Al Jazirah NewsPaper Thursday  08/01/2009 G Issue 13251
الخميس 11 محرم 1430   العدد  13251
الانحياز الأمريكي الأعمى

 

الاعتداءات الإسرائيلية على غزة فضحت الدولة العبرية ودمرت صورتها أمام الرأي العام العالمي حتى إن المفوضة الأوروبية للعلاقات الخارجية بينيتا فيريرو فالدنر قالت لرئيس الدولة العبرية شمعون بيريز إن صورة إسرائيل دمرت عبر رفضها الاستماع إلى نداءات وقف إطلاق النار من جانب المجتمع الدولي. ومع ذلك يرد بيريز بكل عنجهية أن إسرائيل ليست قلقة على صورتها العالمية، مما يؤكد تماماً أن هذه الدولة لا تريد سلاماً مع العرب!.

وعنجهية الدولة الإسرائيلية مفهومة في ظل الانحياز الأمريكي الواضح والفاضح لاعتداءاتها التي لا يمكن تبريرها بأي حال من الأحوال؛ فقتل الأبرياء من الأطفال والنساء وكبار السن لا علاقة له بصواريخ (حماس) ولن يحقق الأمن لإسرائيل. فأمريكا التي استخدمت حق النقض (الفيتو) في مجلس الأمن 36 مرة لمنع إصدار قرار ضد الجرائم الإسرائيلية لن تخدم السلام في الشرق الأوسط، بل إنها تكون أداة في يد إسرائيل ترتكب بها جرائم الإبادة بحق الفلسطينيين العزل. وما تقوم به الولايات المتحدة الأمريكية حاليا من أجل عرقلة الجهود العربية في مجلس الأمن من أجل وقف مجازر إسرائيل وصمة عار في جبين الإدارة الأمريكية، ويضع علامات استفهام واستنكار كبيرة أمام قدرتها على أن تكون محايدة لتحقيق السلام في الشرق الأوسط، كما أن العجز الذي يهيمن على مجلس الأمن الدولي والمنظمة الدولية في وضع حد لعدوان وحشي يجعل مصداقية وحتى ضرورة بقاء مثل هذه المؤسسات على المحك.

ومن الواضح جدا أنه ليس من أمل في أن تقوم الإدارة الأمريكية الحالية تحت قيادة الرئيس جورج بوش بوقف الاعتداءات الإسرائيلية حتى تصل إسرائيل نفسها إلى قناعة بأن مجازرها في حق الأبرياء لن تحقق لها الأمن؛ فالأمن لن يتحقق إلا بإعطاء أصحاب الحق حقهم، وإنشاء الدولة الفلسطينية القابلة للحياة والتطور. وستخطئ أمريكا إذا استمرت في انحيازها الأعمى لأنها عندئذ ستكون الخاسر الأول وستفقد مزيدا من مصداقيتها كوسيط في الصراع في المنطقة، كما أنها ستهدم نتجية هذا الانحياز الأعمى أهم وأكبر منظمة دولية ساهمت في إنشائها وأسست على أراضيها عندما أبرم الحلفاء ومحبو السلام وثائق إنشاء الأمم المتحدة في سان فرانسيسكو في منتصف القرن الماضي.

***








 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد