الغزاويون يتوسدون جراحهم وخيباتهم حين يضعون جنوبهم ليس على الأسرة الفارهة ولا الفرش الوثيرة بل على التراب أو الأسمال أو بقايا الذكريات.. أو على مواضع هي لقريب لمت جنبيه يوما, أو آو حنت جنوبه لحظة.. في بيوت غير بيوتهم وفي أماكن لا تغمض لهم فيها عين والأب قد مات والأم قد تمزقت والأهل وقد غابوا والصديق وقد انطوى ذكريات حارقة كيف لهم أن يناموا وقلوبهم تصطلي.. لكنهم غدوا مادة إثبات وشهادة حق وأمثلة صادقة لفتك الجار العدو السارق الأرض المعتدي بالظلم في تظاهرة علنية بات الآن تلاحقه وصمة عاره وجرم خطيئته..

السؤال العريض المتخم بالتخرصات والتوقعات وكامل الحذر ومنتهى الثقة ومفرط الأمل أن يبصم شهادات الغزاويين بحبر المصادقة العالمية في قضاء نزيه وقرار عادل وموقف حق ويأخذ بنو إسرائيل عقابهم وهم الجبناء الذين لمجرد شائعة عن المطالبة برؤوسهم للمحاكمة خافوا وترددوا وامتنعت وزيرة بغضهم ورسولة شرهم عن السفر حتى تأكدوا بأنها غير مطالبة بالامتثال حتى الآن لمحاكمة عادلة فسافرت وفك قومها عنها حصانة الحماية..

ولئن كانت هذه حماية دنيا من بشر لا يعلمون بعد ما الذي سيأتيهم به عقاب الله العادل الحق فإن الإجابة عن السؤال ستبقى ماثلة إلى أن تتحول نتائج هذا الزخم الإعلامي وهذه التظاهرة البشرية من قضاة ومحامين وأطباء ومحللين شهدوا وثائق الجريمة واستمعوا لشهادة غزة وأبنائها وصادقوا عليها إلى نتائج فاعلة نافذة ناطقة محقة للحق دونما ميل بهوى أو تعمية بظلم فلا تخرج إسرائيل من هذا المنعطف ناجية بل محكوم عليها.