Al Jazirah NewsPaper Monday  26/01/2009 G Issue 13269
الأثنين 29 محرم 1430   العدد  13269
أضواء
مافيا إسرائيل
جاسر عبدالعزيز الجاسر

 

عرف العالم الكثير من الكيانات والدول المتمردة على الشرعية الدولية والأخلاق الإنسانية.. وحفل التاريخ الإنساني المعاصر والقديم بالكثير من الشخصيات المتوحشة والمجرمة، إلا أنه لم يحصل أن شهدنا وسمعنا كياناً يفاخر ساسته وقادته العسكريون ويتبجحون بوقاحة فجة بأنهم سيمارسون القتل المتعمد والاغتيالات بحق من يقاوم ويعارض احتلالهم لوطنهم وإذلالهم، وحرمان مواطنيهم من الحياة الكريمة التي يجب أن يتمتع بها كل من يعيش على هذا الكوكب. حق العيش بكرامة على كوكبنا الأرضي.. وحق الحياة الذي منحه الخالق لجميع البشر، والمخلوقات الأخرى لا تأخذ به إسرائيل ولا قادتها الأشرار الذين تربوا على الإجرام ورضعوا الإرهاب في مؤسساتهم؛ فشبوا متنمرين محولين المكان الذين يوجدون فيه إلى أسوأ من الغابات التي يسود فيها الأقوى والأشرس.

آخر تنمُّر الإسرائيليين تبجُّح وزير المواصلات رئيس أركان الحرب الإسرائيلي الأسبق شاؤول موفاز الذي ظهر في التلفزيون الإسرائيلي مهدداً بكل وقاحة، لينذر كل من له علاقة بالمقاومة الفلسطينية بالقتل ما لم يتم إطلاق سراح الجندي المختطف جلعاد شاليط، ويذهب موفاز إلى أكثر من ذلك بتحديد الأشخاص الذين يهدهم بالاسم مرتكباً إثما كبيرا بالتحريض على القتل مع سبق الإصرار، إذ يقول في الإذاعة الإسرائيلية: إن إسماعيل هنية لن يرى ضوء النهار، وأتباعه لن يستطيعوا التنقل بحرية في قطاع غزة طالما لم ير جلعاد شاليط ضوء النهار ويطلق سراحه..!!

ويذهب شاؤول موفاز إلى أكثر من ذلك مذكراً الفلسطينيين بالتاريخ الإجرامي الأسود الذي (يفتخر) من خلاله بارتكاب جرائم اغتيال قادة الفلسطينيين المدنيين، كالشهيد الشيخ المقعد أحمد ياسين، والشهيد الدكتور عبد العزيز الرنتيسي.

تهديد وقح وإعلان سبق لارتكاب جرائم الاغتيال مع سبق الإصرار والترصد، يتبعه اعتراف متبجح بارتكاب جرائم الاغتيال بأسلوب لا يقوم به ولا يقدم عليه إلا عتاة المجرمين، من كبار رجالات عصابات المافيا الذين لا يختلف قادة إسرائيل وزعماؤهم عنهم في أي شيء، سوى أنهم يتلبسون أثواب السياسيين فيما هم يمارسون كل أنواع الإجرام والشر. وإن اختلفوا عن رجال العصابات فإن الإسرائيليين إجرامهم وشرورهم دون خجل وعلى العلن، في حين يخجل رجال العصابات من الكشف عن أعمالهم.



jaser@al-jazirah.com.sa

 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد