Al Jazirah NewsPaper Thursday  08/01/2009 G Issue 13251
الخميس 11 محرم 1430   العدد  13251

يا مَولايَ ... مُجَوَّعُون
شعر: د. عبدالله بن ثاني

 

ألقيت هذه القصيدة بين يدي خادم الحرمين في لقائه بسماحة المفتي والمشايخ وطلبة العلم ورجال الفكر وأعضاء هيئة التدريس بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية يوم الثلاثاء 10-1-1430هـ.

هَذا المُقامُ فلا رَحْلٌ ولا سَفَرُ

وَمَا الرَّحِيلُ وقدْ زَانَ الثَّرى المَطرُ

أُلقي عَصَايَ وأُلقي رَحْلَ راحلةٍ

مَهْزُولةٍ هَدَّها الإضْلاعُ والحَسَرُ

عُذْراً أبا متْعب أتعبتَ مادِحَكُمْ

وَجَار فيما أرادَ البالُ والفِكرُ

جَاوزتُ حَدَّ القوافي في مَداك مَدىً

عَلَوتَ عنْها وفي أشطَانِها قِصَرُ

مَجْدٌ تَسَلسَل مِن عبدالعزيز إلى

إخْوانِ صدقٍ فما مَالوا ولا عَثَروا

إذ أسس المُلكَ من دِينٍ ومَنْصفةٍ

أجادَ غَرْساً وَهَا قدْ أيْنَعَ الثَّمرُ

مَنْ ذا يقارِبُهُ في بُعْد هِمَّتِهِ

عَنَّتْ لِسيرتِهِ الأعرابُ والحَضَرُ

مَهْلاً إذا مَسَحَ التاريخُ مَفْرقَهُ

لَكَانَ فيه لمَاضِي سَيْفِهِ أثَرُ

أشهدتُ ربّي ومَنْ في الأرضِ قاطبةً

أنِي بحُبِّك يا مولايَ أفْتخِرُ

قُلِّدتَ من أمةِ التوحيد بَيْعتَها

وَقُمْتَ فيها بِما لم تَحْمِلِ البَشَّرُ

بحكْمةٍ منكِ قد أصبحتَ مقْصدهُمْ

شَدُّوا إليك الرِّحالَ اليومَ وانْتظِرُوا

فللرِّيادةِ معنى أنْتَ تُدْركُهُ

كذلِك الشَمسُ والأفلاكُ والزُّهُرُ

هُنَا الحقيقةُ لا ما يَدَّعُون بِهِ

هَيْهَاتَ تَشتبِهُ الأشباحُ والصُوَرُ

مَوْلاي مِن لجراحٍ كلِّها نَزَفتْ

تَكَاثر الطَّاعِنونَ اليومَ وائتمرُوا

مَولايَ غّزَّةُ آهٍ كُلما ذُكرتْ

تَكَاد مِنْ هَمِّها الأكبادُ تَنْفطِرُ

مُجَوَّعونَ وإسرائيلُ تقْتلُهمْ

مُخَوَّفُونَ وَما في في القَوْم مُنْتَصِرُ

إياكَ أعْني وَيَدعُوكَ الإلهُ لَها

وَهَلْ يُعانَدُ أمْرُ الله والقَدَرُ

مِنْ قَبْلُ جَمَّعْتَهم حتى تُؤَلِّفهمْ

حَضَرْتَ أنْتَ وَذَاك الرُّكنُ والحَجَرُ

يَا ليتهم سَمِعوا بالأمس نُصْحَكُمُ

مَا كَانتِ اليَوْم بالأرْزاء تَسْتَعرُ

العاطفيونَ فيما حَلَّ إنْ نَظَروا

فَهَمْ خَطايا وأنْتَ الحقُّ والنَّظرُ

يَا وَيْحهم أوردُونا الذَُّل يا أبتي

وَعَزَّ في المُهْلِكاتِ السَّمْعُ والبَصَرُ

والظاعِنُون مَع الإرهابِ لَيْسَ لَهُمْ

سِوَى حُسَامِكَ ثمّ المُنْتَهى سَقرُ

لكي تبرِّئ هذا الدينَ مِنْ تُهَمٍ

إذْ لا عَليٌّ مَشَى فيها ولا عُمرُ

وَيَمْكُرون وَكان الله مُطَّلعاً

وَخَابَ ما دَبرُوا فيه ومَا مَكَرُوا

سَاءَتْ وُجُوهُهُمُ مِنْ سُوءِ فِعْلهِمُ

وَمَثْلُ وَجْهكَ يُستَسْقى بِهِ المطَرُ

حَتَّام يَصْطلمُ الإسلامُ من فِتَنٍ

سُودٍ تَحَالَفَ فيها النَّارُ والشَّررُ

جَمَعْتَ أهْل النُّهى مِنْ كُلِّ طائفةٍ

للسِّلم تدْعو وَبالإسلامِ تَأْتَمرُ

وَقَفتَ وَقْفةَ حقّ قد صَدَعتَ بهٍ

وَلَيس هَمَّك مَنْ غَابُوا وَمَنْ حَضَرُوا

بذا أمِرْتَ وذا أمْرُ الإلهِ لَنا

جَاءَتْ بِشرْعتِهِ الآياتُ والسُّوَرُ

حَمَلْتَ همَّ الوَرَى ثم اصطبرتْ لَهَا

وَقامَ لما عَدَلْتَ العِزُّ والظفرُ

مَوْلايَ شَعْبكَ إنْ أوْرَدتهم وَرَدُوا

حَوْضَ المَنَايا وإن صَدَّرْتَهم صَدَرُوا

رَبيعةُ الخَيلِ مِلءُ الأرضِ صَوْلَتُها

وأمَّةُ المَجْد في حَمْرائها مُضرُ

وللجَحَاجِح من قَحْطَانَ رايتُهمْ

إنْ وَاجهوا الموتَ ما هانوا ولا كُسِروا

مَوْلاي شعبُك مَأمونُ العُهود على

مَرِّ الجَدِيدَيْنِ مَا خَانُوا ولا غَدرُوا

سَيْفٌ بِكَفِّك لا تَنْبُو مَضَارِبُهُ

وَلَيْسَ يَخْذلُكُ الصّمْصَامَةُ الذَّكَرُ


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد