Al Jazirah NewsPaper Thursday  08/01/2009 G Issue 13251
الخميس 11 محرم 1430   العدد  13251
وزارة الصحة تفعل الحملة الوطنية وسعوديات يروين تجاربهن مع المرض
استشاريات وخبيرات: الفحص الذاتي حجر الأساس لاكتشاف سرطان الثدي

 

«الجزيرة» - ندى الربيعة

فعّلت وزارة الصحة ممثلة بالإدارة العامة للأمراض غير المعدية الحملة الوطنية للتوعية بالسرطان (نعم للحياة...لا للسرطان) في مركز الأمير سلمان الاجتماعي بالتعاون مع جمعية زهرة لسرطان الثدي وبوك بحضور مجموعة من السيدات من مختلف الفئات العمرية ولكن الأغلبية اللواتي حضرن كن من صغار السن.

والقت استشارية النساء والولادة الدكتورة أمل محمد مساعد حكيم محاضرة متخصصة وبينت أن الفحص الذاتي حجر الأساس لاكتشاف سرطان الثدي مشددةً على ضرورة أن تتوجه كل سيدة إلى الطبيب بمجرد إحساسها بأي تغيير في شكل ثديها وهو بدوره يطلب لها إجراء صورة الأشعة الصوتية أو الماموغرام التي تبين الورم ولو كان بمقدار حبة البركة، كما نوهت إلى أهمية إجراء الفحص الذاتي بشكل دوري حتى تتمكن المرأة من ملاحظة أي تغيير يطرأ عليها.

وزادت د. أمل حكيم أن أطباء النساء والولادة هم أكثر الأطباء قدرة على اكتشاف إصابات السيدات بسرطان الثدي خاصة وان مهمتهم لا تقتصر على فحص منطقة الأرحام فقط بل كل الجسم من خلال الفحص الإكلينيكي، مؤكدة أنها اكتشفت العديد من حالات السرطان عند السيدات وهن في المراحل الأخيرة.

ونصحت د. أمل حيكم السيدات بالابتعاد عن الضغوط النفسية وعدم أخذهن للهرمونات بدون وصفة طبية وبدون إجراء التحاليل، وشددت على ضرورة ممارستهن للرياضة بشكل يومي، والابتعاد عن السمنة، وتناول الأكل الصحي وشرب الكثير من الماء، وأن تختار كل سيدة طبيب عائلة يعرف تاريخها العائلي تقوم بزيارته بشكل دوري وتجري الفحوصات الشاملة مرة كل سنة على أقل تقدير.

كما روت الأستاذة جيهان الطويرقي إحدى الناجيات من المرض عن تجربتها قائلة: (الخوف أكثر ما يدمر مريضة السرطان، كنت أخاف من كل شيء ولكن أكثر ما جعلني أخاف لحظة اكتشافي المرض هو فكرة استئصال الثدي)، وعن أكثر الأمور التي أثرت عليها سلباً قالت الطويرقي (المجتمع لا يرحم المرأة المريضة بل ويحب أن يشهد على مأساتها، وجهل الناس المحيطين بي وكلامهم الزائد كان سبب في استيائي، بالإضافة إلى أن نظرة الشفقة التي كانت تدمرني، وصديقاتي اللواتي مررن بنفس التجربة وعانين من نفس المرض وحدهن كن يساعدوني).

وعن سبب مشاركتها والتحدث عن تجربتها قالت الأستاذة جيهان (أردت أن أقول لكل سيدة أن الاكتشاف المبكر سيخفف الكثير من المعاناة، وأريد أن انصح كل سيدة أن تحب نفسها وأن تخصص جزء من وقتها لقراءة القرآن وحفظه وممارسة الرياضة).

وعن مدى تغير نظرتها للحياة بعد إصابتها بالمرض قالت أ. جيهان: (تغيرت نظرتي للحياة كثيرا، فأنا ما زلت على قيد الحياة حية أرزق وهذا أكثر ما يجعلني أستغل كل دقيقة من عمري ربما عاد إلى المرض ثانيةً وأودى بحياتي).

بدورها دربت المثقفة الصحية الأستاذة إيمان بن يمين السيدات على الطريقة الصحيحة لإجراء الفحص الذاتي وشرحت لهن كيفية تدوين الملاحظات بعد إجراء كل فحص وشددت على أهمية الاستمرارية والمتابعة وقياس كل تغيير وتبليغ الطبيب المختص به، مؤكدة أنه قد يصعب على السيدات التفريق بين الورم وبين نسيج الثدي في كثير من الأحيان، وأن الورم لا يمكن أن تكتشفه السيدة قبل أن يصبح ورماً حتى لو كانت تجري الفحص الذاتي شهرياً، ولكن هذا الفحص يجعلها تكتشف الورم وهو لا يزال في بدايته وفر مراحله الأولى ولكن لا يوجد طريقة تمكنها من اكتشافه قبل أن يصبح ورماً.

كما شددت بن يمين على ضرورة توعية الأطباء وإجراء دورات لهم بكيفية تبليغ المريض بإصابته بالمرض مؤكدة أنهم في الخارج يدّرسون هذه المادة ضمن منهج الطب وهذا الأمر غير متبع لدينا.

كما لفتت إلى حاجة بعض أقسام الجمعية لا سيما قسم الرعاية التلطيفية إلى انضمام بعض رجال الدين إلى الفريق الطبي بعد أن يكون لديهم فكرة عن طبيعة تطور المرض، بالإضافة إلى حاجتهن لبعض السيدات المتدينات الإيجابيات المثقفات اللاتي يتحدثن إلى المصابات بعد أن يكون ليدهن خلفية واسعة عن المرض وبعد أخذهن ما يحتاجونه من دورات تدريبية.

وقد أكدت أخصائية أشعة الثدي الأستاذة ليندا الوابل أن على المرأة التي بلغت سن الـ 40 إجراء صورة الماموغرام سواء كنت تشعر بألم أولا وذلك كل سنتين، أما المرأة التي بلغت الـ50 فيجب أن تجري صورة الماموغرام كل سنة لأن بعض التكلسات تبدأ تظهر بعد انقطاع الدورة الشهرية.

أما بالنسبة لمن هن أقل من 40 يطلب لهن الأشعة الصوتية وليس الماموغرام وذلك لأن الأنسجة الخاصة بالثدي لا تكون واضحة إذا أجريت لهن صورة الماموغرام إلا لمن لديها تاريخ عائلي ففي هذه الحالة تطلب لها طبيبة النساء والولادة أشعة الماموغرام.

وأكدت الوابل أنه لا بد من أن تكون صورة الماموغرام واضحة وذلك لا يكون إلا إذا أخذت الصورة بطريقة صحيحة حتى يتمكن الطبيب من قراءتها قراءة دقيقة، مؤكدة أن هناك طبيب مختص لقراءة صور الماموغرام لأن بعض الأورام تكون صغيرة جدا وتحتاج وقت أكبر ليتم الكشف عنها.

وعن الألم الذي تتسبب به الصورة لم تنفي الأخصائية لينا وجودها لكنها أكدت أنهم يمدون السيدة الراغبة بإجراء هذه الصورة ببعض النصائح لتخفيف الألم ومنها إجراء الصورة بعد الانتهاء من الدورة الشهرية بـ 3 أيام، ويطلب من السيدة عدم وضع أي كريمات أو معطرات أو مزيلات العرق بخاصة أن فيلم صورة أشعة الماموغرام حساس جداً، وخلال الفحص يتم الضغط على الثدي لدرجة معينة وبعدها يتم أخذ الصورة وقد تكون الوضعية المائلة أكثر ألما من الوضعية العمودية لكن الأمر يبقى محمولا بخاصة أنها لا تأخذ أكثر من ثواني.

بدورها لفتت أخصائية التغذية سحر مدخلي إلى أن التغذية الصحية تقي من الإصابة بسرطان الثدي والأمراض الخبيثة بشكل عام وأن على المرأة أن تنوع في الطعام الذي تتناوله وأن تتضمن وجبتها جميع الألوان.

وأشارت إلى أن الخضار التي تؤخذ من جذورها تتضمن مواد معينة تقوي الخلايا بشكل كبير إضافة إلى احتوائها على الألياف التي تنظف الجسم من السموم، والفواكه ذات اللون الأحمر تتضمن مادة لابكوبين التي تمسك بالخلايا وتعزز مناعتها.

وشددت على أهمية بذرة الكتان التي اعتبرت أنه لو أخذتها المرأة الحامل في الأشهر الثلاثة الأولى من الحمل تزيد نسبة الذكاء عند الجنين بنسبة 30% وتساعد على تخفيف نسبة الكولسترول وتخفف من الوزن الزائد وتساعد المرضى الذين يعانون من الإمساك المزمن بالإضافة إلى قدرتها الكبيرة على الوقاية من مرض سرطان الثدي والقولون خصوصاً، ونصحت بطحن كميات بسيطة وأخذ ملعقتين صغيرتين منها قبل النوم وشرب كوبين من الماء بعد ذلك مباشرةً.

كما أشارت إلى أن البقول تتضمن بروتين بكمية عالية وهي تساعد في نمو الخلايا وتتضمن مادة تحمي الخلايا من السرطان، بالإضافة إلى المكسرات التي لم تحمص (النيئة) لأنها تحتوي على فيتامينات عالية بخاصة فيتامين E وقد أثبت أنه يساعد من يأخذه على عدم حدوث جلطات القلب لأنه يوسع الشرايين.

كما نصحت مدخلي بشرب 4 فناجين شاي يوميا سواء أحمر أو أخضر أو صيني لأنه يعزز مناعة الخلايا، ناصحة بإضافة ملعقة شاي صغيرة مما ينقي الشاي من الشوائب ويتم الحصول على الفائدة كاملة بإذن الله.

كما أشارت أخصائية التغذية سحر إلى أن المصابة بعد العلاج قد تعاني من فقدان الشهية مما يقلل من وزنها ويزيد التقيؤ لديها وقد تعاني من الإمساك وهنا يكون لا بد من المتابعة مع أخصائية تغذية أثناء وبعد أخذ العلاج.

ونصحت مريضة السرطان أن تأكل جيداً لأن العلاج الكيميائي يحتاج من المصابة أن تتناول الأكل الصحي حتى تقدر تقاوم ويتكون لدى جسمها المناعة والقدرة على مقاومة التعب، ونوهت أن من تعاني من التقرحات في فمها غالبا تنقطع عن الأكل وتفقد الشهية بسبب الألم الذي يعتريها.

ونصحت مدخلي السيدات بشكل عام بالابتعاد عن أكل المطاعم والمقليات خصوصا حتى ولو أجريت في المنزل لأنها تتضمن نسبة عالية من الدهون التي تعتبر أحد مسببات السرطان وشددت على أهمية شرب كمية من الماء ما لا يقل عن 6 - 8 أكواب يومياً.

كما نصحت مريضة السرطان أن تبتعد عن المشروبات الغازية والمنبهات لأنها قد تتعارض مع بعض الأدوية التي تأخذها ونصحتها بعدم شرب الشاي في حال فقر الدم وعدم الامتناع عن تناول الطعام في حال الغثيان لأن ذلك سيتسبب بنزول وزنها مما يجعلها هزيلة ويزيد فقر الدم لديها وتبدأ الدوخة بالظهور ويقل نشاطها وتضعف مناعتها وفقد المصابة القدرة على التحمل.

وقد تحدثت أخيرا أخصائية العلاج الطبيعي الأستاذة مي إدريس وهي تنتمي إلى مجموعة إدارة أسلوب الحياة في جمعية زهرة قائلةً: نحن متواجدون لنؤكد على المرأة السعودية ضرورة إدخال الرياضة في أسلوب حياتها اليومية لأن المرأة السعودية خاصة تفتقد إلى ذلك نتيجة بعض الضغوطات الاجتماعية والنفسية التي تعيشها، خاصة وأن الرياضة تخلص الجسم من السموم وتخفف من ضغوط الحياة اليومية وتحرق الدهون - أحد مسببات السرطان - .

كما تحدثت الأستاذة مي عن الدور الذي يلعبه العلاج الطبيعي بعد إزالة المصابة بالسرطان للغدد الليمفاوية الموجودة في الصدر بخاصة انه قد يحدث انتفاخ ولا يعود باستطاعة الجهاز الليمفاوي سحب السوائل الموجودة في اليد القريبة من الثدي المصاب، فتتم مساعدة المريضة كي لا تدخل في المرحلة الحادة، وفيما لو لا سمح الله ودخلت في هذه المرحلة، بعد إجراء العملية، تقوم أخصائية العلاج الطبيعي في مساعدتها على الشعور بالتماثل والتوازن.




 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد