبل تناول الدواء وأثناء تناول الدواء وواحد شهر بعد توقف الدواء.

وهذا الأمر جديٌ جداً لأن تناول الدواء وحصول حمل قد يُحدث تشوهات في الجنين وهذا الأمر غير مطلوب وغير مرغوب به على الإطلاق.

* ما هي نسبة حدوث التشوهات الجنينية أثناء تناول الدواء عند المرأة الحامل؟

- تذكر الأبحاث أنّ نسبة حدوث مثل تلك التشوهات هي في حدود 20% أي عند خمس النساء الحوامل اللواتي يتعاطين هذا الدواء. وفي جميع الأحوال لا نستطيع تخمين أو توقع من هي المرأة الحامل التي ستلد جنين مشوّه وبالتالي مهما كانت النسبة ضئيلة يستدعي منا الأمر أن نكون جديين جداً في التعامل مع النساء الحوامل وأن نمنعهن بشكل مطلق عن استعمال هكذا دواء. ولذلك قامت الشركة المصنّعة بتوزيع كتيّبات توعوية للنساء بخصوص عدم حصول الحمل أثناء تناول الدواء وواحد شهر قبل وبعد تناوله.

* هل هناك ضرر على الجنين عند الأم الحامل إذا تناول الزوج الروأكيوتان؟.

- هذا السؤال مهم جداً والحقيقة أنه لا يوجد أي ضرر على الجنين عند المرأة الحامل إذا تناول الزوج الروأكيوتان حتى ولو كان يتناول جرعات عالية وتمّ الجماع يومياً وهذا مثبت طبّياً. كما أن الروأكيوتان لا يؤثر على خصوبة الرجل فهو لا يؤدي للإقلال من عدد الحيوانات المنوية أو إضطراب حركتها.

في الأسبوع القادم إن شاء الله سنتابع الحديث عن الروأكيوتان وسنبدأ بالآثار الجانبية التي ممكن أن تحصل مع هذا النوع من العلاج.