Al Jazirah NewsPaper Thursday  08/01/2009 G Issue 13251
الخميس 11 محرم 1430   العدد  13251
صدى لون
علي الرزيزاء أصالة التراث!!
محمد الخربوش

 

يعتبر الفنان التشكيلي علي الرزيزاء من التشكيليين السعوديين المتميزين بل هو من جيل الكبار الذين كان لجودهم وحماسهم وحبهم لفنهم دور كبير في المساهمة في بناء مسيرة الحركة التشكيلية السعودية. يتميز الرزيزاء وهو أحد أبناء (أوشيقر) هذه البلدة النجدية العريقة التي تتميز هي الأخرى بأنها أحد الشواهد المميزة في طرز العمارة في نجد من خلال الاهتمام الكبير الذي يوليه أهل هذه البلدة أكثر من غيرهم في فن العمارة والبناء كما في الرواشين والمقاصير والشرفات والزخرفة الجبسية والنقوش وكل طرز البناء في نجد وشواهده المختلفة تشرب الرزيزاء كل هذه المعطيات التراثية منذ طفولته وألفتها عينه وعاشها لحظة بلحظة مما أوجد حالة من العشق بين هذا الفنان وهذه المعطيات والشواهد الجمالية، وبالتالي فإن مثل هذه الثقافة وهذا العشق لابد أن ينعكس على حية هذا الشاب الريفي الموهوب وهو ما حصل بالفعل فعندما نمت موهبة الرزيزاء وبدأت تظهر للعيان من خلال منجزاته الفنية كان لهذا النوع من التراث قصة وحكاية لدى الرزيزاء فجاءت معظم أعماله ومنجزاته الفنية محملة بكل شواهد العمارة وطرز البناء في نجد بشكل عام وفي (أوشيقر) بالذات بشكل خاص ومن هنا استطاع علي الرزيزاء أن يقدم للمشاهد والمتلقي شواهد موثقة لفترة خلت كان للعمارة والبناء في نجد خصوصية وعذوبة وتميز ذابت مع معطيات الحضارة المعاصرة وهيمنتها بما فيها أنماط البناء والعمارة. لقد استطاع الرزيزاء أيضاً أن يوجد له بصمة خاصة به دون سواه من خلال قدرة وتمكن واحترافية غير عادية وجاء توظيف اللون البني بكل درجاته واللون الذهبي بفخامة وجاذبيته ليؤكد احترافية ومقدرة الرزيزاء وسيطرته التامة على فضاء لوحاته مهما كان هذا الفضاء فسيحاً وأصبحت لوحاته ومنجزاته مطلباً للمهتمين والمتقنين لتميزها وقوة بنائها وتصميمها وتوغلها الجميل بكل تفاصيل وجزيئات ومعطيات العمارة النجدية بطرزها المختلفة وعلى الرغم من غياب الرزيزاء أو ربما غيابي أنا وعدم متابعتي مؤخراً حال دون إلمامي بجديد هذا التشكيلي العذب الذي أوجد للموروث الشعبي في مجال البناء والعمارة حكاية جذابة لكل الناشئة ومن هنا جاءت بعض الأسماء التشكيلية الأخرى التي استفادت من خبرات وتجارب الرزيزاء فظهرت أسماء عديدة لها نفس التوجه التراثي الجميل حتى أن بعضاً منها حاول أن يستقي من الرزيزاء كل التفاصيل والجزيئات حداً وصل إلى حد التقليد المباشر.

تحية لفناننا الكبير الرزيزاء الذي جاء محملاً بالإبداع الجمالي الذي استمده من الموروث الشعبي بكل عناصر المتعة والجمال بما يؤكد مقولة إن (الموروث الشعبي) كنز ومعين لا ينضب لكل المبدعين بما فيهم الفنان التشكيلي والذي يملك أدوات الإبداع ومعطياته الجمالية.




 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد