Al Jazirah NewsPaper Thursday  08/01/2009 G Issue 13251
الخميس 11 محرم 1430   العدد  13251
للرسم.. معنى
الفن الرقمي.. الإبداع الجديد
محمد المنيف

 

يتردد على الألسن عبارة الرسم الرقمي أو الفن الرقمي، البعض اتخذه عنوانا منفصلا مع أنه شامل المهام، فهذه النقلة الكبيرة التي أتت من رحم الكمبيوتر انطلاقا من التعامل مع الصورة الفوتوغرافية ثنائية الأبعاد التي كانت أول حقل للتجارب مع هذه الوسيلة وما تبعها من سبل التنفيذ في الرسم والتصميم تطورا إلى الأبعاد الثلاثية من نحت وهندسة ديكور وتصميم معماري وصولا إلى الفنون الحركية السينمائية والمسرحية وما اخترع أو أوجد لكل هذه السبل من برامج كالفوتو شوب والكرل درو والتون بون ستديو والثري دي ستوديو ماكس إلى آخر المنظومة مع ما جد واستجد في هذا العالم الإبداعي جعلنا في حيرة إلى أي من الفنون المعروفة سابقا ينتمي هذا الفن، هل يحسب على الفن التشكيلي، أم التصوير الفوتوغرافي، أو السينمائي، أو انه فن مختلف أصبح منافسا للقدرات اليدوية التي كانت الأصل في مختلف تلك الفنون .

قد يرى البعض على مستوى العالم رغم قلة عددهم وانحصارهم في حدود ضيقة أن هذا الفن يوازي ما يتم تنفيذه بالطرق التقليدية في الفنون التشكيلية، ومع ذلك لم تصل أصواتهم إلى تحقيق انتماء لهذا الفن مع أي من تلك الفنون العريقة، كما أن ما يتم القيام به عبر هذه البرامج من قبل المصورين الفوتوغرافيين يعد أحيانا تشويها للصورة البكر ونوع من الخداع عندما يصل الأمر إلى إصلاح الأخطاء التي ارتكبها المصور، كما أن هذه السبل تعد مخالفة ودليل ضعف في قدرات الفنان التشكيلي مباشرة لابتعاده بها عن جسور الإحساس بين الفنان وبين إبداعه، لهذا فالأمر يعود للكيفية التي يتعامل من التشكيليين والمصورين مع هذه البرامج وهذا الفن لاكتشاف إبداع جديد بقيم فنية مبتكرة تضاف للفنون السابقة لا أن تكون نسخا باهتة للفنون الحقيقية.

ومن المؤسف أن نجد من يخص بتسمية الفن الرقمي فنا دون آخر، ويفرد له هذه التسمية العامة التي تندرج تحتها العائلة السابقة لهذا الفن أو هذه الوسيلة أو البرامج بأن يشار إلى معرض تشكيلي بالفن الرقمي بينما نجد هذا التفعيل لتلك الأدوات والبرامج بشكل أكثر إبداعا وتوظيفا في معارض للتصوير الفوتوغرافي، ومع ذلك لم يعمم الاسم، بل أبقي على عنوان المعرض للفن الأصل، يبقى أن نقول هذا الفن عالما مختلفا لا زلنا نجهل ولادته ولا إلى من ينتمي حتى يأتي الوقت الذي يقام فيه معرض شامل لكل هذه التقنيات والبرامج المتحرك منها والثابت وما أحدثته من نقلة على مستوى العروض السينمائية أو المسرحية يحمل اسم الفنون الرقمية لنكتشف من خلاله الحقيقة وتتحدد هويته.

يقال (إن من خرج من داره قل مقداره) ففي استمرر الفنان أياً كان تخصصه في تطوير أدواته توثيقا لأصل إبداعه وضمانا لتحقيق التميز والنجاح فيه.

MONIF@HOT MAIL.COM



 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد