Al Jazirah NewsPaper Thursday  15/01/2009 G Issue 13258
الخميس 18 محرم 1430   العدد  13258
أدوار مزيفة على حساب الدم الفلسطيني

 

لأن قدر الفلسطينيين أن يكونوا ضحايا للخلافات العربية، فإن حل قضيتهم قد تعطل كل هذا الوقت، ودماء الفلسطينيين تنزف حتى اليوم، فالكل يدعي أنه يعمل ويضحي من أجل القضية، فيما تتراجع القضية والفلسطينيون يدفعون الثمن، بل أصبح بعض العرب يضعفون المكاسب الفلسطينية نتيجة اجتهادات خاطئة.. واستغلالا سمجا للقضية الفلسطينية وتوظيفها لخدمة أيدلوجيات لا تضع المصلحة العربية العليا في حساباتها.

لنأخذ الحالة الراهنة التي يعيشها الفلسطينيون في قطاع غزة والذين يتعرضون لأبشع عدوان إسرائيلي حيث وضح أن الهدف الأساسي لهذا العدوان حتى وإن لم يعلن الإسرائيليون عنه، هو إبادة الشعب الفلسطيني في غزة، فبعد أن عجزوا عن سلب إرادته بالتجويع والحرمان من العلاج بعد محاصرة القطاع أكثر من عامين، وجهوا طائراتهم ودباباتهم لشن الغارات وإطلاق الصواريخ لقتل شعب يواجه الاحتلال بالصمود. والدول العربية بدلاً من أن توظف الصمود الغزاوي لتقريب الحل الذي يكفل للفلسطينيين استرجاع حقوقهم المشروعة، يعطوا للإسرائيليين مكسباً إضافيا لعدوانهم بتوسيع هوة الخلافات العربية العربية بمحاولة البعض تسلق صهوة المزايدة والدعوة لقمة طارئة لا تثمر سوى عن تشتيت الجهود وإرباك الصف العربي، في وقت كان الأجدر بالدول العربية رص الصفوف لمواجهة العدوان الغاشم، والعمل جميعاً على ممارسة ضغوط جدية لتنفيذ قرار مجلس الأمن الدولي، وتوظيف مكانة هذه الدول سياسياً واقتصادياً لترجمة الواقع الجديد الذي فرضه الصمود الفلسطيني في غزة والعمل على إعادة اللحمة إلى الجسد الفلسطيني وليس العمل على تمزيقه، من خلال تشتيت الجهد العربي وتقسيم العرب إلى جبهتين بالدعوة لقمة طارئة لا تفصلها عن القمة العربية الاقتصادية في الكويت والتي جرى الإعداد لها منذ وقت طويل سوى ثلاثة أيام، وبعد أن وافقت الدول العربية على عقد اجتماع طارئ لوزراء الخارجية العرب في دولة الكويت في يوم 16 يناير يسبق عقد القمة الاقتصادية، حيث رأى حكماء العرب أن عقد مؤتمر وزاري قبل يومين من عقد القمة العربية الاقتصادية يجعل توصيات وقرارات وزراء الخارجية العرب حاضرة في قمة الكويت وأن ذلك أجدى وأكثر فعالية من التشتت وتنقل القادة من عاصمة إلى أخرى؛ فالمهم هو اجتماع العرب واتخاذ قرارات تنفذ وتدعم لا تحدث فرقة تضعف الموقف العربي وتنعكس على الوضع الفلسطيني، وبدلاً من أن تساعد الفلسطينيين تضر قضيتهم وتجهض صمودهم من خلال ممارسة أدوار ومزايدات لا تخدم القضايا العربية العليا ولا تساعد الفلسطينيين في جهادهم وصمودهم في وجه العدوان الإسرائيلي بقدر ما تخدم أجندات إقليمية وترضي غرور البعض في القيام بدور يحسبونه دوراً محورياً.. إلا أنه دور يصنف كدور تابع لقوى إقليمية لا يهمها المصالح العربية ولا المصلحة الفلسطينية.

***








 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد