أعتقد أن فرج الطلال اللاعب، والمدرب، وأستاذ التربية الفنية، والإداري الناجح، والفنان الشعبي يبقى هو إنسان حائل الذي يشبه في شموخه جبالها، فيحتاج منا حقيقة أن نبحث له عن لقب يليق به.. حتى أن وسمه ب(الكابتن) قد يكون أقل من أن تفيه حقه.
أخافتنا إطلالة (فرج) التلفزيونية قبل أن أذكر أمر دمعته الدافئة، وعبراته الحزينة حينما خرج علينا عبر فضائية (نايلات) بعكاز أبيض، فقد شكى أبو علي ألم الركب، وأوجاع القلب، وبكى كما الرجال الكبار المعطرين بالحب دائما على فقد رفيقي دربه (سالم العباد) و(راشد المطير) يرحمهما الله.. فوصايا أهل الجبال يا فرج تقول: (الحزن عطر الرجال) فلا بأس بحزن كهذا.
أخافنا أبو علي ونحن نعد في عمر أبنائه، نحن من تتلمذنا على يده في المتوسطة الثانية بحائل، في عهد وإدارة الراحل زامل السبهان يرحمه الله، وكان آنذاك في مقر المحكمة الشرعية سابقا، في بناء طيني شرق المستشفى المركزي القديم بحائل، فقد قامت الآن على أرض ذلك البناء المتواضع البسيط بناية (بودل) الأنيقة، فلا يمكن لنا نسيان تلك الأماكن، وحنيننا إليها حينما هجرناها، وانتقلنا إلى المبنى الجديد بين أنقاض (حير العليا) الشامخ ببقايا نخيلاته وأثله، وبئره (سميح) وقد اختفى المبنى أيضا، وبتنا نزاوره بين فينة وأخرى وهو أرض فضاء.
فرج الطلال عاش وفيا للرياضة، وظل حنونا وقاسيا في آن واحد، فكان ينظر إلى (القروية) من أمثالنا في شمال الديرة بعين الرحمة، لا سيما حينما تسيل الأودية بعد الأمطار بين (النصية) و(حائل) فلا يعاقبنا إلا فيما ندر حينما نتخلف عن طابور الصباح الذي كان صارما فيه أكثر الأحيان.
وفاء (فرج) للرياضة مهد له أن يكون لاعبا مميزا، ومدربا واثقا من عطائه، ومخلصا في عمله الإداري إلى جانب انضمامه إلى الفاعلين بصدق وعفوية من أمثال سعود القويزان، وفهد العنبر (القند) يرحمه الله، وحمود السلوة، وعبدالعزيز الجروان يرحمه الله، وآخرين لا يغيبون عن عالم الرياضة في حائل.
إضافة إلى كونه مدرسا للتربية الرياضية في الصباح، ولاعبا ومدربا في المساء، فهو فنان شعبي بالفطرة، وكثيرا ما عزف وغنى في مساءات الشمال بود، وشدا بوحاً أصيلاً للأرض التي نتفق معه دائماً على حبها، حتى وإن وخزنا البعض بمهماز (التعنصر) و(التحزب) المتقد! فليس أجمل من أن نحب الوطن الجميل في حياتنا، وليكف فلاسفة الاستراحات هناك رجاءً عن انتقادنا، لنحطب في حبل الوطن، ونثني على من أسهموا في خدمته بكل بهاء، ولنشكر الأستاذ فرج الذي لم نعثر حتى الآن على لقب يليق به بكل صدق، فهو أبو الوفاء، ورمز العطاء، فشفاه الله وأسبغ عليه رداء الصحة والعافية، ورحم الله أصدقاء أبي علي (العباد) و(المطير) و(السياري) رحمة واسعة.
Hrbda2000@hotmail.com