Al Jazirah NewsPaper Thursday  15/01/2009 G Issue 13258
الخميس 18 محرم 1430   العدد  13258
أكثر من عنوان
ماذا حدث للقنوات الرياضية؟
علي الصحن

 

انتظر الجميع في بدايات بث القنوات الفضائية الرياضية أن تكون مصدراً من مصادر التثقيف والتوعية لمن يحتاج ذلك من الرياضيين - ولا سيما من كان منهم في سن الشباب والمراهقة -، لكنها أصبحت في الواقع محاضن للتعصب وأوعية للمتعصبين يقدمون من خلالها دروساً في الإثارة المرفوضة والآراء البالية والتحاليل الخارجة عن النص!! وبدلاً من أن تكون بعض القنوات مصدراً من مصادر التقارب بين الإخوة ولا سيما في مثل دورة الخليج الدائرة الرحى هذه الأيام، فقد أصبحت وللأسف أحد أهم مصادر التنافر وتأجيج الخلافات لدرجة جعلت دراسة سلبيات الإعلام أحد محاور اجتماع رؤساء الاتحادات الخليجية يوم الاثنين الماضي، وهي السلبيات التي لم تظهر ولم تكن مجالاً للنقاش في السابق وقبل أن تظهر هذه القنوات ويتقدم محللوها ومذيعوها وضيوفها الركب، وقبل أن يصبح كل من (هبَّ ودبَّ) قادراً على تسجيل حضوره على أي من القنوات وأن يحل ضيفاً (ثقيلاً) على المشاهدين ليقدم المزيد من الغثاء والمزيد من التعصب والمزيد من الصراخ المرفوض بالجملة!!

.. وبالمناسبة.. فقد كشفت منافسات خليجي 19 أن التحليل الرياضي يعيش في أزمة حقيقية، وأن ما تتسابق بعض القنوات على تقديمه باسم التحليل الفني ما هو إلا مجرد انطباعات وآراء شخصية أساسها العواطف فقط، ولا تقوم على أي علم أو تأهيل أو خبرات!! والغريب أن جملة من المدربين قد ركب الموجة وسابق على الظهور الفضائي.. وكشف من حيث لا يدري قدراته وإمكانياته، وأعطت للمتلقي الفطن الحصيف إشارة مباشرة أن التدريب في وادٍ وأن هؤلاء في وادٍ آخر!! والأغرب أن بعض القنوات لا تأبه لذلك ولا يهمها.. إذ تتوجه لأي ضيف يملك قدرات بسيطة لتقديم الإثارة (الرخيصة) التي فاتها القطار وستكتشف تلك القنوات ذلك يوماً ما لا أظنه بعيداً!!

** إن بإمكان القنوات (إياها) ان تخدع بعض الناس بعض الوقت لكنها لن تكون قادرة على خداع كل الناس كل الوقت!! فالمشاهد الحالي مشاهد مثقف يعرف الغث من السمين.. ويعرف كيف يدير الريموت كنترول الخاص به.. ويعرف جيداً القنوات القوية التي تقدم ما يفيده، من تلك التي تتوكأ على برامج أكل عليها الدهر وشرب وعلى ضيوف يجترون الكلام والمعلومات اجتراراً.

** إن المؤمل في القنوات التي حادت عن الخط أن تعيد دراسة سياستها وأسلوب اختيار ضيوفها ومحلليها.. وأن تعمل على نحو أو آخر على تقديم ما يفيد المشاهد ويثري معلوماته، وأن لا تخدع نفسها بحكاية (المشاهد عاوز كده) فالزبد في النهاية يذهب جفاء فهل يدركون ذلك؟ وهل يعلمون؟؟ أجزم أنهم يدركون ويعلمون لكنهم يتجاهلون.. وكان الله في عونهم!!

** أحرص على متابعة الصفحات الرياضية التي تُعنى بالتاريخ الرياضي وذكرياته وبدايات تأسيس الحركة الرياضية في المملكة.. كما أحرص على قراءة الحوارات التي تُجرى.. بضم التاء.. مع اللاعبين القدامى.. غير أن ما يشدني هو تأكيد عدد من النجوم على أن مؤهلات الجيل الماضي أفضل من الجيل الحالي.. وهنا قد أوافقهم الرأي من حيث أن الجيل الأول كان أفضل من ناحية الروح والإخلاص للشعار والمحافظة على التعليمات.. لكن المؤهلات الفنية للاعبي ذلك الجيل لا يمكن مقارنتها بالجيل الحالي الذي تجاوز سابقه بمراحل.. ولن أذهب هنا لضرب العديد من الأمثلة بل أكتفي بذكر لاعب مثل ياسر القحطاني.. هل يُوجد من لاعبي الجيل السابق لاعب بقدراته وحركته وقدرته على قراءة الخصم، وحسن تصرفه وقياديته؟.. بصراحة أشك في ذلك.. إذ ربما يوجد لاعب ما يملك خصلة من خصال القناص لكنه يفتقد للخصال الأُخر.. وبالمناسبة فالحديث ليس خاصاً بالشأن المحلي بل حتى على مستوى العالم فإن مستوى اللاعبين الحاليين يفوق الأجيال السابقة وبمراحل - مع بعض الاستثناءات مثل ما كان يقدمه مارادونا داخل الميدان -.

** إن للاعبي الجيل السابق قدراتهم وإمكانياتهم التي كانت مشقة في زمنهم ولهم صيتهم الذائع أيضاً ولهم إنجازاتهم التي يحفظها التاريخ لهم.. لكن ذلك كله لا يكفي لأن نقول بانهم أفضل من لاعبي الجيل الحالي اطلاقاً..

** وأخيراً قرأت حواراً إلكترونياً مع أحد اللاعبين القدامى عبر أحد المواقع.. وقد أسهب اللاعب بتعداد مزايا لاعبي جيله وأطنب في التأكيد على أفضليتهم على لاعبي الجيل الحالي.. والغريب أن اللاعب بلا تاريخ يذكر ولا مستوى يشفع بأن يُقيّم النجوم مع كل الاحترام لشخصه وما قدمه في مباراتين أو ثلاث.. وأفضل من ذلك بمراحل ما قاله لاعب الأهلي السابق مصطفى جيزاوي والد لاعب الفريق الحالي عبد الرحيم جيزاوي في حديث إذاعي استمعت له قبل يومين.. بأن لاعبي الجيل الأول كانوا أفضل بالروح وباللعب من أجل الجمهور والشعار وليس المادة.. وأنا أوافقه على ذلك مع إيماني بأن لكل زمن ظروفه ولكل جيل تصرفاته.



للتواصل SA656As@yahoo.com

 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد