Al Jazirah NewsPaper Monday  26/01/2009 G Issue 13269
الأثنين 29 محرم 1430   العدد  13269
عزف لجماليات خطاب رجل شجاع
رمضان جريدي العنزي

 

فاتحة منذ فترة ليست بالقصيرة وأنا أفكر في إيجاد فرصة مناسبة للكتابة عن ملك الإنسانية (عبدالله بن عبدالعزيز)، حتى شاءت الظروف أن تكون هذه المناسبة هي قمة الكويت الاقتصادية.

النص

عبدالله بن عبدالعزيز، صاحب التميز الخاص، والإيقاع الراقي الخاص، والفنتازيا العالية الخاصة، والواقعية التعبيرية الخاصة، والوجه المحبوب الخاص.

***

عبدالله بن عبدالعزيز، سيظل شمعة من شموع التاريخ، ولازمة من لوازم الحياة السياسية، ولازمة من لوازم الحياة الإنسانية، ولازمة من لوازم الحياة الاقتصادية، ولازمة من لوازم الحياة الاجتماعية.

***

عبدالله بن عبدالعزيز، هو مصدر لإضاءة الأشياء، ومكونات الأشياء، وأساس الأشياء، وكل الأشياء، في الواقع العربي، والواقع الإسلامي، والواقع العالمي.

***

عبدالله عبدالعزيز، مهمته إشعال الشموع، وتبديد الظلام، وإيواء المتعبين، والأخذ بيد الحيارى، وتهدئة النفوس، وتضميد الجروح العميقة، وإيقاف إجراءات البغضاء، وإجراءات الكره، وإجراءات التناحر، وإجراءات الجفوة، وإجراءات الدم المسفوح عبثاً وطغياناً.

***

عبدالله بن عبدالعزيز، لا ينام، ولا يستريح، ولا يغفو له جفن، يرتحل بين مجرات كبيرة، يسافر بين أخاديد مهولة، يسمع نعيق غربان، وعواء ذئاب، وأصوات بوم، وأصوات رياح باردة، وأصوات رياح حارة، ووحشة بيد، ووحشة ظلام، وغبار عواصف، واشتعال حرائق، واتساع قبور، وتطاول لهب، وبحيرات تماسيح.

***

عبدالله بن عبدالعزيز، رغم ذاك، يفتح نوافذه لقطرات الندى، وضوء الشمس، والغيمة المتهادية، وأسراب الطيور الجميلة، ورائحة العشب المبلل بالندى؛ لتلقي الألوان والأشكال في ساحة مفتوحة، وفضاء واسع، ليكبر المرسم، آخذاً شكل البراءة واللذة والجموح والوحدة والتآلف والنخوة والنماء، بعيداً عن الحزن والانكسار والمآسي ورائحة الدم والبارود وأصوات المدافع وقاذفات الصواريخ وجعجعة الأصوات واحتراق القلوب والأصابع.

***

عبدالله بن عبدالعزيز، ضوء بزغ رغم العتمة، في محياه تقطيبة الجد، والصرامة، عندما صمت، هدأ ضوضاء المكان، وعندما تحدث اشرأبت له الأعناق، أمس بزغ نوره بهياً، أضاء الطريق إلى الخير، رغم الأسلاك الشائكة، وفضاءات الأرض الضيقة.

خاتمة

أمس عندما أنهى عبدالله بن عبدالعزيز خطابه التاريخي:

قصصت شعري، وتعطرت، لبست ثوبي الأبيض، وغترتي البيضاء، ورحت أقود سيارتي بزهو، أتدفق في الشوارع، وأتذكر كيف أعاد هذا الرجل الشجاع: للقلوب توازنها، وللأشجار خضرتها، وللشرايين دماءها، برغم الوجع المخترق لعظامنا.. لقد أزاح رعب الليل، ووحشة المدن، وهبوب الرياح العاتية، وأسكن فوران البراكين، وبشرنا بعالم عربي جديد، تتفتح فيه أزهار الأقحوان، وأزهار الخزامى، وتنبعث منه رائحة الشيح، والقيصوم، وأزهار النباتات البرية.



ranazi@umc.com.sa

 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد