Al Jazirah NewsPaper Wednesday  28/01/2009 G Issue 13271
الاربعاء 02 صفر 1430   العدد  13271
بلا تردد
بات الزواج انتقالاً سلبياً ضد الفتاة.. أحياناً..!!
هدى بنت فهد المعجل

 

(في الغالب) ما إن تخرج الفتاة من أسوار المنزل الأسري، متجهة صوب (بيت الزوجية)، حتى تبدأ أوراق شجرة الرونق فيها، في التساقط ورقة، ورقة، ورقة، إلى أن تبقى الشجرة بلا أوراق!! لأنها تشرنقت وتقوقعت داخل عش الزوجية بطريقة خاطئة مفضلة عدم الخروج من الشرنقة، والعودة إلى تطلعاتها السابقة.. أنوثتها.. وهجها.. اشتعالها.. حيويتها.. ثقافتها.. فكرها.. عطائها الآخر.......

الزواج سكن جديد ونقلة ثانية للفتاة بعد سكن الوالدين والأسرة.. فهل هو سكن التراجع والانتقال السلبي لها؟!!

ينبغي ألا يكون كذلك.. لكنه كان!!

ما إن تتزوج أغلب الفتيات ويبدأن في الإنجاب حتى يبدأ مشوار فَقْد الكثير مما كانت عليه قبل الزواج!!

يتراجع حرصها على بنائها الجسدي.. على التأسيس الثقافي لفكرها.. على هندامها.. كأنما الزواج والإنجاب مؤسسة للانتكاس والتراجع!!

الشحوم في تراكمها.. الجسد في ترهله.. الشحوب على وجهها.. التذمر الدائم، والملل المستمر.. التقوقع، التقاعس.. بعد أن كانت قيادية أضحت انقيادية..!! الرأي رأي الزوج، والمشورة مشورته.. والإدراك إدراكه.. هو مَنْ يفهم، ويدبر، ويخطط، ويؤسس، ويرتب، ويقْدم.. وما الزوجة سوى تابع!!!

لم يرتبط بها الزوج كي يجعل منها امرأة سلبية!!

فما أعرفه أن الرجل تلفت نظره المرأة القيادية، صاحبة الرأي، صانعة القرار والمثقفة المطلعة المعطاءة المنتجة.. فمن الذي انتقل بتلك الزوجة من مرحلة حيوية إلى أخرى سلبية؟!!

القضية أصعب من أن أبت في شأنها، وتحتاج دراسة مستفيضة ربما نصل للسبب في تراجع النساء بعد الزواج..

ما أعرفه أن الروح الحيوية لا تنتكس بفعل تغير الوضع الاجتماعي.. بل إنها في تجدد مستمر، وحيوية متواصلة.. وما الزواج سوى امتحان للتمسك بها، والمحافظة عليها..

- لماذا لا بد أن تتبدل سلوكيات اللباس عند المرأة بعد الزواج؟! طالما أن هذا السلوك تنتهجه وهي فتاة!!

- ومن أين استمد المجتمع أن لباس الفتاة يختلف عن لباس المرأة المتزوجة اختلافاً جذرياً، بحيث لو ارتدت النساء لباساً لا يستسيغه المجتمع عاب عليها فعلها هذا!؟

- مؤمنة بأن الأجسام وأحجامها تتدخل في (ستايل) الملابس.. نوعيتها.. وثقافتها؛ حيث للبس ثقافة قد يتغير تغيراً فرعياً طفيفاً بعد الزواج.. بيد أن المجتمع يفرض على المتزوجة تغيراً جذرياً لثقافة اللباس لديها لدرجة أن تعاب وتُنتقد.

ولا ضير!! فمجتمعنا مغرق في النقد والانتقاد ومضغ أعراض الآخرين وسلوكياتهم.

***

- أيضاً لما تتراجع ثقافة العقل وتنتكس مع الزواج.. ويقل الإنتاج.. أو ربما يضعف.. وأركز على ثقافة عقل المرأة.. لأن الرجل قلما ينتكس فكره مع الزواج؟؟!

- حالة التمرد التي تعيشها الفتاة أراها طبيعية وتدل على عقل يعمل على الدوام، عقل يعيد غربلة الأشياء ويرفض الإتيان بها لأنها تقليد متعارف عليه ما لم يقنع عقلها بها.. كما أن (الأبواب الموصدة تخلق الإنسان غير العادي باستمرار) هذا إذا لم يعد أدراجه بمجرد أن يجد الباب موصداً..!! والزواج قد يتسبب في رجوع ثلة نساء وجدن الأبواب موصدة ولم تعد لديهن طاقة تجعل منهن نساء غير عاديات.. هذا إن كن قبل الزواج يتمردن على الأبواب الموصدة (أصلاً)..!!

ص.ب 10919 - الدمام 31443


Happyleo2007@hotmail.com

 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد