Al Jazirah NewsPaper Thursday  08/01/2009 G Issue 13251
الخميس 11 محرم 1430   العدد  13251
شيء من
حماس أقل الخاسرين!
محمد بن عبداللطيف آل الشيخ

 

السبت الماضي، وبعد أن مضى سبعة أيام على القصف الجوي الإسرائيلي الممنهج لغزة، وقبيل الاجتياح الأرضي، ظهر على شاشة قناة الجزيرة من دمشق خالد مشعل ليقول بملء فمه: (حماس لم تخسر إلا القليل والقليل جداً)!

إذا كانت كل هذه الدماء، والأطفال والنساء والرجال الذين يموتون، والدمار، والجثث المدفونة تحت الأنقاض لا تمثل (خسارة) لحماس، معنى ذلك أن الذي يخسر (منفرداً) هو الإنسان الفلسطيني المستقل، الذي لا تهمه مصلحة حماس، ولا مصالح إيران في المنطقة، والذي جعل منه (الحماسيون) ومن أطفاله (درعاً) بشرياً، ومن دمار مدينته وبنيتها التحتية مادة إعلامية تستقطب بها الشعوب (السذج) لمناصرتها. ورغم أن مثل هذه المقولة لا يقولها السياسي المحنك، إلا أنه وضع الحقيقة -ربما دون وعي- مجردة كما هي بلا رتوش ومساحيق تجميلية أمام من (يصفقون) لحماس، على اعتبار أن قادتها هم من سيحررون الأرض، ويلقنون إسرائيل درساً لن تنساه.نعم، حماس لم تخسر إلا القليل والقليل جداً مقارنة بالأرباح التي جناها (الإيرانيون) من حربها مع الإسرائيليين. وحماس لم تخسر إلا القليل والقليل جداً مقارنة بما جناه (الإخوان المسلمون) من مكاسب سياسية في مواجهة السلطات الحاكمة المصرية المرتبطة بمواثيق ومعاهدات، ويهمها -أولاً- مصالح أكثر من 70 مليون إنسان مصري. وحماس لم تخسر إلا القليل والقليل جداً مقارنة بصرف أنظار العالم عن السلاح الإيراني (الذري) الذي تسعى إيران لامتلاكه لتكون القوة المهيمنة في المنطقة، والمتحكمة بقراراتها السياسية والاقتصادية.

وكان خالد مشعل نفسه قد قال في تصريح سابق: (حماس هي الابن الروحي للإمام الخوميني)! وفي مقالة كتبها خالد مشعل -أيضاً- في صحيفة (الانتقاد) الإيرانية وحملت عنوان (نظرة إلى المسيرة الجهادية للإمام الخميني) قال بالنص: (ما أصعب الكتابة عن رجل مثل الإمام الخميني؛ رجل أحيا الله به أمة وأزال به عرض الطاغوت؛ رجل أشرق كالشمس في رابعة النهار ليبدد به ظلمات الظالمين والمستكبرين وينير به دروب المستضعفين والحائرين). وها هو الآن يبرهن على أن ما قاله لم يكن مجرد مجاملة سياسية، وإنما هي ممارسة، بل وإستراتيجية، (يتلقى) بسببها الدعم من إيران، ويُنفذ على مستوى الفعل في غزة.وكان إسماعيل هنية قد صرح هو الآخر: (عن أمله بأن يؤدي آية الله علي خامنئي والرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد صلاة الخلاص في القدس الشريف).وقبل أن أختم هذا المقال، أهدي الذين (هَبّوا) يدافعون عن حماس ما صرَّح به (محمد باقر خرازي) أمين عام حزب الله الإيراني لصحيفة (عصر إيران) بقوله: (ما الفائدة التي جنيناها أو سوف نجنيها من دعم الحركات الفلسطينية؛ فإذا أردنا دعم الفلسطينيين يجب أن نكون (متيقنين) أن فلسطين ستكون سائرة على المذهب الشيعي، وإذا لم تكن على مذهب أهل البيت فما الفرق بين إسرائيل وفلسطين(!)؛ وإلى متى تكون سفرة الشعب الإيراني ممدودة للغرباء فيما الشعب الإيراني يتأوه جوعاً؟).

الإيرانيون لا يدفعون لوجه الله -أيها السادة- وإنما لمن يخدم مصالحهم (التوسعية) في المنطقة، وتدمير (غزة) أفضل مثال. إلى اللقاء.




 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد