Al Jazirah NewsPaper Thursday  15/01/2009 G Issue 13258
الخميس 18 محرم 1430   العدد  13258
خبراء ومحللون سياسيون لـ«الجزيرة»:
(الطارئة) بلا جدوى والأفضل قمة تشاورية على هامش (الاقتصادية)

 

القاهرة - مكتب الجزيرة - علي فراج - دينا عاشور

لم تتضح مكاسب اسرائيل بعد جراء مجزرتها الوحشية، لكنها جنت مكسباً إضافياً لم يكن ضمن مخططها عندما شنت عدوانها على الشعب الفلسطيني، وهو اتساع هوة الخلافات العربية - العربية، حيث تسببت الدعوة لعقد قمة طارئة في قطر في تشتيت الجهود وارباك الصف العربي في وقت كان الأجدر بالعرب التوحد ورص الصفوف لمواجهة العدوان الغاشم، وتنفيذ قرار مجلس الأمن بوقف القتال، وإعادة اللحمة إلى الجسد الفلسطيني. (الجزيرة) طرحت التساؤلات حول أهمية عقد قمة طارئة في حين أن القادة العرب سوف يحضرون قمة بعد أيام تعقد بالكويت، حيث أكد الخبراء والمحللون السياسيون عدم جدوى القمة الطارئة لغياب التحضير الجيد والتنسيق بشأنها مشددين على ضرورة البحث عن صيغ عملية لإنقاذ الشعب الفلسطيني بدلا من الشعارات والخطب الرنانة. البداية من السفير نبيل عمرو سفير فلسطين لدى القاهرة حيث أكد أن الوضع في غزة يحتاج صيغاً عملية تنقذ الوضع المتدهور القطاع من آلة القتل الوحشية التي تشنها اسرائيل على العزل من اطفال ونساء وشيوخ، وبالرغم من اعلان عمرو أن الرئيس الفلسطيني محمود عباس أبو مازن سوف يحضر القمة إلا أنه قلل من قيمة نتائجها وقال لن تستطيع القمة إصدار أوامر أو قرارات للجيش الإسرائيلي بوقف العدوان الغاشم على الأراضي المحتلة وأكد عمرو أن الصيغة العملية الأقرب لأرض الواقع هي المبادرة المصرية وطالب بتكثيف الجهود العربية من أجل إقرارها لانها الوحيدة القادرة على انقاذ غزة.

واعتبر الدكتور مصطفى الفقي رئيس لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشعب المصري أن الدعوة للقمة الطارئة فيها الكثير من المزايدة على دور الدول العربية المؤثرة معرباً عن أسفه أن بعض الدول ترى أن دورها اختصر في أن تقيم قمة ومؤتمراً تجمع فيه أكبر عدد من الرؤساء والزعماء العرب والوزراء، ليقال إنهم يحلون أزمة غزة.

وأكد الفقي أن مصر تتعرض (لمؤامرة من قبل بعض الدول العربية التي لا تريد لمصر أن تستمر في دورها الرائد في المنطقة وهم يريدون سحب البساط من تحت أقدام مصر وهذا لم يحدث. لن تحل هذه الأزمة إلا بواسطة مصر والعقلاء في العالم العربي يدركون أن مصر هي القادرة على إصلاح الأزمة، وانتقد الفقي دور قطر في الأزمة الحالية وقال إنه ينحصر في وقفتها المبالغ فيها مع حماس، وكل من يعارض سياسة حماس تعتبره قطر عدوا وتهاجمه أشد هجوم عبر قناة الجزيرة التابعة لها.

وأكد الدكتور جهاد عودة أستاذ العلوم السياسية أن القمة الطارئة لا محل لها من الإعراب لأنها ستعقد بدون تحضيرات وبدون مشاورات مع العواصم العربية ذات التأثير كما أنها تأتي قبيل انعقاد قمة عربية أخرى مقرراً لها أن تعقد بالكويت وكان الأجدر التحضير لقمة تشاورية على هامش القمة الاقتصادية.

وأكد عودة أن القمة الطارئة لن تنقذ غزة لكنها سوف تزيد من الفرقة والانشقاق في الصف العربي في وقت نحن أحوج ما نكون للم الشمل والسعي بخطى حثيثة وعملية من أجل وقف العدوان طبقاً لقرار مجلس الأمن، وانتقد عودة حملة المزايدات المتصاعدة من قبل بعض الدول العربية تجاه البعض الآخر واعتبر أن عواصم المزايدات - على حد تعبيره - تسعى لتنفيذ أجندة ايرانية على دماء الأطفال والشيوخ والنساء في غزة، مشيراً إلى أن السعودية ومصر تقودان جهوداً حثيثة لوقف القتال دون انتظار اجتماعات بروتوكولية لإلقاء الخطب والبيانات ليس لها مردود حقيقي على أرض الواقع.

وتابع عودة أن كل عمل يفرق الشمل العربي يحقق بالأساس هدف اسرائيل من تدمير غزة في وقت لا يزال البعض يزايد دون ان يراوح مكانه مطالباً بالكف عن قمم الخطب والشعارات الرنانة التي قد ترضي الغرور لوقت لا يتجاوز زمن القاء الخطب والشعارات لكنه لا يترك أثراً فعلياً على أرض الواقع ولا يردع العدو عن أفعاله الإجرامية، وخلص عودة إلى أن عقد قمة عربية طارئة لا يمكن لها أن تتخذ قرارات محسوسة لا جدوى من حضورها.

واعتبر الكاتب الصحفي محمد علي ابراهيم رئيس تحرير صحيفة (الجمهورية) أن الدعوة لقمة طارئة في قطر تفتقر للكياسة والتنسيق الجيد موضحاً أن هناك مؤتمر قمة اقتصادية عربية يتم الاعداد له منذ عامين وقد أعلن أن كل الدول العربية مشاركة فيها بمستوى عال فلماذا إذن قمة ثانية تربك الصف وتزيد الهوة ولا تقدم نفعاً، ودافع ابراهيم عن الموقف المصري الرافض لقمة قطر نافياً تأثير ذلك بالسلب على صورة مصر أو أية دولة رافضة لمثل هذه القمة الطارئة.

وأكد الكاتب عبد الله كمال عضو الشورى المصري ورئيس تحرير صحيفة روز اليوسف عدم جدوى عقد القمة الطارئة في غياب الدول وقال كمال إن قطر تدعو إلى القمة الطارئة لسبب وحيد هو عقدها في الدوحة لتظهر وكأنها تقود الأمة إلى العمل وأنها صارت زعيمة الأمة، مشيراً إلى تجاهل الزعماء المؤثرين لتلك الدعوة، كما تجاهلها مجلس وزراء الخارجية العرب ومن قبلها قمة دول مجلس التعاون الخليجي التي خرج بيانها دون أن يشير إلى أي قمة طارئة يدل على أنها غير مؤثرة.




 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد