Al Jazirah NewsPaper Thursday  08/01/2009 G Issue 13251
الخميس 11 محرم 1430   العدد  13251
مأساة غزة ومواقف وطننا المشهودة
حمد عبدالله القاضي

 

نستطيع أن (نغزل) من الكلمات التي سقمناها على مأساة غزة خياماً ونقيم من الدموع أنهاراً!.

لكن ما جدوى الكلمات والدموع وأطفال ونساء وشيوخ غزة تراق دماؤهم وتطحن لحومهم ولا راحم لهم إلا الله ثم من رحم ربك!

في ذات الوقت الذي يفاقم آلامنا تخاذل قيادات الأمة العربية والإسلامية عن نصرة إخوانهم بل إن بعض القادة يزايد على مأساتهم، أو يضرم النار فيها من حيث يعلم أو لا يعلم!

في ذات الوقت نجد ما يقلص أو يخفف من آثار هذه المأساة هو مواقف بلادنا المملكة العربية السعودية مع أشقائنا في فلسطين في هذه المأساة.. وهنا أتحدث بعيداً عن عاطفتي بل من واقع ما أراه وأعيشه.

لنر ونقارن!

إنه في الوقت الذي التفت فيه بعض البلدان العربية وشعوبها (بالمظاهرات) العاطفية التي تبدأ بالصراخ أو التخريب وتنتهي بالإحباط والتبكيت، نجد (المملكة) استبدلت ما هو خير بالذي هو أدنى فقامت بحملة تبرعات باسم قائدها الشهم في تأمين الكساء والغذاء والدواء فضلاً عن الطائرات المحملة بكل ما يحتاجه أبناء الشعب الفلسطيني التي أمر بها خادم الحرمين الشريفين في أول يوم انطلقت فيه شرارة الحرب العدوانية الإسرائيلية، ناهيك عن فتح أرقى مستشفياتنا لاستقبال الجرحى الغالين.

***

ثانياً: منذ اندلعت شرارة الحرب جعل الملك عبدالله وولي عهده - حفظهما الله - هذه المأساة همهم ومناط اتصالاتهم ومتابعتهم واستقبالاتهم مع كل زعماء الدول وصناع القرار فيها.

***

ثالثاً: وزير خارجية بلادنا الأمير سعود الفيصل لم يقر له قرار منذ بداية مأساة الحرب فهو كل يوم في مكان من أجل نقل رأي بلاده وتسخير حضورها السياسي والاقتصادي من أجل السعي إلى إيقاف هذه الحرب الظالمة وفك الحصار، وكان آخر رحلاته إلى أمريكا لحضور جلسة مجلس الأمن وإلقائه ذلك الخطاب المؤثر الصادق أمام ممثلي العالم الذي شرح فيه آثار وأبعاد هذه الحرب المأساة وبشكل بالغ التأثير وبما لم يستطع أي مسؤول هناك أن يصل إلى مثل طرحه وشفافيته، منطلقا من سياسة بلاده الثابتة التي لا تتاجر بالشعارات وإنما هي تنطلق من سياستها الثابتة نحو قضية العرب والمسلمين الأولى.

***

بقي أن أقول أمام المزايدين على مواقف بلادنا وقيادتها إن علينا وعلى إعلامنا أن يبرز هذا البذل وهذه الجهود والمواقف السياسية والمادية لأبناء الأمة العربية والإسلامية لتكون الصورة أمامهم واضحة حاضرا وأمام الأجيال القادمة مستقبلاً.

رحم الله شهداء أبناء غزة وشافى جرحاهم ووحد صف أبناء فلسطين وقادة فصائلها فلا مكان للخلاف والاختلاف اليوم بعد أن وصلت السكين إلى عظام الأطفال والنساء والشيوخ.

إن أبناء غزة يريدون مواقف وأفعالا، لا كلمات وأقوالا ولا حول ولا قوة إلا بالله القوي الناصر.




 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد