يبدو أن الضغط الشعبي الأمريكي والعالمي على الرئيس الجديد باراك أوباما كبير إلى درجة أن هناك مواقع ترصد حركات الرئيس وسكناته وكلماته، والأهم ما في ذلك قدرته على الوفاء بوعوده التي أطلقها في حملاته الانتخابية والتي وصلت إلى أكثر من خمسمائة وعد انتخابي!.

بل إن المراقبة الشعبية وحتى الرسمية المسلطة على أوباما بدأت قبل حتى تنصيبه رئيساً، وكان صمته إبان العدوان الإسرائيلي على غزة محسوباً عليه، على الرغم من تأكيده المتكرر بإحجامه عن الخوض في أي شأن قبل توليه الرئاسة رسمياً.

والموقع الاليكتروني (أوباما متر) أحد المواقع التي أنشئت من أجل التحقق من وفاء أوباما بوعوده منذ الساعة الأولى لانتخابه. فالموقع يقول: إن أوباما أوفى حتى الآن بسبعة وعود من جملة الخمسمائة ونيف التي ألزم نفسه بها أمام الرأي العام الأمريكي، وبانتظار المئات الأخرى !.

ونحن بدورنا لا يهمنا من وعود أوباما إلا ما يتعلق بقضايانا الإسلامية العادلة، ولقد استبشر كثيرون منا بخطابه لدى تنصيبه وشعروا بأنه عازم على تنفيذ وعد كبير وكبير جدا يتمثل في قطع كل ما له صلة بتاريخ الرئيس السابق جورج بوش. ذلك التاريخ الملطخ بدماء الأبرياء والذي قذف بشعبية أمريكا إلى أسفل سافلين. فخطاب أوباما لحظة تنصيبه كان واضحا تماما فيما يتعلق بتحسين علاقات أمريكا بالعالم الإسلامي الذي ظلم كثيرا في عهد بوش، وهو وعد نرجو له أن ينفذ، لأن في ذلك تحقيقا للأمن والسلم الدوليين.

إلا أن هذا الوعد لا يمكن أن يتحقق إلا بإعطاء المسلمين حقوقهم المسلوبة، وخاصة فيما يتعلق بالاحتلال الإسرائيلي الغاشم للأراضي الفلسطينية. والجدير بالقول: إن الوعد بتحقيق السلام في الشرق الأوسط ليس سهلا تنفيذه، إذ لو كان كذلك، لما ظل الفلسطينيون يعانون لعشرات السنين، ولكن تنفيذه أيضا يتطلب شجاعة كبيرة من أوباما ورغبة جامحة في تحقيق العدالة.

ولعل جولة المبعوث الأمريكي للشرق الأوسط السناتور السابق جورج ميتشل في المنطقة خطوة أولى في طريق تنفيذ هذا الوعد، وبالتأكيد أنها ستكون تحت مرصد المتابعين للقضية، فمن يدري فلربما تحقق الوعد حتى لو كان آخر وعد يتم تحقيقه!.

***