Al Jazirah NewsPaper Thursday  15/01/2009 G Issue 13258
الخميس 18 محرم 1430   العدد  13258
مستشفيات غزة: إصابة العديد بحروق خطيرة وغريبة
الشاب هيثم يروي لـ«الجزيرة» ما تعرض له وزملاؤه من قذائف فسفورية

 

غزة -خان يونس- بلال أبو دقة

سجلت دولة الكيان الصهيوني اسمها في أسود نقطة في تاريخ البشرية والإنسانية، حيث كثف جيش الاحتلال الهمجي منذ بدء عدوانه البربري على قطاع غزة مطلقاً مزيداً من القنابل الفسفورية الحارقة على وسط مدينة غزة، مما أدى إلى احتراق عدد غير بسيط من الفلسطينيين بحروق من الدرجة الثانية واختناق عدد كبير، واشتعال النيران في منازلهم. وقالت (مصادر الجزيرة الطبية والمحلية) إن طائرات الاحتلال أطلقت خلال الساعات القليلة الماضية عدد من القذائف الفسفورية تجاه شارع عمر المختار بالقرب من منتزه وسط مدينة غزة، كذلك شارع الجلاء إلى الشمال من المدينة، حيث غطى الدخان الفسفوري الأبيض تلك المناطق بشكل كثيف وأحدث رائحته كريهة وخانقة سادت أجواء مدينة غزة، كذلك فإن عدد من تلك المنازل احترقت واشتعلت النيران فيها بفعل هذه القذائف الحارقة حيث شوهد الدخان الأسود ينبعث منها. وبحسب (مصادر الجزيرة المحلية) تواصل القوات الصهيونية المتواجدة على أطراف المدن الفلسطينية في شمال ووسط وجنوب قطاع غزة إطلاق قنابل الفسفور الأبيض المحظور دولياً استخدامها ضد المدنيين. ومن مستشفى ناصر بمدينة خان يونس، على الجنوب من قطاع غزة التقت (الجزيرة) بشاب فلسطيني تعرض لحروق بالغة من الدرجة الثانية جراء هذه القذائف المشوهة والمميتة، ويقول الشاب (هيثم تحسين أحمد - 20عاماً) ل(مراسل الجزيرة): إنه تفاجأ بينما كان يجلس هو وأبناء عمومته بالقرب من جامعة القدس المفتوحة فرع مدينة خان يونس بسقوط قذيفة فسفورية أحدثت دخاناً أبيض، وقد سقطت القنبلة بين جموع الشباب في ساعات صبيحة يوم الأحد الماضي، الأمر الذي أدى إلى إصابة مجموعة الشباب بحروق متفاوتة (كانت حالة ابن عمه محمد نبيه أحمد - 18 عاماً هي الأخطر حيث تعرض لحروق شديدة من الدرجة الثالثة وتفحم في أجزاء متفرقة من جسده، الأمر الذي أدى إلى تحويله إلى المستشفى العسكري المصري في القاهرة)، وتابع الشاب (هيثم) يقول: إنه شعر بحرارة كبيرة في وجهه وقد أُغمي عليه لأول وهلة، ولم يشعر بحالته الصحية إلا بعد ساعات من نقله إلى مشفى ناصر بمدينة خان يونس، ويعاني الشاب (هيثم) الآن من حروق في الوجه، وقد تعرض إلى بتر في أصابع اليد، وقالت أمه (نهال - 40 عاماً) (التي فقدت طفلتها أسماء بنيران الجيش الصهيوني قبل خمس سنوات) وهي تجلس بجوار ابتها المصاب هيثم، تقول في وصفها لحالة ابنها البكر (هيثم): إن أطراف أصابعه محروقة ولم يبق منها سوى العظام.. والتقطت (عدسة الجزيرة) صورة للشاب هيثم داخل قسم الجراحة بمشفى ناصر الحكومي. وسبق أن اعترف مسؤول عسكري صهيوني أن الجيش الصهيوني يستخدم القنابل الفسفورية، وقال: (إن تلك القنابل تستخدم للتمويه على تحركات القوات لأنها لا تسمح للعدو برؤية الجنود القادمين، لكن الآثار التدميرية لها تتخطى كونها قنابل تمويهية، فهي تسبب إصابات محرقة قد تصل إلى العظام لمجرد انتشار الدخان الأبيض في المناطق المأهولة بالسكان، وكانت إسرائيل قد اعترفت باستخدام تلك القنابل في حرب لبنان عام 2006م. وكانت (مصادر الجزيرة الطبية) في مستشفيات قطاع غزة قد أكدت أن أشخاصاً أصيبوا بجروح خطيرة وحروق غريبة ناتجة عن استخدام القنابل الفسفورية.. وأضافت مصادرنا أن الإصابات بالقذائف الفسفورية، ومن بينها احتراق جميع أجزاء الجسد حتى العظام، وكذلك تمزق وانفجار بعض الأعضاء الداخلية دون أنْ توجد جروح قطعية أو حادة في جسد المصاب أو الشهيد.




 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد