Al Jazirah NewsPaper Thursday  15/01/2009 G Issue 13258
الخميس 18 محرم 1430   العدد  13258
جهز أربع شاحنات محملة بالأجهزة والأدوية في طريقها إلى رفح
وفد الندوة العالمية يقف على مأساة جرحى غزة بمستشفيات مصر

 

جدة - فيصل المران

انطلاقاً من دعوة خادم الحرمين الشريفين لإغاثة منكوبي غزة، قام وفد من الندوة العالمية للشباب الإسلامي بإعداد وتجهيز قافلة الاحتياجات الطبية، تحت شعار حملة إغاثة غزة، وتتكون من أربع شاحنات محملة بالأجهزة والمستلزمات الطبية، انطلقت من مكتب الندوة بالقاهرة متجهةً إلى معبر رفح الحدودي.

وخلال وجوده في مصر قام الوفد بزيارة المصابين من جرحى غزة الذين تم نقلهم لمصر، كما تم التعرف على حالاتهم، وظروفهم الصحية، وذلك في معهد ناصر بالقاهرة الذي اكتظ بالحالات المأساوية الخطيرة.

وقال ياسر زكريا، أحد أعضاء وفد الندوة في مصر: إن حالات الإصابة كانت شديدة ومحزنة للغاية، وقد حرصنا على زيارتهم والتخفيف عنهم والاطمئنان عليهم، وإعطائهم مبالغ مالية وهي شيء رمزي بالنسبة لما هم فيه، وسررنا لما شاهدناه من تفاعل الجمهور معهم، بالزيارات والطعام والكساء، وأكثر الحالات خطورة تمثلت في بتر في الأطراف السفلية، وهو ما يقصده الاحتلال ليوجد مزيداً من حالات الإعاقة والعجز. كما كانت هناك حالات لتهشم وتهتك في العظام والأرجل والأربطة والأعصاب والعضلات، وهذا من فعله القنابل حسب قولهم.

وأضاف بأن كثيراً من الحالات كانت تموت قبل وصولها للمستشفى، وهناك مرضى يقفون على المعبر من شهور، يحتاجون للعلاج وهم من غير مصابي الحرب، وكانت هناك عربات إسعاف مصرية وسعودية لنقل المصابين إلى العريش، كما شاركت طائرات النقل السعودية في إخلاء المصابين من العريش إلى القاهرة.

وفي حديثه عن أحوال المصابين يقول: لقد أثر فينا ما رأيناه في المصابين وأحوالهم المتردية، فقد كان بينهم طفلٌ صغير ذهب ليشتري طعاماً فأصابته قذيفة وأحدثت به تهتكاً في القدم اليمنى وكسراً في اليسرى وقطعاً في الأربطة وإصابة في الرأس، ورأينا رجلاً أصيب بقذيفة في رقبته فقطعت الأحبال الصوتية وأصيب في قدميه، وقال إن الأطباء كانوا يحاولون ربط الحبال الصوتية. وأضاف أنه رغم كل تلك الأحداث الدامية إلا أن حالة المصابين النفسية عالية ويقولون: نحن سنقدم المزيد من أبنائنا ودمائنا فداءً لفلسطين. وقالوا لنا: تكفينا منكم الزيارة.

ويقول زكريا: إن دور الندوة فاعل وجهدها ملموس، في تقديم الدعم والإغاثة والاحتياجات اللازمة للمنكوبين في الأزمة، وقد استهلت حملاتها بمليون ريال سعودي لتوفير اللوازم الطبية للمصابين قدمها مكتب الندوة بمصر، كما أن المكتب يعمل على توفير المساعدات وتسهيل دخولها للقطاع وتسليمها لوزارة الصحة في فلسطين.

وفي ختام حديثه أشار إلى أن الإغاثة التي وصلت لمصر لا تعد شيئاً يذكر بجوار الحالات المصابة التي تزيد يوماً بعد يوم، مما أدى لنفاد المواد الطبية من وزارة الصحة المصرية، حتى القفازات التي يستخدمها الأطباء نفدت، وقد وفرت الندوة بعضها في الحملة الأولى.

ويقول مسؤولو الندوة أن هناك حاجة ماسة لحملة أخرى، وسيارات إسعاف وأسرة للمرضى، مشيرين إلى أن بعض الحالات في معهد ناصر تفترش الأرض بسبب نقص الأسرة، كما أن مستشفى العريش التي تتلقى كل المصابين ضاقت إمكاناتها، ولا تستطيع احتواء كل المصابين.




 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد