Al Jazirah NewsPaper Thursday  15/01/2009 G Issue 13258
الخميس 18 محرم 1430   العدد  13258
السينما في عهد الملك عبدالعزيز - بين الثقافة والتعليم

 

سعادة رئيس تحرير جريدة الجزيرة المحترم

الأستاذ خالد حمد المالك

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

إشارة إلى ما نشر بجريدة الجزيرة عدد 13247 يوم الأحد الموافق 7-1-1430هـ- بعنوان (استئناس السينما) للكاتب الأستاذ- حماد حامد السالمي.

فقد ذكر الكاتب بداية مقالته أن تدافع ثلاثين ألفاً من المشاهدين على شباك التذاكر في جدة والطائف (لمشاهدة فيلم مناحي) يؤكد هذه الرغبة ويعزز هذا التوجه من أجل جماعية المشاهد، وليس العمل السينمائي وحده، كما أضاف الكاتب أن العرض المفتوح أمام الأعين في دار السينما محكوم بزمان ومكان محدودين، وهي بين أيدي المجتمع وتخضع لرقابة وتوجيه، هذا أمر لا شر فيه، بل هو خير كله وخير لنا أن لا يلتقي شبابنا في أمكنة منزوية لا يعلم إلا الله ما يدور فيها، وخير لنا أن نوفر لملايين العمالة الأجنبية بيننا دور سينما في الهواء الطلق. يلتقون فيها ليتواصلوا مع ثقافات بلادهم وحضارات مجتمعاتهم، ويدفعوا لنا بعض أموالنا التي هي في جيوبهم.. أعتقد أنه قد جاء الوقت المناسب الذي نعود فيه إلى استئناس السينما، هذه الصنعة الثقافية الحضارية أن تعود من جديد.

كما أشار الكاتب حماد السالمي إلى أن السينما كانت موجودة في كافة المدن السعودية، كانت موجودة في مدن المنطقة الشرقية وفي مدن الشمال حتى مدينة رفحة في تلك الفترة، وكانت السينما موجودة في العاصمة الرياض ومكة المكرمة، وفي جدة والطائف، والمدينة المنورة.

ومن هذا المنطلق التاريخي والشواهد الحقيقية التي سجلها التاريخ الحديث أذكرها هنا للتاريخ للفن السينمائي في المملكة العربية السعودية الذي كان سائداً منذ عهد الملك عبدالعزيز، في عرض المنجزات والاكتشافات البترولية بالمنطقة الشرقية حينما بدأ حفر أول بئر للبترول في عام 1354هـ- 1935م، ومنذ ذلك التاريخ تم التسجيل والتصوير السينمائي لمراحل التنقيب عن البترول والماء في المنطقة الشرقية وهذا العمل الفني يدل دلالة كبيرة على تفهم الملك عبدالعزيز لعملية التوثيق المرئي (السينمائي) لمنجزات خيرات البلاد.. ثم عرضها في المناسبات الوطنية، وكذلك في عهد الملك سعود بن عبدالعزيز (رحمه الله) يتم عرض هذه الأفلام الوثائقية، وأكبر دليل على ذلك الفيلم الذي يتحدث عن اكتشافات البترول الذي دشنه الملك عبدالعزيز عام 1357هـ- 1939م خلال تفقد المنشآت البترولية في المنطقة الشرقية مع الملك سعود عندما كان ولياً للعهد، وغيرها من الأفلام السينمائية الوثائقية التي سجلت في الأعوام 1364هـ- 1945م، 1366هـ- 1947م، ثم عرضت هذه الأفلام من قبل شركة أرامكو بالمنطقة الغربية وفي باقي مدن المملكة، وكذلك عرضت هذه الأفلام بالطائف في أعوام السبعينيات والثمانينيات الهجرية، وكان عرض الأفلام السينمائية في ميدان حدائق نجمة بشارع الملك سعود، خلال أشهر الصيف يومياً، كما أنتج فيلم سينمائي عالمي قصة فتح مدينة الرياض الذي يوضح الملحمة البطولية لدخول الملك عبدالعزيز آل سعود الرياض عام 1319هـ- ، فقد مثل دور الملك عبدالعزيز في هذا الفيلم السينمائي المذيع المشهور عيسى خليل صباغ، وعرض هذا الفيلم في القنوات الفضائية السعودية والعربية في المناسبات الوطنية للمملكة.

وكذلك تم عرض الأفلام السينمائية الثقافية والتاريخية في بعض مدن المملكة وكانت دور السينما تعرض الأفلام بجميع أنواعها الفنية إلى عهد الملك فيصل في أواخر عام 1396هـ- حينما بدأ يأفل نجم العرض السينمائي بالطائف، وأصبح التلفاز الوسيلة الإعلامية المميزة في ذلك التاريخ..

ويذكر الأديب والكاتب أستاذنا الكبير عبدالله عمر خياط -أمد الله في عمره- في مقابلة صحفية أجريت معه ونشرت بجريدة المدينة المنورة بالعدد 14249 بتاريخ 15- 2-1423هـ، حول موضوع السينما في مكة المكرمة حيث قال: وأول من جاء بالسينما كان بيت حسنين، ثم حسني كعكي، وكذلك تعرض الأفلام السينمائية في بيت تحسين السقاف الذي كان مجلساً متنوعاً من الأدب والثقافة والفن والطرب والشعر وأصول البلاغة، وغيرها من الأماكن ومن حوش إلى حوش ومن بيت إلى بيت يعرض الأفلام وذلك بواسطة ماطور الكهرباء.

وكما ذكر المؤرخ والكاتب الأستاذ- محمد بن عبدالرزاق القشعمي في ملحق (المجلة الثقافية) بجريدة الجزيرة عدد الملحق 263 بتاريخ 24-12- 1429هـ- ص19، بأن عرضت حكومة البحرين شريطاً سينمائياً عن المياه في المملكة العربية السعودية استغرق نصف ساعة، وقد شرف حفلة العرض الأول صاحب العظمة الشيخ سلمان حاكم البحرين المعظم وسمو وزير المعارف وكثير من الأمراء والوجهاء، كما استعارت مديرية المعارف هذا الفلم وبدأت بعرضه في المدارس ليطلع عليه أولياء أمور التلاميذ.

كما عرضت قناة البحرين الفضائية مؤخراً فلماً سينمائياً لسباق الخيل بالبحرين في موقع الصخيرة عام 1357هـ- 1939م وذلك بحضور الملك عبدالعزيز آل سعود مع أخيه سمو الأمير حمد بن عيسى بن علي آل خليفة، وعرض هذا الفلم يوم الثلاثاء الموافق 25-12- 1429هـ بعد صلاة العصر، وبهذا لم ينكر المغفور له الملك عبدالعزيز، الملك سعود، والملك فيصل رحمهم الله جميعاً، هذه الأعمال الفنية التي تعرض في جميع المناسبات الوطنية وكذلك عرضها في الدول العربية من إنجازات تنموية ومشاريع تطويرية ومجالات اقتصادية وثقافية وإعلامية، بتعريف المواطن والمقيم بهذه الإنجازات. وأما السينما بالطائف فكانت نقلة نوعية من الثقافة الإعلامية وحدثاً جديداً لمواطني الطائف، فقد بدأت دور السينما تنتشر في كافة أحياء الطائف، يرتادها جميع شرائح المجتمع من مثقفين وأدباء وشعراء وعسكريين وكثير من طبقات الشعب على مختلف تنوعاتهم الفكرية.

فقد ذكر لي المؤرخ الأستاذ محمد خلف الزايدي، والأستاذ نايف محمد سعيد العصيمي عن تاريخ السينما في مدينة الطائف، وكانت تقوم بمهمة كبيرة في المجال الترفيهي والتربوي وتعتبر وسيلة إيضاح في ذلك التاريخ. كما أفادني كل من محمد الزايدي، والعميد متقاعد محمد بن عبود الشهراني بأن العرض السينمائي في سينما نادي الضباط الواقع بالقشلة العسكرية كانت به نخبة من رجال الأمن والأدب وهم محمد الطيب التونسي (فريق أول متقاعد مديراً للأمن العام ثم سفيراً رحمه الله) وعلي الشاعر (فريق متقاعد ثم سفيراً لدى لبنان ثم وزيراً للإعلام) وكذلك الأستاذ حازم صبغة الله، وإمام علي السوداني، كما كان المسؤول عن السينما الملازم أول محمد بن عبود الشهراني عام 1377هـ-، وكانت صالة العرض تقع في الجهة الغربية من القشلة.

أما مواقع الدور السينمائية بمدينة الطائف من عام 1369هـ- 1396م:

1- سينما نادي الضباط بالجيش، مبنى القشلة العسكرية قديماً- هي العزيزية حالياً.

2- سينما البعثة البريطانية للتدريب، مخيم البعثة حالياً موقع حديقة الملك فهد بالخالدية.

3- سينما عثمان عوض السوداني- السلامة.

4- سينما الجبلول- حي الشرقية.

5- سينما أبو رأس- حي اليمانية (الحفر).

6- سينما الششة- حي الشرقية (أبو وسيم).

7- سينما بن مرعي القحطاني- حي الشرقية.

8- سينما أبو الروس- الردف.

9- سينما أحمد بن حمدي- حي الشرقية.

10- سينما الجمجوم- في مسبح عكاظ قديماً.

11- سينما ابن جماح- العزيزية.

12- سينما مدارس الجيش- حي قروى.

13- سينما نادي عكاظ- حي الشرقية.

14- سينما الشهري- حي الشرقية.

كما تم الاستفسار من الأديب والكاتب الدكتور حمد زيد الزيد حول السينما بالطائف، فقد أفاد بقوله: بأنه كانت تعرض الأفلام السينمائية عندما تم تأسيس النادي الأدبي عام 1395هـ-، وهو من أهم القنوات الفكرية والأدبية بالطائف وخلال ترؤسه النادي عام 1395هـ، بدأ في عرض الأفلام الوثائقية والتاريخية والدرامية والفنية، حتى تركه النادي ما بعد عامي 96- 1397هـ، وكان العرض مستمراً وكان موقع النادي الأدبي بحي قروى، وكان الإقبال على النادي الأدبي من رجال الأدب والثقافة ومن رجال المجتمع. كما ذكر د. الزيد بقوله: بأن الرئيس محمد أنور السادات خلال زيارته لمدينة الطائف في عهد الملك فيصل رحمه الله، وكان يسكن الرئيس المصري والوفد المرافق له بحي قروى جوار النادي الأدبي، وسمع عن الأفلام المصرية التي كانت تعرض في هذا التاريخ، وكانت الأفلام والمكائن السينمائية تؤجر على المواطنين في المناسبات والأفراح والأعياد والأيام العادية، وأغلب هذه المحال تحت عمارة السبيعي، وحي السلامة، وكذلك كانت تعرض الأفلام في بعض بيوت وأعيان الطائف. لذا فنحن بحاجة إلى نهضة ثقافية وفنية وتوعوية شاملة.

الأمل كبير من وزارة الثقافة والإعلام والجهات المختصة الأخرى في تفعيل دور المسرح المرئي بإعادة مجاله الإعلامي التثقيفي باعتباره أحد روافد الفن السابع.

عيسى علوي القصيّر
ص. ب - 4043


essa.5@hotmail.com

 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد