Al Jazirah NewsPaper Monday  05/01/2009 G Issue 13248
الأثنين 08 محرم 1430   العدد  13248
خالد المالك في ندوة صريحة أمام إعلاميي الرياض:
نعم لتحويل المؤسسات الصحفية إلى شركات.. نعم للإعلان عن أرقام توزيع الصحف.. ونعم للمنافسة الحقيقية بين الصحف

 

كتب- يوسف العتيق

تحدث الأستاذ خالد بن حمد المالك رئيس تحرير صحيفة الجزيرة إلى إعلاميي منطقة الرياض في لقائهم الشهري عن كثير من القضايا التي تشغل الوسط الصحفي والإعلامي في محيطه الكبير وأعني به الإعلام السعودي، ومحيطه الآخر وأعني به صحيفة الجزيرة.

بدأ الأستاذ عبد الرحمن النامي مدير الحوار حديثه بتقديم لمات مختصرة عن اللقاء الشهري لإعلاميي منطقة الرياض والذي بدأ في العام (2006م) واستضاف العديد من الوجوه الإعلامية البارزة، مثل صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن سلمان رئيس مجلس إدارة المجموعة السعودية للأبحاث والتسويق، وسعادة الأستاذ تركي بن عبد الله السديري رئيس هيئة الصحفيين السعوديين، رئيس تحرير الزميلة صحيفة الرياض، والدكتور فهد الحارثي الإعلامي المعروف، ثم قال مدير الأمسية في إشارة منه إلى عدم الإطالة في التعريف بالضيف (لن أقدمه بل هو من يقدم الآخرين) مشيراً إلى تميز صحيفة الجزيرة بتقديمها الكثير من الوجوه الإعلامية للمجتمع والتي عملت في أكثر من مجال وأكثر من صحيفة ومطبوعة محلية وعربية خلال رئاسة تحرير الأستاذ خالد المالك لها.

طلب مدير الحوار من الأستاذ المالك تعريف الحضور بنفسه وبداياته الصحفية، وهذا ما قابله الأستاذ خالد المالك بالاعتذار، مفضلا أن يكون الحوار عن هموم الصحفيين ومشاكلهم، وعن الرؤية الصحيحة للصحافة التي ننتسب إليها، شاكرا الحضور الذين لم تعيقهم برودة الجو عن الحضور والمشاركة والتفاعل مع هذا الموضوع، مع شكر وتقدير خاص لإعلاميي منطقة الرياض على هذه الأمسية والتي تمنى لها المالك التفوق والاستمرار.

التطوير رؤية وإستراتيجية

وفي استفسار عن الجديد في الجزيرة وخطوات التطوير في العام (2009) أشار المالك إلى أن الجزيرة لم تنقطع عن جوانب التطوير، وأنها شملت العديد من الجوانب في القطاعات التحريرية، والإخراجية وتطوير الموظفين وتأهيلهم.

وشدد المالك على أن التطوير في صحيفة الجزيرة له إستراتيجية قائمة ومستمرة، ومنظمة في مسيرتها.

بين المسائية والأسرة

وفي تعليق من الأستاذ خالد المالك إجابة منه عن استفسار عن احتجاب المسائية والإعلان المتزامن مع احتجابها عن صحيفة الأسرة، تحدث الأستاذ خالد المالك عن ظروف احتجاب المسائية مبينا أنه وكما كان له مع زملائه أعضاء مجلس الإدارة دور بولادتها إلا أنه وبموافقة أعضاء مجلس الإدارة كان شريكاً في قرار احتجابها.

وأوضح الأستاذ خالد المالك أن مشكلة المسائية، ليست مالية، كما أن الجانب التحريري لم يكن السبب في احتجابها بل إن مشكلة المسائية - بحسب المالك - كانت في التوزيع، فصحيفة عنوانها المسائية، من الطبيعي أن تطبع في الساعة الرابعة بعد الظهر، أي أنها تحتاج إلى أسطول كامل لتوزيعها في وقت مبكر بمفردها في المملكة وهي دولة كبيرة ومترامية الأطراف، هذه القضية هي التي جعلت فرصة نجاح المسائية ليست مستقرة، وهذا ما جعلنا - والحديث للمالك - نخاطب المقام السامي بالرغبة في حجب صحيفة المسائية عن الصدور، وأخذ تصريح بإصدار صحيفة الأسرة.

صحيفة الأسرة: ليست نسائية!!

تحدث المالك عن هذه الصحيفة وأنها قد أخذت كامل الإجراءات الحكومية لقيامها، وبين المالك أن هذه الصحيفة وإن تأخر صدورها، فإن قيام مثل هذه الصحيفة يحتاج إلى توافر الكثير من المقومات التي تضمن لهذه الصحيفة النجاح والمنافسة بشكل يرضي القائمين عليها.

وبين المالك أن هناك أخبارا سارة في هذا المجال فالنية موجودة وقائمة، كما أن الجزيرة تعمل على إيجاد قسم نسائي مستقل في الصحيفة، ويشدد المالك في الوقت نفسه أن صحيفة الأسرة ليست نسائية، وإن كان سوف تهتم بقضايا المرأة وسيكون العنصر النسائي حاضرا فيها إلا أنها صحيفة تخص الأسرة بكل أفرادها وشؤونها وشجونها.

إعلان أرقام التوزيع حق للمعلن والقارئ!!

وتعليقا على الخطوة غير المسبوقة في تاريخ الصحافة السعودية والتي قامت بها صحيفة الجزيرة من كشف عن أرقام توزيعها بين الأستاذ خالد المالك أنه سبق وأن كتب مقالا في منتصف العام (2005) تحت عنوان (لماذا التحفظ على حجم التوزيع) وأن هذا التوجه موجود لديه منذ فترة ليست بالقريبة كما هي رغبة مجلس إدارة المؤسسة، وحين أتى الوقت المناسب للقيام بهذه الخطوة لم تتردد مؤسسة الجزيرة في نشر أرقام توزيعها.

ولم يشأ ضيف الأمسية خالد المالك أن يتجاوز هذه الموضوع دون أن يسلط الضوء على جوانب مهمة منه، ومنها:

أن الكشف عن أرقام التوزيع خطوة قامت بها الجزيرة، وأنها لم يستهدف بها أي صحيفة معينة، بل الهدف الأساس من هذه الخطوة هو إشعار القارئ والمعلن والكاتب وكل من لديه خبر أو موضوع ويرغب في نشره عبر الصحيفة بأرقام توزيعها.

ويقول المالك: وفي الوقت نفسه فإن هذه الطريقة أجدى من مخاطبة مؤسسات التحقق من الانتشار.

ولم يفوت المالك هذه الفرصة دون أن يقف عند من يقول إن ما أعلنت عنه الجزيرة من أرقام ساهم في مضاعفة أعدادها ما توزعه الصحيفة بالمجان في الجامعات وغيرها من كراسي البحث والاتفاقيات مع هذه الجهات.

أجاب المالك بأنه ليس لديه مانع من أن يعلن عن أرقام التوزيع دون ذكر ما يدخل تحت هذا الإطار من أجل تشجيع بقية الصحف للكشف عن أرقام توزيعها.

ويقول المالك إن هذه الخطوة مع الجامعات وغيرها لا تعد من باب توزيع الصحيفة بالمجان، بالجامعات تقدم لصحيفة الجزيرة خدمات متعددة، منها ورش عمل في المجال الإعلامي والصحفي، ووضع دراسات وخطط لتطوير الصحيفة، كما أن هناك كتبا تعد خصيصا لهذا الموضوع وندوات ومحاضرات وغيرها، كل هذا يدخل في الاتفاقيات التي تعقدها الصحيفة مع الجهات والمراكز البحثية.

وبين المالك أن حجم توزيع الجزيرة زاد بعد إعلانها لأرقام توزيعها، لكن يجب أن لا يربط هذا بالإعلان والكشف عن أرقام التوزيع فقط، بل هي خطة تسير عليها صحيفة الجزيرة للتطوير والتواصل مع أكبر شريحة ممكنة من القراء.

المالك ختم حديثه في هذه الفقرة بقوله: يجب أن لا تقيم مستويات الصحف من باب حجم توزيعها، بل يجب أن تكون نظرة التقييم شاملة وموضوعية وأن ينظر إلى الصحيفة من ناحية ما يطرح فيها من موضوعات ومستوى إخراجها وطباعتها.

لا تستعجلوا هيئة الصحفيين

وإجابة عن سؤال من أحد الصحفيين وجهه لخالد المالك عن وجود ميثاق شرف لأخلاقيات مهنة الصحافة، أجاب المالك بأهمية هذا الموضوع، ومن المهم أن تقوم هيئة الصحفيين السعوديين بخطوة في هذا المجال، وأن هذا الجانب ليس في نظام الهيئة الآن لكن من الممكن مناقشة الموضوع في اجتماعات الهيئة.

الصفحة الأولى

وفيما يتعلق بالصفحة الأولى من الصحيفة، وطغيان المادة الإعلانية عليها، لم يتردد المالك في القول بأن الصفحة الأولى لها احترامها ويجب أن تحتوي على الحجم المناسب من الأخبار، وبين المالك أن هناك توجيهات في هذا المجال للصحف، إلا أن الصحف في بعض الأحيان تضعف أمام الإغراء المادي ورغبة المعلنين، لكن يجب أن تكون الأخبار في الصفحة الأولى تحتل المساحة المناسبة.

ليس بيننا فجوة!!

وعما يثار من فجوة بين رؤساء تحرير الصحف، أكد المالك تميز العلاقة بينه وبين الزملاء رؤساء التحرير وبين أنها علاقة تاريخية قبل وصولهم إلى هذه المواقع، وأن كرسي رئاسة التحرير لا يستمر بل طبيعة الحياة تقتضي أن ينتقل من شخص لآخر أما العلاقة الشخصية بين الزملاء فهي مستمرة، سواء كان الصحفي على رأس عمله أو خارج بلاط صاحبة الجلالة.

لن أجيب على هذا السؤال!!

وتضمنت مداخلة الأستاذ علي الشدي محورين لم يعلق عليهما الأستاذ خالد المالك فالمحور الأول حين قال الشدي إن الأستاذ خالد المالك مع كثرة ساعات دوامه في الصحيفة، إلا أنه لم يقصر في واجباته الأخرى، فهو يؤلف ويعد الكتاب، كما أنه يقوم بواجباته الاجتماعية على خير وجه، وهذا يدل على حكمته وحسن إدارته للوقت.

ومع أن هذه المداخلة لم تجد تعقيبا من المالك ومثلها حين سأل الأستاذ علي الشدي عن ظاهرة كثرة مدح رؤساء التحرير الصحف في صحفهم، قال المالك بأنه لن يجيب على هذا السؤال، في إشارة منه فهمها الحضور بأنه يحترم توجهات الصحف الأخرى وما يطرح فيها دون تعليق منه!!

الصحف شركات مساهمة

وجوابا عن سؤال عن تحويل الصحف إلى شركات مساهمة أثنى المالك على هذه الفكرة لأنها ستزيد في شفافية الصحافة، وستخفف من تسلط الفرد - أيا كان موقعه - في الصحيفة.

وكشف المالك النقاب عن أن هناك تصورا في هذا الموضوع رفع من صحيفة الجزيرة إلى معالي وزير الثقافة والإعلام، وقد قام به مكتب دراسات متخصص، يقول المالك: وأنا واثق من تفاعل معالي الوزير مع هذا المقترح فهو صحفي ورئيس تحرير ومدير عام مؤسسة صحفية سابقاً وهو بذلك علم بكافة التفاصيل الصحفية، كما أنه الآن يقف على رأس الهرم الإعلامي السعودي من خلال عمله وزيرا للثقافة والإعلام.

رواتبنا ليست قليلة

وفي إجابة عن سؤال لأحد الصحفيين عن تدني رواتب العاملين في الصحافة، نفى المالك هذا الأمر مبينا أن العاملين في القطاع الصحفي وبالأخص في السنوات الأخيرة تتفوق رواتبهم على رواتب نظرائهم في القطاع الحكومي أو القطاع الخاص، ويرى المالك أن تدني الراتب للصحفي إن وجد لا تتحمله المؤسسة الصحفية، بل يتحمله الصحفي، إذ إن الصحفي مطالب بأن يطور نفسه حتى يسير مرتبه بشكل تصاعدي.

الإعلان مصدر الدخل الرئيس

وبين المالك تحفظه على الحديث غير المبرر عن الإعلان في الصحف أحياناً، مبينا أن جميع الصحف السعودية الربحية تنظر في الإعلان على أنه مصدر الدخل الرئيس قياسا بمبيعات الصحف، أو الاشتراكات فيها، ويؤكد المالك على أن القيمة النقدية لأي صحيفة أقل من كلفة طباعتها، وبالتالي فمداخيل الإعلان هو التي تساعد الصحيفة على تطوير نفسها وبرامجها وتقديم الصحيفة بشكل مميز.

الحارثي شاهد على المالك والسديري

كانت مداخلة الدكتور الإعلامي فهد العرابي الحارثي أقرب للجانب التاريخي والأسلوب الطريف أكثر من كونها تعليقا على الهم الصحفي فذكر الحارثي ذكرياته عن صحيفتي الرياض والجزيرة والتي تعود إلى ثلاثين عاما مضت، وتحدث الحارثي عن المنافسة التي بينهما وتحدث في الموضوع نفسه عن العلاقة الحميمة بين ضيف الأمسية خالد المالك وزميله الأستاذ تركي السديري رئيس تحرير صحيفة الرياض، الحارثي يرى أن المنافسة بين الجزيرة والرياض كانت قبل أن يستلم الاثنان كرسي رئاسة التحرير فمنذ أن كانا رئيسان للقسم الرياضي في الصحيفتين (الجزيرة والرياض) فهما متنافسان بقوة وإثارة.

يختم الحارثي حديثه مازحا بأن المالك والسديري فرقتهما الصحافة، وجمعهما الهلال.

الصحافة العلمية قريبا في الجزيرة

وجوابا على تعليق أحد الحضور عن غياب الصفحات العلمية في صحفنا، قال المالك إن هناك تفاهما واتفاقا مع مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية بأن تقوم صفحة علمية في الجزيرة تتحول إلى ملحق إذا ما وجدت التجاوب المأمول بإذن الله، ومن ثم قد تكون مجلة.

لست منزعجاً

وبأسلوبه المشاكس والمثير سأل الأستاذ محمد الأسمري رئيس تحرير صحيفة الجزيرة: ألا يزعجك أن ترى مثل هذا الاجتماع خارج مبنى هيئة الصحفيين؟

أجاب المالك بأنه ليس منزعجا، بل يتمنى لو كان هناك أكثر من ملتقى مشابه لهذا الملتقى كونها تخدم الصحفيين، وهي لقاءات - بحسب المالك - لا ضرر منها، بل فائدة كبيرة.

جدير بالذكر أنه وفي آخر هذه الأمسية تحدث الأستاذ زيد بن كمي الحربي - وفي رد غير مباشر على الأسمري - وهو من مؤسسي هذا الملتقى الإعلامي بأن هذا الملتقى خرج من رحم الهيئة، وهم يسعدون بالهيئة الصحفية، وسعدوا باستضافة بعض أعضاء الهيئة في ملتقاهم والملتقى يلقى الدعم من هيئة الصحفيين.

الصحفي المتعاون والانتخاب

وفي قضية تشغل بال الكثير من الصحفيين المتعاونين وهم نسبة كبيرة داخل المؤسسات الصحفية، أجاب المالك على السؤال الذي يستوضح عن عدم أحقيتهم في التصويت في انتخابات هيئة الصحفيين، قال المالك بأن هذا الصحفي موجود بمؤسسة أخرى، وهي تقوم برعايته، وبالتالي لا يساوى بالصحفي المتفرغ والذي يعمل في ظل مؤسسته الصحفية.

في الجزيرة مركز تدريب

وتعليقا على حديث الدكتور سعود المصيبيح عن تأهيل الإعلاميين وما ذكره الدكتور عن عدم حضوره في المؤسسات الصحفية، مما نتج عنه ذهاب الصحفيين إلى جهات أخرى غير الصحافة.

تحدث المالك في هذا الموضوع بأن في صحيفة الجزيرة مركزا للتدريب، وأنها تقوم بدورها في هذا المجال.

منافسة تتناسب مع أعمارنا

وجوابا على سؤال للزميل حاسن البنيان عن المنافسة التي كانت قائمة بين صحيفتي الجزيرة والرياض، وكانت أكثر إثارة مما هي عليه اليوم، قال المالك - مازحاً - إن المنافسة آنذاك كانت متوافقة مع أعمارنا أنا وزميلي الأستاذ تركي السديري في تلك الفترة.

لكن المنافسة - بحسب المالك - باقية حتى الآن لكنها أخذت منحى آخر وهو تطوير آليات العمل وخدمة القارئ بتقديم المعلومة له بشكل مناسب.

ابن بخيت عودا على بدء!!

ومع أن المالك أشار للحضور بأنه تحدث لقناة الحرة عن جميع ملابسات الخطاب الذي وجه للكاتب الأستاذ عبد الله بن بخيت الكاتب في صحيفة الجزيرة سابقا، وكان مقتضى الخطاب عدم استمرارية ابن بخيت مع الصحيفة، تحدث المالك في عدة جوانب على رأسها أن الصحيفة التي تعتمد على شخص واحد سواء كان رئيسا للتحرير أو كاتباً أو غير ذلك، فإنها صحيفة معرضة للاهتزاز، وأنه آن الأوان أن لا يقدس أي شخص في الصحيفة بل تقدس الصحيفة الناجحة بالمعنى الشمولي.

كما بين أن الأستاذ عبد الله بن بخيت أخذ فرصة كبيرة في الجزيرة ومساحة كبيرة في حرية التعبير وأنها قدمته كاتباً مرموقاً، ونفى المالك في حديثه أن يكون خطاب الاستغناء أتى على خلفية معينة، مثل ضغط أو مطالبة من شريحة معينة من المجتمع فكتابات الأستاذ عبد الله معروف توجهها منذ بدايته ولم تكن سببا في الخطاب المشار إليه.

وكرر الأستاذ المالك الثناء على ابن بخيت ووصفه بالصديق، ونفى كل الشائعات في هذا المجال إلا أنه أوضح أن ملابسات هذا الخطاب يعرفها المالك وابن بخيت وطرف ثالث لن يفصح عنه المالك، وسيفصح عنه التاريخ في الوقت المناسب.




 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد